الأحد، 16 أكتوبر 2011







Villa for rent only for foreigners working and residing in Egypt for a long time consist of two floors with master bedroom plus three bedrooms with two bathroom - living room
Arabic style - Salon reception - a dining room and full kitchen - swimming pool - large garden rich in trees and flowers - large terrace - District villas Sidi Krier For more information,
please contact Mr. Hassan Mobil No. 0191959707


وثيقة الأزهر


أعلن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر صباح اليوم بيان الأزهر، ونخبة من المثقفين حول مستقبل مصر فيما سميت إعلاميا باسم "وثيقة الأزهر"، مؤكداً أن الوثيقة ناقشها نخبة من المثقفين المصريين من مختلف الطوائف والمدارس الفكرية دارسين لمقتضيات اللحظات الفارقة فى تاريخ مصر بعد ثورة الخامس والعشرين يناير.

وأوضح الطيب أن الوثيقة التزمت فى بلورة مستقبل مصر بالتزام المنهج الوسطى السديد للأزهر، وتوافق واضعوها على ضرورة تأسيس مسيرة الوطن على مبادئ كلية وقواعد شاملة تناقشها قوى المجتمع المصر.

وأضاف "الطيب" أن الجميع يعترف بدور الأزهر القيادى فى بلورة الفكر الإسلامى الوسطى السديد، وإن المجتمعين يؤكدون أهميته واعتباره المنارة الهادية التى يُستضاء بها، ويحتكم إليها فى تحديد علاقة الدولة بالدين وبيان أسس السياسة الشرعية الصحيحة التى ينبغى انتهاجها؛ ارتكازاً على خبرته المتراكمة، التى تتمثل فى البعد الفقهى فى إحياء علوم الدين وتجديدها، طبقاً لمذهب أهل السنة والجماعة الذى يجمع بين العقل والنقل ويكشف عن قواعد التأويل المراعية للنصوص الشرعية، والبعد التاريخى لدور الأزهر المجيد فى قيادة الحركة الوطنية نحو الحرية والاستقلال، وإحياء مختلف العلوم الطبيعية والآداب والفنون بتنوعاتها الخصبة، والبعد العملى فى قيادة حركة المجتمع وتشكيل قادة الرأى فى الحياة المصرية.

وأعلن "الطيب أن المجتمعين اتفقوا على المبادئ التالية لتحديد طبيعة المرجعية الإسلامية النيرة، التى تتمثل أساساً فى عدد من القضايا الكلية، المستخلصة من النصوص الشرعية القطعية الثبوت والدلالة، بوصفها المعبرة عن الفهم الصحيح للدين".

أولاً: دعم تأسيس الدولة الوطنية الدستورية الديمقراطية الحديثة، التى تعتمد على دستور ترتضيه الأمة، يفصل بين سلطات الدولة ومؤسساتها القانونية الحاكمة، ويحدد إطار الحكم، ويضمن الحقوق والواجبات لكل أفرادها على قدم المساواة، بحيث تكون سلطة التشريع فيها لنواب الشعب؛ بما يتوافق مع المفهوم الإسلامى الصحيح، حيث لم يعرف الإسلام لا فى تشريعاته ولا حضارته ولا تاريخه ما يعرف فى الثقافات الأخرى بالدولة الدينية الكهنوتية التى تسلطت على الناس، وعانت منها البشرية فى بعض مراحل التاريخ، بل ترك للناس إدارة مجتمعاتهم واختيار الآليات والمؤسسات المحققة لمصالحهم، شريطة أن تكون المبادئ الكلية للشريعة الإسلامية هى المصدر الأساس للتشريع، وبما يضمن لأتباع الديانات السماوية الأخرى الاحتكام إلى شرائعهم الدينية فى قضايا الأحوال الشخصية.

ثانياً: اعتماد النظام الديمقراطى، القائم على الانتخاب الحر المباشر، لأنه الصيغةَ العصرية لتحقيق مبادئ الشورى الإسلامية، بما يضمنه من تعددية ومن تداول سلمى للسلطة، ومن تحديد للاختصاصات ومراقبة للأداء ومحاسبة للمسئولين أمام ممثلى الشعب، وتوخى منافع الناس ومصالحهم العامة فى جميع التشريعات والقرارات، وإدارة شئون الدولة بالقانون - والقانون وحده وملاحقة الفساد وتحقيق الشفافية التامة وحرية الحصول على المعلومات وتداولها.

ثالثاً: الالتزام بمنظومة الحريات الأساسية فى الفكر والرأى، مع الاحترام الكامل لحقوق الإنسان والمرأة والطفل، والتأكيد على مبدأ التعددية واحترام الأديان السماوية، واعتبار المواطنة مناط المسئولية فى المجتمع.

رابعاً: الاحترام التام لآداب الاختلاف وأخلاقيات الحوار، وضرورة اجتناب التكفير والتخوين واستغلال الدين واستخدامه لبعث الفرقة والتنابذ والعداء بين المواطنين، مع اعتبار الحث على الفتنة الطائفية والدعوات العنصرية جريمة فى حق الوطن، ووجوب اعتماد الحوار المتكافئ والاحترام المتبادل والتعويل عليهما فى التعامل بين فئات الشعب المختلفة، دون أية تفرقة فى الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين.

خامساً: تأكيد الالتزام بالمواثيق والقرارات الدولية، والتمسك بالمنجزات الحضارية فى العلاقات الإنسانية، المتوافقة مع التقاليد السمحة للثقافة الإسلامية والعربية، والمتسقة مع الخبرة الحضارية الطويلة للشعب المصرى فى عصوره المختلفة، وما قدمه من نماذج فائقة فى التعايش السلمى ونشدان الخير للإنسانية كلها.

سادساً: الحرص التام على صيانة كرامة الأمة المصرية والحفاظ على عزتها الوطنية، وتأكيد الحماية التامة والاحترام الكامل لدور العبادة لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وضمان الممارسة الحرة لجميع الشعائر الدينية دون أية مُعوِّقات، واحترام جميع مظاهر العبادة بمختلف أشكالها، دون تسفيهٍ لثقافة الشعب أو تشويهٍ لتقاليده الأصيلة، وكذلك الحرص التام على صيانة حرية التعبير والإبداع الفنى والأدبى فى إطار منظومة قيمنا الحضارية الثابتة.

سابعاً: اعتبار التعليم والبحث العلمى ودخول عصر المعرفة قاطرة التقدم الحضارى فى مصر، وتكريس كل الجهود لتدارك ما فاتنا فى هذه المجالات، وحشد طاقة المجتمع كلّه لمحو الأمية، واستثمار الثروة البشرية وتحقيق المشروعات المستقبلية الكبرى.

ثامناً: إعمال فقه الأولويات فى تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية، ومواجهة الاستبداد ومكافحة الفساد والقضاء على البطالة، وبما يفجر طاقات المجتمع وإبداعاته فى الجوانب الاقتصادية والبرامج الاجتماعية والثقافية والإعلامية على أن يأتى ذلك على رأس الأوليات التى يتبناها شعبنا فى نهضته الراهنة، مع اعتبار الرعاية الصحية الحقيقية والجادة واجب الدولة تجاه كل المواطنين جميعاً.

تاسعاً: بناء علاقات مصر بأشقائها العرب ومحيطها الإسلامى ودائرتها الأفريقية والعالمية، ومناصرة الحق الفلسطينى، والحفاظ على استقلال الإرادة المصرية، واسترجاع الدور القيادى التاريخى على أساس التعاون على الخير المشترك وتحقيق مصلحة الشعوب فى إطار من الندية والاستقلال التام، ومتابعة المشاركة فى الجهد الإنسانى النبيل لتقدم البشرية، والحفاظ على البيئة وتحقيق السلام العادل بين الأمم.

عاشراً: تأييدُ مشروع استقلال مؤسسة الأزهر، وعودة “هيئة كبار العلماء” واختصاصها بترشيح واختيار شيخ الأزهر، والعمل على تجديد مناهج التعليم الأزهرى؛ ليسترد دوره الفكرى الأصيل، وتأثيره العالمى فى مختلف الأنحاء.

حادى عشر: اعتبار الأزهر الشريف هو الجهة المختصة التى يُرجع إليها فى شئون الإسلام وعلومه وتراثه واجتهاداته الفقهية والفكرية الحديثة، مع عدم مصادرة حق الجميع فى إبداء الرأى متى تحققت فيه الشروط العلمية اللازمة، وبشرط الالتزام بآداب الحوار، واحترام ما توافق عليه علماء الأمة.

وأهاب شيخ الأزهر وعلماء الأزهر والمثقفون المشاركون فى إعداد هذا البيان بكل الأحزاب والاتجاهات السياسية المصرية أن تلتزم بالعمل على تقدم مصر سياسياً واقتصادياً واجتماعياً فى إطار المحددات الأساسية التى وردت فى هذا البيـــان

الخميس، 8 سبتمبر 2011

ملف الجاسوس "يوسف بطرس غالي"

تقارير وملفات ومتابعات وصور وأفلام رصد رسمية وثق فيها معلوماتيا الراحل اللواء "علاء الويشي" مسئول المتابعة الخارجية في جهاز المخابرات العامة المصرية أن المدعو "يوسف رؤوف يوسف بطرس غالي" المولود بالقاهرة في 20 أغسطس 1952 المرشح لمنصب وزير الدولة للتعاون الدولي في عام 1993 يعمل منذ عام 1979 جاسوسا لحساب المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي ايه" وفي لندن يتمتع غالي حاليا بحماية السفارة الأمريكية وبالتأكيد لو طال عمر الويشي لتوصل إلي أنه كان جاسوسا أيضا للموساد الإسرائيلي والدليل وثيقة حديثة ننفرد بها في "روز اليوسف" تثبت أن يوسف تم إستدعاؤه مؤخرا للخدمة الأمنية في إسرائيل. هناك إجراءات روتينية وحكومية بالنسبة للهاربين من مصر وبالذات من شغل منهم منصباً سياسياً أو إداري كبيراً مثل الوزراء وبين هؤلاء قطعا "يوسف بطرس غالي" حيث تنص تعليمات وزارات الخارجية والداخلية والمخابرات والشرطة السرية البريطانية طبقا لقوانين المخابرات الإنجليزية لأعوام 1989 و 1994 علي أن يقوم الأجنبي المقيم في ظروف سياسية خاصة بتسليم نسخة من كل مستند رسمي أو قانوني حديث يصدر بشأنه من أي جهة موجودة علي الأراضي الإنجليزية للسلطات البريطانية المختصة.
                         
من هنا كان لزاما علي يوسف بطرس غالي أن يسلم الأوراق التي وقع عليها في السفارة الإسرائيلية التي حصل منها بشكل رسمي في يوم الاثنين الموافق 13 يونيو الماضي علي الجنسية الإسرائيلية الكاملة وتسلم يومها جواز سفره الإسرائيلي رقم (486021782).

هذه المعلومات نشرناها من قبل غير أن ما حدث في صباح الاثنين 15 أغسطس 2011 داخل السفارة الإسرائيلية في 15 "أ" شارع أولد كورت دبليو 8 بوسط لندن كان مختلفا حيث شكلت الأحداث التي وقعت داخل مكتب السفير الإسرائيلي "رون بروسور" إجابة قاطعة علي معلومات مصرية أصبحت مؤكدة.

في ذلك اليوم اتصلت السفارة الإسرائيلية بـ"يوسف بطرس غالي" لتخبره أن السفير يطلبه في أمر مهم وبعد حوالي 35 دقيقة كان غالي أمام السفير ومن أحداث ذلك اليوم نكتشف لأول مرة أن يوسف الذي نعرفه كان أيضا جاسوسا للموساد الإسرائيلي.

في اللقاء طلب منه السفير الإسرائيلي أن يجلس مع مدير فرع الموساد الإسرائيلي في أووربا الذي حضر بنفسه لمقر السفارة للقاء غالي ليخبره بأنهم يطلبون خدماته في تل أبيب وأن عليه أن يسافر فورا وسلمه الضابط الكبير ظرفاً به أوراق رسمية مع تذكرة للسفر علي طائرة العال المتجهة لمطار بن جوريون في إسرائيل.

في الواقع يوسف بطرس غالي تقريبا انهار فلم يكن يعتقد أن الأمور ستتطور بتلك الطريقة وأنهم بدلا من أن يتركوه يعيش في هدوء بعد أن أمضي في خدمتهم وخدمة المخابرات المركزية الأمريكية أعواماً طويلة سيطلبونه ثانية للخدمة حيث رفض غالي التنفيذ وأعاد تذكرة السفر والمستندات وساءت حالته ووسط دهشة السفير والضابط الكبير أعلنا له أن عدم التنفيذ سيضعه تحت طائلة القانون الإسرائيلي وربما يجد نفسه مطلوبا للسجن في تل أبيب بعد أن طلبته الأجهزة المصرية كلها.

يوسف بطرس غالي طلب منهم أن يتفهموا موقفه لأن حياته الأسرية مهددة وكشف لهم أن زوجته طلبت الطلاق وأولاده بدأوا يتعاملون معه بحذر وأن عائلته تبرأت منه ونفسيا لم يعد يحتمل خدمة الموساد فطلب منه ضابط الموساد أن يوقع علي نموذج أمني هو إخطار: "تأجيل الخدمة الأمنية" وهو ذلك المستند الذي وقع عليه يوسف بطرس غالي وبعدها سلم منه نسخاً للجهات البريطانية المختلفة.

المستند يجعلنا نتعجب وهو عبارة عن نموذج أمني إسرائيلي مطبوع رقمه (دال صاد 02718) لا يمكن أن يصدر إلا من الموساد الإسرائيلي كتب باللغتين الإنجليزية والعبرية وعنوانه: "نموذج تأجيل الحضورلأداء خدمة أمنية عسكرية" ونجد خانة تشير إلي أنه سجل في السفارة الإسرائيلية بلندن في تاريخ 15 أغسطس الماضي وهو خاص برعايا دولة إسرائيل من المقيمين خارج حدود إسرائيل.

وفي خانة علي يسار النموذج طبع ملحوظة استخدام النموذج وفيها أنه يحرر من نسختين الأولي تذهب لقيادة الجيش الإسرائيلي قسم التحكم في الخدمات الأمنية عبر البحار والنسخة الثانية توثق ويتم أرشفتها بالسفارة الإسرائيلية بلندن.

الجديد في تلك الوثيقة أننا نجد لأول مرة تطورا حديثا في ملف يوسف بطرس غالي حيث يظهر رقم (852535007) ونتاكد أنه رقم الهوية العسكرية الشخصية ليوسف بطرس غالي في الجيش الإسرائيلي ونجد في النموذج كل بياناته الشخصية حيث اسمه واسم والده واسم عائلته ورقم جوازه الإسرائيلي الذي تطابق مع معلومات مصرية سابقة ونجد تعهداً منه بأنه تسلم طلب الاستدعاء وأنه ملتزم بكل البيانات وأن يخطر السفارة أو القنصلية الإسرائيلية بلندن بأي تحديث علي بياناته كما أنه لا يعمل لحساب أي جهة أو منظمة أو مؤسسة مدنية أو خاصة معادية لإسرائيل ونجده وقع علي الوثيقة لأول مرة باللغة العبرية.

ونقرأ بين السطور أن الرجل كان يكتب اللغة العبرية وهو ما يؤكد لنا معلومات سابقة ويفسر لنا لماذا أرسل حاخامات نيويورك من قبل هدية عبارة عن نسخة نادرة من كتاب تعاليم دينية باللغة العبرية عنوانه "اسمع يا يوسف" لأنه ببساطة كان يعرف العبرية وبالتأكيد تعامل بها مع الموساد طيلة فترة عمله معهم.

معلومات صادمة تجعل البعض في مصر يفقد توازنه لكن الأخطر أن معلومات مشابهة كانت معروفة وكان اللواء "عمر سليمان" مدير المخابرات العامة المصرية علي علم كامل بها وناقش فيها الرئيس المخلوع "حسني مبارك" وأن الرجل هدد في عام 1994 بالاستقالة لو لم يتخذ مبارك موقفا من وجود يوسف بطرس غالي لكن مبارك أقنعه أن يوسف بطرس غالي تحت سيطرته الشخصية وأنه يستغله في إيصال ما يريده للأمريكيين.

ساعتها لم يكن قد اتضح بعد حقيقة عمل يوسف بطرس غالي للموساد الإسرائيلي حيث ستبدأ المعلومات في هذا الشأن تتواتر بداية من عام 2005 لكن يوسف بطرس غالي كان قد توغل كثيرا في الوزارات في مصر وتوحش سياسيا وأصبح رجل سر مبارك دون غيره من الوزراء أو حتي ضباط القصر.

لقد تولي عمر سليمان رئاسة المخابرات المصرية في 22 يناير 1993 ونتعجب عندما نتعرف لأول مرة أن أول نجاح مهني لعمر سليمان في إدارة المخابرات كان في كشف الجاسوس "يوسف بطرس غالي"

وربما لا يصدق أحد أن عمر سليمان توثق من جزء كبير من المعلومات بنفسه نظرا لحساسية الموضوع الذي طرحه عليه المرحوم اللواء "علاء الويشي" لكن مبارك طرح كل المعلومات جانبا وأصر علي تعيين يوسف بطرس غالي وزيرا في 1993 للتعاون الدولي.

مبارك مكن غالي رسميا من ملف علاقات مصر بكل من الإدارة الأمريكية وإسرائيل فشعر اللواء الويشي بالألم فخرج عن شعوره وتخطي عمر سليمان طالبا لقاء عاجلاً بمبارك وفي اللقاء طرح الموضوع لكنه فوجئ أن مبارك مع علمه بكل ما توصلوا إليه بشأن غالي غير أنه (مزاجه كده) يريد يوسف بطرس غالي فخرج الرجل من اللقاء ليدخل مستشفي وادي النيل لمدة ثلاثة أيام بعدها يقابل ربه وقد أدي الأمانة.

ملف يوسف بطرس غالي لم يلق علي السلم كي ننقل منه فهو سري للغاية لكن القليل من أوراقه يكفي لسرد قصة كاملة ففي صيف عام 1979 وأثناء تواجد طالب الدراسات العليا اللامع "يوسف بطرس غالي" في جامعة "ماساشوستس" الأمريكية للحصول علي درجة الدكتوراه في التكنولوجيا تتلقفه عيون المخابرات المركزية الأمريكية نظرا لسمعة عائلته التاريخية في مصر. علي الفور يدركون أن الشاب يوسف سيصبح شيئا كبيرا في بلاده ويا حبذا لو ساعدوه فيقرروا أن يعرضوا عليه العمل والتعاون معهم نظير تمكينه من كل الشهادات العلمية التي يطمح فيها مع مستقبل سياسي باهر فيوافق دون شروط وبعدها يسافر إلي مقاطعة "فايرفاكس - لانجلي" بولاية فيرجينيا الأمريكية ليقابل رئيس السي آي ايه "ستانفيلد تيرنر" لأول مرة وفي اللقاء ينبهر غالي بالقوة والنفوذ الأمريكي الذي وعده بها رئيس أقوي جهاز مخابرات بالعالم ولا ينسي تيرنر أن يمنح غالي الجنسية الأمريكية مع وعد رسمي بمنصب كبير عندما يتم دراساته حتي يمكنهم زرعه بعد ذلك في الإدارة المصرية بشكل طبيعي علي أساس شهاداته وخبراته العلمية.

بعدها تدفع به المخابرات الأمريكية ليشغل منصب الخبير الاقتصادي في صندوق النقد الدولي بنيويورك لمدة 6 أعوام كاملة في الفترة من 1981 إلي 1986 وفي خلال تلك الفترة كان غالي يتدرب في السي آي ايه علي جميع الخبرات والمهارات التي سيحتاج لها في مصر.

                  
بعد أن أصبح جاهزا للعملية الحقيقية والهدف من تجنيده أن يرسلوه للقاهرة وبشكل غير مباشر يساعدونه ليشغل منصب المستشار الاقتصادي لكل من رئيس مجلس الوزراء الدكتور "عاطف صدقي" وفي نفس الوقت مستشارا لمحافظ البنك المركزي المصري في الفترة من 1986 حتي 1993 حينها يعين بأمر مباشر من حسني مبارك وزيرا للتعاون الدولي وأيضا وزيرا لشئون مجلس الوزراء حتي ديسمبر 1995 ثم وزيرا للدولة للشئون الاقتصادية من يناير 1996 ليونيو 1997 ثم وزيرا للاقتصاد من يوليو 1997 إلي سبتمبر 1999 ليتولي بعدها منصب وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية منذ أكتوبر 1999 ثم وزيرا للتجارة الخارجية منذ نوفمبر 2001 وإلي يوليو 2004 ليحتل منصب وزير المالية حتي 31 يناير عند إقالة حكومة "أحمد نظيف" وهروبه من مصر في صباح 11 فبراير الماضي قبل تنحي مبارك بيوم واحد.

في ملف الجاسوس "يوسف بطرس غالي" نشاط مرصود وتعاون مع 11 رئيسا للمخابرات المركزية الأمريكية آخرهم كان "ليون بانيتا" ولا ننسي أن نذكر أن البيانات الأكثر سرية عن يوسف بطرس غالي تشير إلي أنه كان أقوي وزير علي الإطلاق في عهد مبارك حتي إن رؤساء الوزارات كانوا يتجنبونه حيث كان يفرض عليهم بتعلميات خاصة من حسني مبارك.

والمفاجأة أن المخابرات اللبنانية حققت معه واعتقلته في لبنان لمدة 3 أسابيع بداية من 15 فبراير 2011 وأنه خطف من بيروت بعد ذلك بواسطة مخابرات حزب الله حيث اعتقلوه لمدة طويلة غير أن المخابرات الأمريكية تدخلت فمنحوه في حزب الله مهلة 48 ساعة حتي يغادر وأسرته لبنان وأضطرت الحكومة اللبنانية يومها لإسقاط الجنسية اللبنانية عن يوسف بطرس غالي فباع ممتلكاته في بيروت بعدها سريعا والمثير أن المخابرات السورية كانت تطلب تسلمه من حزب الله للتحقيق معه لكن حزب الله كان قد عقد اتفاقا مع الـ«سي آي ايه» لإخلاء سبيل غالي الذي هرب إلي لندن حيث يقيم الآن.



                                                                                          

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

الولايات المتحدة الأمريكية غير متقبلة حتي الآن الثورة المصرية كمشروع تحول حضاري


 أكد د. نضال صقر عضو المجلس الاستشاري للجنة الفيدرالية الأمريكية وعضو مجالس إدارة الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية أن ما حدث في مصر عملية تحول حضاري علي مختلف المستويات والتي أعادت صياغة الإنسان المصري من جديد، مؤكداً الدور الذي لعبته الإدارة الأمريكية في إجهاض الثورة المصرية مشيراً إلي أنها خصصت 150 مليون دولار لدعم التحول الديمقراطي بمصر وقد رفضتها الحكومة المصرية مشيراً إلي أن هناك بلاغات تتهم السفارة الأمريكية ومتعاونين معها بالتورط في قتل المتظاهرين مضيفاً أن المجلس العسكري رفض أي دعم أمريكي مشروط كما أكد أن من حق الشعب المصري أن يطلع علي جميع التفاصيل المتعلقة بالتمويل الأجنبي والجهات المانحة ويجب التفريق بين المنظمات الحكومية والرسمية وغير الحكومية المرخصة وغير المرخصة.

كيف تري تداعيات الثورة المصرية؟ 
ــ يجب التحفظ علي مصطلح ثورة لأن ما حدث في مصر يتجاوز التصنيف العلمي لمفهوم الثورة وهي عملية تحول حضاري علي مختلف المستويات والتي تمثلت في إعادة صياغة الإنسان والشخصية الحضارية المصرية وتجسد فيها كل أوجه التميز الحضاري والموروث الحضاري المصري في تجربة عملية إنسانية أبهرت العالم أجمع ولو نظرنا إلي الثورات العربية الأخري من مظاهر عنف فيما يحدث في سوريا واليمن وليبيا والبحرين لانه يصطدم مع منظومة حاكمة مرفوضة من قبل المتظاهرين تستهدف هدم كل مقومات الحكم المستبد ومؤسساته وما شاهدناه خلال الثورة المصرية من مظاهر التراحم والتسامح من قبل المتظاهرين المصريين تتنافي مع مجريات الثورة حسب المفهوم السياسي كما ان مظاهر الوحدة الوطنية والحرص علي مقدرات ومرافق الدولة كلها تشير إلي وعي حضاري ونضوج والتي لا تتسق مع المظهر العنيف للمفهوم الثوري كما أن الثوار كانوا حريصين علي الأداء الحضاري منذ البداية.

كيف تري التدخل الأمريكي في عهد الرئيس مبارك؟ 
ــ في عهد الرئيس مبارك كان التدخل الأمريكي في شئون الدولة علي مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والامنية والتعليمية والشئون الدينية «الأزهر - الأوقاف والكنيسة» والتعاون العسكري فيما يرتبط مع الجيش المصري بعلاقات تدريب وتسليح وتمويل مع الجانب الأمريكي بموجب اتفاقية ثنائية واتفاقية كامب ديفيد المشئومة والتعاون العسكري بين الدولتين سيستمر بطبيعة الحال لكن هناك العديد من الشواهد والمواقف التي تشير بوضوح إلي حرص القيادة المصرية بعد الثورة علي التحرر من النفوذ الأمريكي والضغوط الأمريكية فيما يتعلق بالشأن الداخلي علي سبيل المثال حملة رفض التعديلات الدستورية والتي كانت مخططاً وممولاً لها من الإدارة الأمريكية وخصصت مبلغ 150 مليون دولار لدعم التحول الديمقراطي بمصر حسب مزاعم أمريكا وهو الذي رفضته الحكومة المصرية والآن تقدمها في شكل منح لمنظمات المجتمع المدني غير الحكومية عن طريق تمويل حملات إعلامية ومجموعات ثنائية ودعم تشكيل بعض الاحزاب الليبرالية الجديدة.

برأيك ما دور الإدارة الأمريكية أثناء اندلاع الثورة المصرية؟ 
ــ اتسم الموقف الامريكي تجاه الثورة في البداية بالانحياز الكامل للنظام المصري بدليل التصريحات المتخبطة الصادرة عن الإدارة الأمريكية في دعم النظام المصري وجهوده في الإصلاح وكان الأخطر قيام امريكا بارسال مبعوث خاص اسمه (فرانك وايزنر) وهو سفير أمريكي سابق بالقاهرة وشريك أعمال الرئيس المخلوع نشر الكثير من التقارير عن قيامه بتهريب أرصدة ضخمة للرئيس السابق حسني مبارك وحصل علي توكيلات وإخفاء ثروات الرئيس السابق وأرصدته في العديد من البنوك الأمريكية والتي تراوحت ما بين 70 مليار دولار و3 تريليونات دولار واستمرت الاتصالات طوال الثورة ما بين الادارة الامريكية والرئيس المخلوع حيث إن الدعم الأمريكي للنظام حتي قبل سقوطه يشير إلي حرص أمريكا علي استمرار النظام حتي اللحظة الأخيرة حيث وصل الدعم لوزارة الداخلية علي مدي 30 عاماً 50 مليار دولار خاصة جهاز أمن الدولة وهو أمن سياسي مهمته ليس بالدرجة الأولي الدفاع عن الأمن المصري ولكن الدفاع عن الاستراتيجية الأمنية الأمريكية في المنطقة وهناك وحدة خاصة بجهاز أمن الدولة السابق تخضع مباشرة للأجهزة الاستخباراتية الامريكية وهي المتورطة في قتل المتظاهرين وتشير العديد من التقارير إلي تورط أفراد تابعين للسفارة الأمريكية بالقاهرة بارتكاب جرائم ضد المتظاهرين بما فيها حادثة قصر العيني الشهيرة وقتل الثوار وغيرهم وهناك عدة بلاغات مقدمة للجنة تقصي الحقائق والنيابة تتهم السفارة الأمريكية ومتعاونين معها بالتورط في قتل المتظاهرين بالإضافة إلي أنها قامت بجرائم متعددة ضد منظمات وهدم مدارس إسلامية بأوامر من السفارة الأمريكية وكان الرئيس مبارك المخلوع ليست له سلطة عليها.

ما الدور الذي تلعبه السياسة الأمريكية في المنطقه العربية؟ 
ــ سياسيا تقوم علي توجيه سياسي عقائدي خاطئ وأن الإدارة الأمريكية المتعاقبة تنظر للمصلحة الاستراتيجية الأمريكية من خلال بناء تحالفات مع انظمة ديكتاتورية مستبدة فاشلة وهذا التحالف يخدم التحالف الاستراتيجي بين أمريكا والكيان الصهيوني الغاصب بما يمثله هذا التحالف من تهديد صالح شعوب المنطقة والسلام العالمي علي حساب المصالح المشروعة للشعوب السياسة الامريكية في المنطقة.

ــ أما الدور الذي تلعبه في مصر من خلال استغلال تمويل الدورات التدريبية وغيرها كل ذلك يثبت بما لا يدع مجالاً للشك سوء النوايا الامريكية فيما يتعلق بالشعوب العربية وتطلعاتها للحرية والكرامة ولو نظرنا للتجربة المصرية علي سبيل المثال واصرار أمريكا علي عدم الإفراج عن الأرصدة والأصول المصرية التي هربها النظام السابق ورفض امريكا تسليم رموز النظام الهاربين مثل يوسف بطرس غالي في أمريكا وبريطانيا فهذا دليل علي تباطؤ أمريكا وحماية المجرمين والعداء الأمريكي للثورة المصرية.

ما أوجه العداء الأمريكي للثورة المصرية؟ 
ــ علي عكس مزاعم الإدارة الأمريكية فإنها فوجئت باندلاع الثورات العربية ونجاحها وتشكل الثورات العربية من وجهة نظر صانع القرار الأمريكي تحدياً كبيراً حيث إن الاستراتيجية الأمريكية قائمة علي الحفاظ علي مفهوم الدولة الوظيفية الخادمة لأهداف السياسة الأمريكية في المنطقة والتي كان يؤديها بامتياز النظام السابق وحاولت الإدارة الأمريكية بأي شكل اجهاض الثورة المصرية ومحاولة انقاذ النظام البائد مع تأخر انحياز وإعلان الادارة الأمريكية إلي جانب الشعب المصري حتي بعد تحقق السقوط الفعلي للرئيس المخلوع وحاولت أمريكا بعدها تقديم نفسها كداعمة للثورة علي عكس الحقيقة ومن هنا فأري أن أمريكا فقدت مصداقيتها مبكرا فيما يتعلق بدعمها للثورات كما أن تدخلها في الشأن المصري من خلال محاولة اصطناع نخب حديثة من فضائيات وصحف ما بعد الثورة بالإضافة إلي الوسائل السابقة بما يعرف بالإعلام المستقل من رجال أعمال معروفين بتورطهم في نشاط الجاسوسية لصالح الولايات المتحده الأمريكية أولا مسئولية أمريكا مسئولية مباشرة عن جميع الجرائم التي ارتكبها النظام المصري بحق الشعب علي مدي 30 عاماً ومن أهمها تمويل وتدريب المنظومة البوليسية الحاكمة والتي بلغ التمويل الامريكي لها ما يتجاوز 50 مليار دولار وتورط متعاقدين امنيين غير مصريين في قتل الثوار والأخطر من ذلك انتداب (أنا باترسون) لإدارة الملف المصري من تاريخ واحد مارس 2011 ثم انتدابها سفيرة بمصر بتاريخها الطويل والمعروف لانتهاك سيادة وحقوق الشعوب.

ومن المعروف أن قيادات عدد كبير من الأحزاب الجديدة والتي تتلقي دعماً وتمويلاً أجنبياً أن هذه القيادات كانت تنتمي إلي الحزب الحاكم سابقا وترتبط بعلاقات معروفة مع النظام البائد كما أن المرشح الذي تدعمه هذه الأحزاب معروف تاريخه الطويل في خدمة المصالح الامريكية والتمهيد للاحتلال الأمريكي والتغلغل في المنطقة هذا بالإضافة إلي دعمه لحصانة الكيان الصهيوني في الملف النووي وغيره وبالتالي فإن تعطيل المشروع الوطني للثورة والتحول الديمقراطي في مصر كله يصب في خدمة المشروع الأمريكي لاجهاض الثورة المصرية وخدمة المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة المدعوم من قبل جهات خارجية والتي تدعم مرشحاً رئاسياً مثيراً للجدل أنها مطالب إسرائيلية ليخدع الشعب والأحزاب الجديدة من خلال دعوتهم لتأجيل الانتخابات وفرض مجلس رئاسي علي الشعب واحداث وقيعة بين الشعب والجيش وتهديد الاقتصاد المصري والمصالح المصرية بتحريض الشعب علي الثورة وتمهيد لاستمرار المنظومة الحاكمة في خدمة المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقه ومحاولة للانقلاب علي العملية الديمقراطية في مصر وإلغاء الانتخابات التشريعية المقررة حسب نتيجة الاستفتاء ومحاولة فرض مجلس رئاسي موال لأمريكا بموجب الدعم والتمويل الأمريكي لهذا المجلس المدني المزعوم.

ماذا عن العلاقات والمصالح المصرية الأمريكية؟ 
ــ أعلنت السلطات المصرية مؤخرا موقفين فرضا احترام النظام المصري الجديد علي صانع القرار الأمريكي وهما رفض المجلس العسكري لأي دعم امريكي مشروط لمصر بعد الثورة أما القرار الثاني فهو رفض الحكومة المصرية لقروض مشروطة من صندوق النقد الدولي وبالتالي فإن القرار المصري السيادي المستقل المدعوم بدعم وتأييد الثوار المصريين سيفرض علي الولايات المتحده الأمريكية وغيرها أن يتعاملا مع مصر ما بعد الثورة من موقف الندية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة فيما يخدم كلا الشعبين فمن المعروف أن جميع الدول في العالم تجرم التدخل في شئونها الداخلية لأنه من أعمال انتقاص سيادة الدولة المضيفة إذا كان هذا التمويل يتم بالتنسيق أو عن طريق جهات رسمية مصرية وأنه مثير للقلق ويثير المخاوف من تدخلات أمريكية مرفوضة في الشأن المصري ومن المعروف ان السياسة الخارجية الامريكية قائمة علي خدمة المصالح الأمريكية من منظور الإدارة الأمريكية التي كثيرا ماتتناقض مع مصالح الشعوب الاخري ومن المعروف ان النموذج الديمقراطي الأمريكي هو في حد ذاته محل انتقادات كثيرة منها تفشي ظواهر التمييز العنصري والتمييز ضد المهاجرين والجالية المسلمة وغيرها واعتقد أن تجربة الثورة المصرية تبشر بأن مصر بنفسها قادرة علي صنع تجربتها الديمقراطية المتميزة دون أي تدخل.

سبق ان حذرت من التمويل الأجنبي وخطره في التدخل في الشئون المصرية؟ 
ــ من حق الشعب المصري أن يطلع علي جميع التفاصيل المتعلقة بالتمويل الأجنبي بما فيها الجهات المتلقية للتمويل والأغراض المخصص لها التمويل والجهات المانحة ويجب التفريق بين الجهات الحكومية الرسمية والمنظمات غير الحكومية المرخصه وغير المرخصة ومن المؤسف أن بعض الجهات المتورطة في تلقي تمويل أجنبي بهدف التدخل في الشأن المصري تحاول إثارة البلبلة من خلال اثارة التعاون العسكري أو التبرعات الخيرية من جهات شقيقة ولو أخذنا علي سبيل المثال إحدي المنظمات الأمريكية المتورطة في تمويل أحزاب ومجموعات شبابية فريدم هاوس لوجدنا ان مدير برامج المنظمة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا ينتمي إلي احدي المنظمات الممولة من الولايات المتحدة الأمريكية والتي تسمي بالقرآنيين مقرها واشنطن ترفض السنة النبوية ونبوة محمد وهي من الجماعات التي انشئت بدعم من الإداره الأمريكية لمحاربه الهوية العقائدية للمسلمين والتي تطعن في عقيده الأمة والتي حصل مؤسسها علي لجوء سياسي في أمريكا بدعوة الخوف علي حياته من الاضطهاد الديني والسياسي في مصر وتعمل هذه المنظمة علي دعم انشطة الجاسوسية من خلال التجسس علي الطلبة الوافدين في الأزهر لصالح أمريكا والكيان الصهيوني.

كيف تري موقف المجلس العسكري من هذه التدخلات الأجنبية؟ 
ــ أعلن المجلس العسكري في بياناته الأولي بأن مهمته حماية الثورة ومشروعها السياسي في الانتقال إلي سلطة مدنية منتخبة انتخاباً ديمقراطياً حراً وتؤكد الشواهد عدم تدخل الجيش في الجدل والاستقطابات السياسية علي الساحة المصرية وعلي وقوفه علي مسافة متساوية من جميع التيارات والقوي والتي فشلت حتي الآن في مختلف محاولات الابتزاز للزج بالمجلس العسكري بالخلافات السياسية بين القوي والتيارات المصرية اعلن المجلس العسكري التزامه بنتائج الاستفتاء الذي يعد تجربة ديمقراطية حرة نزيهة رائدة حتي انها تفوقت علي كل الأنظمة الديمقراطية في العالم وعلي الرغم من أن المجلس العسكري يتعرض للكثير من الضغوط الخارجية والإقليمية والداخلية لكن تؤكد شواهد علي وطنية المجلس العسكري وحمايته للثورة المصرية ومشروعها علي الرغم من كل الانتقادات والاحتياطات بين الحين والآخر.

حذرت سابقاً من التدخل الأمريكي المباشر في الشئون المصرية أثناء عهد النظام السابق وضح ذلك؟ 
ــ كانت مارجريت سكوبي السفيرة الأمريكية السابقة والتي دائما كانت تتدخل في الشئون المصرية والدليل علي تدخلها المباشر قبل انتهاء عملها كسفيرة اجتماعها مع وزير الأوقاف وتوجيه أوامر له بتنفيذ أحكام القضاء وهي تسليم مسجد النور إلي جمعية الهداية التي يرأسها الشيخ حافظ سلامة بالإضافة إلي ممارسة ضغوط للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي آيلان أيخرن إضافة إلي تدخلاتها في إثارة الفتنة الطائفية والاحتجاجات الشعبية علي حكومة الثورة ونتائج صناديق الاقتراع في الاستفتاء علي التعديلات الدستورية والسفير الأمريكي السابق فرانسيس ديكاردوني والذي بدأ كملحق سياسي متدرج إلي منصب سفير يتعرف علي الثقافة المصرية واللهجة المصرية حيث ان له فترة طويلة في مصر اخضع مؤسسات الدولة الكاملة علي رأسها الازهر فالولايات المتحدة الامريكية تري في الأزهر وكل المؤسسات الإسلامية خطراً استراتيجياً من خلال دورها في نشر الفكر الحضاري الإسلامي الداعي للقيم الإنسانية القائمة علي العدالة والمساواة والذي يتناقض مع السياسات الفعلية الأمريكية الداعمة للديكتاتورية والقمع والاستبداد ولقد تغلغل في المجتمع المصري منهم والقوي السياسية بشكل مباشر والمعروف اختلاطه بأوساط الشعب وحضوره الدائم للموالد والاحتفالات الشعبية كما يتمتع بعلاقه شخصية ونفوذه قوي لدي عدد من رموز الدولة وعلي رأسها شيخ الأزهر السابق محمد سيد طنطاوي وملاحقة الطلبة الوافدين ومبعوثي الأزهر واغلاق المنظمات الأهلية الداعمة للطلبة الوافدين ومحاولة حصر تدريس اللغة العربية للوافدين علي مركز تم انشاؤه خصيصا بتمويل مشترك من السفارة الأمريكية، والمنظمة الصهيونية الأمريكية فريدم هاوس ومصر مخترقة استخباراتية بشكل هائل بعلم الجهات الامنية والاستخباراتية.

بم تفسر تحذيرك من خطر تعيين «أنا باترسون» السفيرة الأمريكية بالقاهرة؟ 
ــ خلال فترات اعتمادما كسفيرة للولايات المتحده في السلفادور وكولومبيا وباكستان حدثت اغتيالات بمحاولات لاغتيال رموز وطنية وتعرض العديد من رموز المعارضة للسياسة الأمريكية بتهديدات بالاغتيال معروف عنها تمويلها لإعلام موال لأمريكا في الدول التي تعمل بها وتشكيل نخب سياسية حديثه موالية للسياسات الأمريكية في الدول التي تعمل بها (أنا باترسون) في جلسة اعتمادها أمام لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي وفجرت خبر وجود أكثر من 600 من مجموعات سياسية ومنظمات المجتمع المدني وأحزاب حديثة وتقدمت بطلبات تأهيل من جهات أمريكية بما يزيد من المخاوف وتوجيه السياسة الأمريكية والتدخل في الشأن المصري وإحداث انقسامات واستقطابات لإجهاض مشروع الثورة تحت مسمي دعم الديمقراطية وفي ظل تقرير عن خطة الموساد الإسرائيلي لاغتيال رموز أو تيارات وطنية لافشال مشروع الثورة وضغوط أمريكية للإفراج عن الجواسيس المقبوض عليهم ونظرا للخلفية السابقة لـ(أن باترسون) بارتفاع معدلات عمليات الاغتيال لناشطين ومعارضين ومساعدتها لهم من خلال منحهم حصانة لمتعاقدين أمنيين متورطين في جرائم ضد مدنيين في الدول المضيفة مثل واقعه بلاك ووتر المتورطة في حادثة قتل 17 مدنيا عراقيا في ساحة الشهداء وعمليات اغتيالات واسعة النطاق في العراق وأفغانستان ومناطق السلطة الفلسطينية وباكستان مثل تورطها في اغتيال نظير بوتو وهذا دليل علي نموذج للغطرسة الأمريكية والاستعلاء واثارة الكثير من الاعتراضات من قبل مسئولين عديدين في الدول وتعتمد السفيرة علي تعاقدات مع الشركات الأمنية الخاصة في الدول التي عملت بها بل وأصرت السفيرة علي حماية المتعاقدين الأمنيين الأمريكان من أي تحقيقات من ملاحقات بخصوص أحداث وجرائم ضد مدنيين باكستانيين وبما هو معروف عنها بالتدخل في شئون الدول المضيفة وعدم احترام سيادتها ولابد من النظر كذلك بعين الشك والقلق من تزامن الاحداث والاضطرابات الاخيرة علي الساحة المصرية مع توليها الملف المصري في الخارجية الأمريكية وقرب مباشرة عملها كسفيرة.

لماذا تم اختيار السفيرة الامريكية في ذلك التوقيت الصعب الذي تمر به مصر؟
ــ حاولت الإدارة الأمريكية الانقلاب علي الثورة بمختلف الوسائل حيث أصرت علي دعم الرئيس المخلوع في الأيام الأولي للثورة لانه كان أكبر حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في المنطقة وهناك خلاف أمريكي مصري عندما تأكدت الولايات المتحده الأمريكية من حتمية سقوط النظام في الاسبوع الثالث والأخير من الثورة من بعد فشل قمع الثوار والإدارة الامريكية متمسكة بمبارك حتي يوم الاثنين السابق للتنحي وأعلنت يوم الثلاثاء سفيرة المهمات الصعبة وتعتبر المرأة الأكثر نفوذاً في الخارجية الأمريكية بعد وزيرة الخارجية.

ماذا عن متابعة الإدارة الأمريكية ما يحدث علي الساحة السياسية بمصر؟ 
ــ لعبت امريكا في ظل النظام السابق دوراً كبيراً علي الساحة المصرية من خلال تمويلها لمنظمات المجتمع المدني ويصل عددهم إلي 600 جهة مصرية مابين حزب ومنظمة أهلية وحركة شعبية ووسيلة إعلام وتقوم الولايات المتحدة بتمويل جهات مصرية منذ سنوات ومن خلال برامج عديدة من أهمها برنامج دعم منظمات المجتمع المدني كجزء من مبادرة شراكة الشرق الأوسط والتي اعتمدته الإدارة الأمريكية عام 2002 بميزانية أولية تجاوزت 150 مليون دولار في السنة الأولي فقط ثم تبعته العديد من البرامج الأخري وأهمها مركز راند وهو مركز بحثي استراتيجي وغيرها من المنظمات الامريكية متعددة الأنشطة وبرنامج منتدي المستقبل والذي اعتمدته الخارجية الامريكية عام 2007 وخصصت له ميزانية 750 مليون دولار وتهدف هذه المبادرات إلي خلق نخب سياسية وشبابية للتأثير علي الوسائل الاعلامية بخلق تيار موال للسياسات الأمريكية بالمنطقة.

كل المؤشرات تشير إلي أن الولايات المتحدة الأمريكية غير متقبلة حتي الآن الثورة المصرية كمشروع تحول حضاري يعيد السيادة في القرار المصري فان كل المحاولات الأمريكية سواء تمويل أو تدخل في الشأن المصري ينظر اليها بعين الشك والقلق توارد الكثير من التقارير التي تشير إلي رغبة أمريكا في استغلال حالة الاضطرابات والفراغ الأمني المدبر بتعطيل العملية الانتخابية وعملية الانتقال إلي السلطة المدنية في مصر لأطول مدة ممكنة وما يترتب علي هذا التعطيل من تهديد لمصالح مصر وحكومتها وشعبها.

إسرائيل تخشي علي أمنها بسبب الأوضاع في مصر ما رأيك؟ ــ إسرائيل هي العدو الاستراتيجي لمصر وللشعب المصري كما تمكنت مؤخرا الجهات المصرية الاستخباراتية من اكتشاف مجموعة من الشبكات التجسسية بما فيها أفراد تم القبض عليهم في ميدان التحرير خلال أوقات الاعتصامات ومعروف أن إسرائيل تلعب دورا في تقسيم السودان والتي مع انقسامها تضر المصالح المائية لمصر في حوض النيل إضافة إلي التصريحات الخطيرة لبعض اقباط المهاجرين عن دعوتهم لقيام دولة قبطية بمصر والمعروفين بصلتهم بإسرائيل ومن هنا فان التهديد الخارجي لمصر وحدودها وسيادتها تستدعي من كل القوي الوطنية المخلصة ان تعيد النظر في مواقفها واولوياتها واسلوب خطابها لتحافظ علي مصر من كل المخاطر التي تهددها وتهدد حدودها

وما رأيك في استعادة مصر لدورها الإقليمي مع باقي الدول الأفريقية؟ 
ــ مصر تاريخيا احتلت دوراً حضاريا وعلي صعيد المجتمع الدولي ومعروفة بأنها القائدة الأفريقية والأخت الكبري لشعوب القارة ونصيرة مختلف الشعوب المقهورة والمظلومة علي وجه الأرض وعودة مصر إلي محيطها الطبيعي في القارة الأفريقية بالمنطقة العربية والمجتمع الدولي عامل مهم في اعادة التوازن إلي منظومة القوي الدولية وتحقيق الاستقرار والسلام.

لماذا تخشي الإدارة الإمريكية عودة العلاقات المصرية الإفريقية ؟
ــ الولايات المتحدة الأمريكية كانت حريصة أيام مبارك علي تحديد الدور المصري وعزلها عن محيطها الإقليمي والأفريقي والدولي وبطبيعة الحال تشعر أمريكا بقلق بالغ من عودة الريادة المصرية بما يمثله من مشروع مضاد للغطرسة والتفرد الأمريكي للسيطرة والنفوذ والتي تحد من التغلغل الإسرائيلي والنفوذ في القارة وانا عشت تجربة الثورة المصرية بما لا يدع مجالا للشك عودة مصر لموقعها الطبيعي في قيادة الركب الحضاري ولعب دور رئيسي في المشروع الدولي وهو قضية حتمية ومسألة وقت لن تستغرق طويلا وهذا ما يلقي مسئولية ثورية بالغة علي كل القوي والتيارات الوطنية المصرية لإعلان مصلحة الوطن والمشروع الحضاري للثورة فوق كل الخلافات والتجاذبات التي لا تقدم ولا تؤخر في مشروع الثورة والوطن.