الأربعاء، 13 مايو 2009

الحكومة استوردت 300 ألف طن قمح من روسيا مليء بالحشرات الميتة والبذور السامة

المصريون - قرر مجلس الشعب، تكليف لجنة الزراعة بالمجلس للقيام بزيارة ميدانية إلى الحجر الزراعي التابع لوزارة الزراعة، بغرض التعرف على كافة الحقائق حول شحنة القمح الفاسد المستورد من روسيا ومدى سلامتها بعد غربلتها، فيما أكد الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس المجلس أنه سيتم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق إذا لزم الأمر، في ضوء ما تسفر عنه الزيارة بعد جمع كافة الأدلة.
وشهد مجلس الشعب أمس مواجهة بين النواب والحكومة، بعد أن كشف النواب عن دخول شحنة قمح فاسد إلى ميناء سفاجا تبلغ 300 ألف طن وتسريب ثمانية آلاف طن منها إلى محافظات الصعيد، ما دفع الدكتور سرور إلى التساؤل مستنكرا: لمصلحة من يتم استيراد شحنة قمح فاسد؟، ولماذا تضطر الحكومة لاستيراد قمح به حشرات ميتة وحشائش ومخلفات تحتاج إلى غربلة.
وكان النائب مصطفى بكري كشف عن دخول تلك الشحنة من روسيا، "رغم أنف الحجر الزراعي الذي كشف عن فساد الشحنة بسبب وجود حشرات وديدان"، وهو ما طالب في ضوئه بإعدام الشحنة أو إعادة تصديرها، واتفق معه نواب الأغلبية والمعارضة، مؤكدين على ضرورة أن يأخذ البرلمان قرارا لمصلحة الشعب.
وأبدى الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية، استعداد الحكومة لإحالة المسئولين عن أي انحراف للنائب العام في حال ثبت ذلك، وقال إن هيئة الرقابة على الصادرات والواردات أكدت أن نتائج الفحص أثبتت أن الشحنة مطابقة للمواصفات إلا أن الحجر الزراعي أفاد بوجود حشرات ميتة وارتفاع نسبة البذور السامة بمعدل 56 بذرة في الكيلوجرام.
ولفت شهاب إلى تأكيد الحجر الزراعي أن الحشرات الميتة لا يوجد لها مثيل في مصر، وقد أوصى بغربلة وإعدام المخلفات، مع أخذ عينة بعد الغربلة، للتأكد من خلوها من الحشرات، وأنه في 10 مايو الحالي وافق على الغربلة مع إعدام نواتج الغربلة تحت إشراف الحجر الزراعي.
وأشار إلى أنه قد تم توزيع ثمانية آلاف طن في محافظات الصعيد تحت إشراف الحجر الزراعي، بعدما أكد أن وجود حشرات لا يعني فساد شحنة القمح وإنما يحتم غربلته والتخلص من الحشرات الميتة.
ما دفع الدكتور سرور إلى التساؤل: هل تتبع أسلوب المعالجة والغربلة مع كل شحنة، وهل مصر مضطرة إلى استيراد مثل هذه الشحنات وعلى نفقة من تتم الغربلة والمعالجة؟، ولماذا نضطر إلى استيراد قمح يحتاج إلى معالجة ومتى ترد الشحنة؟.
غير أن المهندس أمين أباظة وزير الزراعة أكد أن هناك مواصفات قياسية لدخول القمح إلى مصر، مضيفا: ليس معنى أن القمح أقل درجة أنه فاسد أو سام، ولكل درجة سعر وكلها صالحة لإنتاج الخبز.
وقال إن كل شحنة تدخل مصر يتم فحصها قبل استيرادها ويتم التبخير، إلا أنه بالنسبة لهذه الشحنة تم تبخيرها في بلد المنشأ، وفي مصر تتم الغربلة، ويصبح بعد ذلك القمح مطابقا للمواصفات، مؤكدا أنه لا توجد مخالفة أو تجاوز، مشيرا إلى حرص الحكومة أكثر من أي أحد على صحة المواطنين بعدم دخول أي شحنات غير مطابقة.
غير أن مصطفى بكري جدد مطالبته بضرورة إعدام هذه الشحنة وعدم تسريب أي كمية داخل مصر، وتساءل: لمصلحة من يسمح بدخول قمح فاسد إلى البلاد؟، مطالبا بالتحفظ على الشحنة.
فيما طالب النائب حازم حمادي بضرورة اتخاذ قرار فوري الآن بحظر دخول الشحنة إلى مصر، بينما أكد النائب أحمد أبو حجي على ضرورة أن يأخذ مجلس الشعب قراره ويقول: كفاية كده يا حكومة، وتابع: لن نسمح بدخول تلك الشحنة الفاسدة. وفي ثورة غضب، قال النائب هشام حنفي متوجها للحكومة: حسبي الله ونعم الوكيل .

كما أوصى النواب بسرعة تشكيل هيئة سلامة الغذاء لتحقيق أمن وسلامة الغذاء سواء المستورد أو المنتج المحلي، وطالبوا بإعادة النظر في التشريعات المنظمة لعمليات الاستيراد والتصدير لتحقيق الانضباط الكامل والسيطرة التامة على سلامة الغذاء.
وأكد تقرير لجنة الزراعة ضرورة إخضاع كافة الأغذية الواردة من الخارج للفحص والتحليل من أكثر من جهة تلافيا لأي أخطار، وطالب مجلس الشعب بضرورة التنسيق والكامل بين كافة الجهات القائمة على تحليل وفحص العينات وتوحيدها في جهة واحدة، وإعادة النظر في المواصفات القياسية المعمول بها في مصر في ضوء التطورات العالمية التي تتعلق بسلامة الغذاء.
وطالبت اللجنة في تقريرها ضرورة دعم المحاصيل الاستراتيجية وخاصة القمح والأرز لتحقيق الاكتفاء ووجود فائض للتصدير إلى كافة الأسواق العالمية، وحذرت من إهمال دعم الفلاح، الأمر الذي سيدفعه إلى عدم زراعة المحاصيل الاستراتيجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق