الأربعاء، 23 يناير 2013

نظرية فيلدمان حول “صعود الدولة الإسلامية”


أقباط يُطالبون بتطبيق أحكام الشريعة

يبدو أن الإدارة الأمريكية قد أخذت بفكر نوح فيلدمان كتوجه إستراتيجي نحو العالم العربي.  في العراق يسيطر العلماء (شيعة في هذه الحالة) على المنظومة التشريعية، بينما يستمر الحاكم الموالي لأمريكا في السيطرة على السلطة التنفيذية.  في مصر وتونس وليبيا واليمن يسيطر الإسلاميون على ما سوف يتطور إلى إن يصبح سلطة تشريعية، بينما يستمر العسكر الموالي لأمريكا في الإمساك بزمام الأمور على المستوى التنفيذي.  في المغرب والأردن، بل وحتى الجزائر تجري تعديلات دستوريه سوف تؤدي في النهاية لتحكم الإسلاميين في السلطة التشريعية، بينما يستمر الحكام التقليديين الموالين لأمريكا في السيطرة على السلطة التنفيذية.
الخلاصة، أن الإدارة الأمريكية تسعى لإستيعاب الثورات العربية على المدى القصير وتشكيل نظام عالمي جديد بما يخدم المصالح الأمريكية.  تري الإدارة الأمريكية أن ذلك ممكن عبر تطبيق محدود وتدريجي للدولة الإسلامية كما يرها نوح فيلدمان.   دولة يسيطر فيها طبقة العلماء (أي الإسلاميون) على التشريع بينما يستمر الحكام (العلمانيون) الموالون للغرب في السلطة التنفيذية.  الرهان هو أنه عند منح المسلمين عموماً، العرب خصوصاً، قدر معقول من الكرامة والإحترام يمكن تحويلهم من خطر إلى فرصة، ومن عدو إلى شريك، بما يخدم المصالح الأمريكية بصورة أفضل (مثلاً، الإخوان المسلمون أقدر من حسني مبارك على إقناع حركة حماس أن تدخل في عمليه سلام مع إسرائيل، وربما يكون التيار السلفي أقدر على إيجاد المبررات الشرعية للتطبيع مع إسرائيل).  المخاطرة سهلة ومحدودة.  إذا نجحت في إستيعاب الإسلاميين، كان بها، وإن لم تستطع فالعسكر دائماً موجودون ويمكنهم إعادة الإسلاميين للمعتقلات بسهولة.
وظيفة الجمعية الدستورية  في مصر هي إيجاد دستور جديد يسمح للإسلاميين تدريجياً (بناء على ما يجتازونه من إختبارات وما يقدمونه من تنازلات) بالوصول لنموذج الدولة الإسلامية كما يراها فيلدمان.
نظرية فوكوياما حول “نهاية التاريخ” ترى أن سيادة الإمبراطورية الأمريكية على العالم، والمبنية على الثقافة اليهومسيحية وقيم الحرية والديمقراطية والإقتصاد الرأسمالي، هي سيادة أبدية لا تسمح لقيام أو منافسة من أي حضارة أخرى.  وعليه فلا مجال للعرب والمسلمين إلا أن يكونوا تابعين أذلاء يرضخون لما يفرضه عليهم الغرب، إما بالعصا وإما بالجزرة.
نظرية هنتنجتون حول “صراع الحضارات” ترى أن مستقبل الصراعات لن يكون على أساس إقتصادي أو ايدولوجي، ولكنه سيكون على أسس عرقيه ودينية.  هناك مجتمعات بشريه تتنافر جوهرياً مع الحضارة الغربية بصورة تجعل من المستحيل التصالح معها، وتأتي المجتمعات الإسلامية في مقدمة تلك المجتمعات المعادية للغرب، والتي يجب قمعها بكل قوة حتى لا تتمكن يوماً ما من مواجهة وتهديد الحضارة الغربية.
نظرية فيلدمان حول “صعود الدولة الإسلامية” ترى أنه من الممكن الحصول من العرب والمسلمين على كل مانريد، بدون عنف وبأقل تكلفة، إذا أمكننا ايهام المسلمين أنهم اصبحوا احراراً ولهم كرامة، وذلك ممكن عبر إيجاد نوع مختزل مما يمكن وصفه بدول خلافة اسلاميه–يكون فيها للشريعة الإسلامية مكانة متميزة، وإن كانت شكلية.  إن سيادة الشريعة الإسلامية (كقانون يحترمه ويقدسه الجميع) قد تكون وسيلة أسهل وأقل تكلفة كي نجعل المسلمين يفعلون كل ما نريد وهم يظنون أنهم يفعلون ما يرضي الله ورسوله.
هل نحن بصدد “صعود الدولة الإسلامية” أم “صدام الحضارات” أم “نهاية التاريخ” ؟
هذا ما سنعرفه بعد تشكيل لجنة المائه لإعداد الدستور الجديد (دستور فيلدمان)، ليس في مصر وحدها، ولكن في تونس وليبيا والمغرب الجزائر واليمن والعراق وسوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق