البديل - كتب: حفني وافي
قال اللواء د. جمال مظلوم أستاذ دراسات استيراتيجية- في دراسة حول أمن خليج عدن ما بين القرصنة والإرهاب البحري والانعكاسات الاقتصادية- إن إسرائيل تلعب دوراً كبيراً في أزمة القرصنة أمام السواحل الصومالية تحديداً منذ اختطاف السفينة الأوكرانية في 25 سبتمبر الماضي، وكذلك اختطاف ناقلة البترول السعودية سيريوس ستار في 15 نوفمبر الماضي، وغيرها منذ حوادث القرصنة، وذلك في ورشة عمل بالمركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية أمس.
وأرجع د. مظلوم كون إسرائيل هي السبب الرئيسي في الأزمة الحالية إلي 7 نقاط رئيسية أولاها: عدم وجود سفن إسرائيلية علي قائمة السفن التي تعرضت للقرصنة رغم أن الأسطول زيم الإسرائيلي يجوب المنطقة مشيراً إلي أن إسرائيل هي المستفيدة في هذه الأزمة لتفعيل مشروعها لتدويل البحر الأحمر رغم أنها لا تملك سوي عدة أميال في إيلات علي شاطئ البحر الأحمر.
وثانيها تغييب إريتريا عن الاجتماع الذي عقدته الدول العربية المطلة علي البحر الأحمر في القاهرة في 20 نوفمبر الماضي، والتواجد الإسرائيلي في إريتريا وأثيوبيا وما يتردد عن التواجد الإسرائيلي في كل من الصومال، وبوندلاند وغيرها من دول المنطقة.
وأوضح د. مظلوم أن المحللين العسكريين يربطون بين الأهداف الإسرائيلية والخطط الأمريكية لعسكرة المياة الدولية في البحر الأحمر، حيث تسعي إسرائيل لإحياء مشروع قناة البحرين التي تصل بين البحر الأحمر والبحر الميت كخطوة أولي لإنشاء الجزء الثاني من القناة التي ستسير غرباً إلي البحر المتوسط عند منطقة حيفا، والهدف الرئيسي من وراء المشروع هو إفقاد قناة السويس أهميتها الاستراتيجية وتوجيه طعنة لمصر.
وأضاف د. مظلوم أن إسرائيل تحرص منذ السبعينيات علي امتلاك سفن حربية وغواصات يبلغ مداها 5000 كيلو متر للتمكن من الوصول من ميناء إيلات إلي باب المندب والعودة دون التزود بالوقود، لافتاً إلي أن مشروع تدويل البحر الأحمر ينظر إليه باعتباره جزءاً من مخطط إقامة مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي طرحة «شيمون بيزير» رئيس إسرائيل.
وأشار مظلوم إلي دراسة إسرائيلية أجراها بنحاس مئير، الباحث في الدراسات الاستراتيجية في جامعة تل أبيب، جاء فيها إن إسرائيل لا يمكنها تحت أي ظرف السماح بتحول البحر الأحمر إلي بحيرة عربية وأنها لابد من أن تتخذ كل الإجراءات الكفيلة بمواجهة أي تدهور قد يعوق الملاحة الإسرائيلية في البحر.
وأوضح مظلوم أنه لا يمكنه الفصل في عمليات التدويل المذكورة عن المخطط الأمريكي لاختراق القارة الأفريقية، وإعلان قيام قيادة عسكرية أمريكية خاصة لأفريقيا «أفريكوم» واعتبر د. مظلوم بذلك أن مشروع تدويل مياه البحر الأحمر يعد امتداداً طبيعياً لمشروعات عسكرة الموجود الأمريكي في أفريقيا وهدفه غير المعلن هو تأمين تدفق النفط من قارة تمثل مصدراً رئيسياً لواردات الطاقة الأمريكية لأنه سرعان ما ستصبح دول في خليج غينيا منتجة للنفط مثل نيجيريا وأنجولا مصدراً لرفع واردات الولايات المتحدة الأمريكية من النفط، وهو الهدف الذي تتطلع إليه واشنطن تحت شعار الخلاص من عبء استيراد النفط من دول الشرق الأوسط . وأكد د. مظلوم في دراسته أن القرصنة سوف تؤدي إلي تقليص عائدات المرور في قناة السويس. لافتاً إلي أن عمليات القرصنة سوف تؤثر بشكل كبير علي عائدات السياحة في مصر، حيث ستحجم سفن الركاب السياحية عن المرور عبر قناة السويس وكذلك سوف تتحمل السفن التجارية أعباء زيادة التأمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق