الأربعاء، 23 يناير 2013

نظرية فيلدمان حول “صعود الدولة الإسلامية”


أقباط يُطالبون بتطبيق أحكام الشريعة

يبدو أن الإدارة الأمريكية قد أخذت بفكر نوح فيلدمان كتوجه إستراتيجي نحو العالم العربي.  في العراق يسيطر العلماء (شيعة في هذه الحالة) على المنظومة التشريعية، بينما يستمر الحاكم الموالي لأمريكا في السيطرة على السلطة التنفيذية.  في مصر وتونس وليبيا واليمن يسيطر الإسلاميون على ما سوف يتطور إلى إن يصبح سلطة تشريعية، بينما يستمر العسكر الموالي لأمريكا في الإمساك بزمام الأمور على المستوى التنفيذي.  في المغرب والأردن، بل وحتى الجزائر تجري تعديلات دستوريه سوف تؤدي في النهاية لتحكم الإسلاميين في السلطة التشريعية، بينما يستمر الحكام التقليديين الموالين لأمريكا في السيطرة على السلطة التنفيذية.
الخلاصة، أن الإدارة الأمريكية تسعى لإستيعاب الثورات العربية على المدى القصير وتشكيل نظام عالمي جديد بما يخدم المصالح الأمريكية.  تري الإدارة الأمريكية أن ذلك ممكن عبر تطبيق محدود وتدريجي للدولة الإسلامية كما يرها نوح فيلدمان.   دولة يسيطر فيها طبقة العلماء (أي الإسلاميون) على التشريع بينما يستمر الحكام (العلمانيون) الموالون للغرب في السلطة التنفيذية.  الرهان هو أنه عند منح المسلمين عموماً، العرب خصوصاً، قدر معقول من الكرامة والإحترام يمكن تحويلهم من خطر إلى فرصة، ومن عدو إلى شريك، بما يخدم المصالح الأمريكية بصورة أفضل (مثلاً، الإخوان المسلمون أقدر من حسني مبارك على إقناع حركة حماس أن تدخل في عمليه سلام مع إسرائيل، وربما يكون التيار السلفي أقدر على إيجاد المبررات الشرعية للتطبيع مع إسرائيل).  المخاطرة سهلة ومحدودة.  إذا نجحت في إستيعاب الإسلاميين، كان بها، وإن لم تستطع فالعسكر دائماً موجودون ويمكنهم إعادة الإسلاميين للمعتقلات بسهولة.
وظيفة الجمعية الدستورية  في مصر هي إيجاد دستور جديد يسمح للإسلاميين تدريجياً (بناء على ما يجتازونه من إختبارات وما يقدمونه من تنازلات) بالوصول لنموذج الدولة الإسلامية كما يراها فيلدمان.
نظرية فوكوياما حول “نهاية التاريخ” ترى أن سيادة الإمبراطورية الأمريكية على العالم، والمبنية على الثقافة اليهومسيحية وقيم الحرية والديمقراطية والإقتصاد الرأسمالي، هي سيادة أبدية لا تسمح لقيام أو منافسة من أي حضارة أخرى.  وعليه فلا مجال للعرب والمسلمين إلا أن يكونوا تابعين أذلاء يرضخون لما يفرضه عليهم الغرب، إما بالعصا وإما بالجزرة.
نظرية هنتنجتون حول “صراع الحضارات” ترى أن مستقبل الصراعات لن يكون على أساس إقتصادي أو ايدولوجي، ولكنه سيكون على أسس عرقيه ودينية.  هناك مجتمعات بشريه تتنافر جوهرياً مع الحضارة الغربية بصورة تجعل من المستحيل التصالح معها، وتأتي المجتمعات الإسلامية في مقدمة تلك المجتمعات المعادية للغرب، والتي يجب قمعها بكل قوة حتى لا تتمكن يوماً ما من مواجهة وتهديد الحضارة الغربية.
نظرية فيلدمان حول “صعود الدولة الإسلامية” ترى أنه من الممكن الحصول من العرب والمسلمين على كل مانريد، بدون عنف وبأقل تكلفة، إذا أمكننا ايهام المسلمين أنهم اصبحوا احراراً ولهم كرامة، وذلك ممكن عبر إيجاد نوع مختزل مما يمكن وصفه بدول خلافة اسلاميه–يكون فيها للشريعة الإسلامية مكانة متميزة، وإن كانت شكلية.  إن سيادة الشريعة الإسلامية (كقانون يحترمه ويقدسه الجميع) قد تكون وسيلة أسهل وأقل تكلفة كي نجعل المسلمين يفعلون كل ما نريد وهم يظنون أنهم يفعلون ما يرضي الله ورسوله.
هل نحن بصدد “صعود الدولة الإسلامية” أم “صدام الحضارات” أم “نهاية التاريخ” ؟
هذا ما سنعرفه بعد تشكيل لجنة المائه لإعداد الدستور الجديد (دستور فيلدمان)، ليس في مصر وحدها، ولكن في تونس وليبيا والمغرب الجزائر واليمن والعراق وسوريا

فيلدمان للعالم العربي أن يطبق الشريعة الإسلامية،، ولكن دون تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية!



يرى فيلدمان أن الديانة الإسلامية لا تختلف في النواحي السلوكية والأخلاقية عن الديانتين اليهودية والمسيحية.  بل إنه يوجد بين المذاهب المسيحية واليهودية (في أمريكا) من هم أكثر تزمتاً وتشدداً من أكثر التيارات الإسلامية تطرفاً.  إن الفكر والسلوك الإسلامي المحافظ لا يتعارض مع الحضارة اليهومسيحية من حيث الجوهر.  أما على المستوي الأيدولوجي فالشعوب الإسلامية ترفض الشيوعية وتنفر من البوذية والهندوكية، ولذلك فالمسلمون أقرب للغرب منهم للشرق.  على المستوى الإقتصادي فإن النظام الإسلامي هو أقرب ما يكون للنظام الرأسمالي مع قدر من التكافل لا يتعارض، بل ينسجم مع الحضارة اليهومسيحية.  إن العالم الإسلامي هو الشريك الأمثل للحضارة الغربية.
لا يري فيلدمان العالم الإسلامي كخصم في صراع الحضارات، ولكن كشريك أو حليف محتمل في النظام العالمي الجديد (بشرط إستمرار التبعية طبعاً) يمكن أن يحقق للقوة العظمي مكاسب أكثر جداً مما يمكن تحقيقه بطرق أخرى أكثر عنفاً وأفدح تكلفة.
أما للإجابة على سؤال “لماذا يكرهوننا؟” فإن فيلدمان لا يرى أن المسلمين يكرهون الغرب بالضرورة أو العقيدة،، بل إن كثير من المسلمين ينظرون للحضارة الغربية بإعجاب وإنبهار ويتمنى كثير منهم السفر للغرب، وأمريكا خصوصاً سواء للزيارة أو الإقامة (لاحظ مثلاً كيف أن بعض المتحدثين بإسم التيار السلفي في مصر يحرصون على إستخدام كلمات إنجليزية في احاديثهم–للتدليل على أنهم متفتحين وليسوا رجعيين).  إن مشاعر المسلمين تجاه الغرب ليست كراهية عقائدية ولكنها مشاعر غضب نتيجة ما تعرضوا له من مهانة وإذلال على يد الغرب عبر سيل منهمر من الهزائم العسكرية والإحتلال الغاشم على مدار قرنين من الزمان.
يرى فيلدمان أنه يمكن تحويل العالم الإسلامي من أعداء إلى شركاء،  ويمكن القضاء على الإرهاب الإسلامي، بل وحتى إنهاء حالة العداء الشعبي لدولة إسرائيل، إذا قام الغرب بمنح المسلمين شيء من الكرامة وأن نعاملهم بدرجة أكبر من الإحترام والثقة.  يرى فيلدمان أن المسلمين سوف يصبحون أكثر نفعاً للغرب إذا تحولوا من نظام الدول الوطنية المستبددة الفاشلة إلى أنظمة عادلة تحترم القانون. ليس مهماً أن تكون دول متحررة أو ديمقراطية بالمفهوم الغربي، ولكن يجب إستعادة سيادة القانون.
من كل ما سبق، يرى فيلدمان أن الحل الأمثل لإحتواء العالم الإسلامي و تفادي صراع الحضارات، و القضاء على الإرهاب الإسلامي، بل وتوفير مناخ مناسب لإستمرار وأمن دولة إسرائيل–كل هذا ممكن إذا أمكن إستعادة دولة الخلافة الإسلامية.  طبعاً، فيلدمان لا يرغب في دولة خلافة مثل الأموية أو العباسية متلاً (فهذا يعتبر تجسيد لكابوس صراع الحضارات في أسواء سيناريوهاته) بل ولا حتى نوع من الإتحاد الإقتصادي على غرار الإتحاد الأوروبي–حيث أن ذلك قد يؤدي لخروج العالم العربي من التبعية للغرب.
يريد فيلدمان للعالم العربي أن يطبق الشريعة الإسلامية،، ولكن دون تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية!
إن فيلدمان لا يرى في الشريعة الإسلامية أحكام قصاص وتحريم للخمر وللربا إلخ إلخ. فهذه بالنسبة له تفاصيل جانبية.  فيلدمان يرى في الشريعة قانون مقدس  يحترمه الجميع، وبالتي يمكن توجيه الشعوب من خلالها.  فيلدمان يرى في الشريعة إستعادة طبقة العلماء لدورهم الرقابي بما يضمن عدم فساد أو إستبداد الحاكم.  فيلدمان لا يريد رجم الزاني وقطع يد السارق، ولكنه يريد دولة قانون…دولة يحترم فيها القانون بما لا يسمح للحاكم أن يطغى ويدمر الشعوب نتيجة نزواته.  فيلدمان يرى أن القانون في العالم الإسلامي قد يكون نوع ما من الشريعة، وأن أفضل وسيلة لإعلاء تلك الشريعة هي عودة نوع ما من علماء الإسلام لدور الرقيب والضامن لإحترام الشريعة.
مطلوب أنظمة ذات مرجعية إسلامية لنظام الحكم، بدون تطبيق فعلي لأحكام الشريعة الإسلامية.  مطلوب دولة (بالأصح دول) خلافة إسلامية دون أن تكون هناك وحدة إسلامية.  مطلوب سيادة القانون (الذي يقدسه عباد الله المؤمنين) مع عدم تفعيل جوهر ذلك القانون.  (لاحظ أن هذا التصور–دوله مدنية بمرجعية إسلامية–هو نفس المشروع الذي تتبناه، على الأقل في العلن، حركة الإخوان في مصر، والنهضة في تونس، ومجلس الثورة في ليبيا، وكذلك الحركات الإسلامية في المغرب والأردن).  لقد أصبح الإسلام السياسي في معظم ارجاء العالم العربي يطالب فقط بالمرجعية، دون الإصرار على التطبيق الفعلي للشريعة، وينادي بدولة ذات طبيعة إسلامية، مع استبعاد كامل لفكرة دولة الخلافة الواحدة الموحدة.  وبذلك فإن هذه التيارات الإسلامية تتوافق تماماً مع تصور فيلدمان للشرق الأوسط الجديد، ولكن طبعاً مع إختلاف الدوافع.

ضرب مصر إعصار دستور فيلدمان


المصدر: الأهرام العربى
بقلم:   مهدى مصطفى


نوح فيلدمان، شفرة أمريكا الجديدة، لم تعد شفرة فرانسيس فوكوياما وتاريخه النهائى صالحا للإمبراطورية، وليس من المفيد أن يبقى صمويل هانتنجتون بارعا دائما فى صدام الحضارات، لا نهاية ولا صدام، فالنهاية مستحيلة والصدام يعيد التذكير بهزائم الحملات الصليبية.
الحل يكمن في حى بروكلين النيويوركى، حيث ولد الشاب نوح فيلدمان، اليهودى الأرثوذكسى، المتزوج من مسيحية، أستاذ القانون المساعد فى جامعة هارفارد الأمريكية العريقة، الحاصل على دكتوراه فى القانون والفقه الإسلامى من جامعة أكسفورد البريطانية العريقة أيضا، المتحدث بالعربية كتابة ونطقا، كاتب الرأى فى مجلة بلومبرج الأمريكية، مؤلف كتاب "ما بعد الجهاد، أمريكا والنضال من أجل الديمقراطية الإسلامية"، بالطبع لا عزاء لليبراليين العرب وبيانهم الترحيبى بالتدخل الأمريكى لتغيير الأنظمة بالقوى الخشنة والناعمة.
فيلدمان من أصول عراقية بعيدة، ظهر إلى جوار حاكم العراق المحتل السفير الأمريكى بول برايمر مستشارا دستوريا منتدبا من جماعة المحافظين الجدد بعد الغزو فى مكتب إعمار العراق، لم يكن كأحد المستشارين العاديين، فهذا الشاب يحتل مقعد الأستاذية فى جامعة عريقة، وهذا ليس مهما، بل هو صائغ دستور أفغانستان بعد الاحتلال، ويبدأ الآن فى صياغة مسودة الدستور التالى، وسيصبح دستور العراق الدائم، لم يكن أحد يعرف الحقيقة.
كان المفكر المرموق إدوارد سعيد، المنفى خارج المكان، فى الساحة المقاتلة، رمى بالمفاجأة فى وجه العراقيين الذين كانوا يتحاربون بطائفية مرعبة حول دستور قادم من جعبة نوح فيلدمان، قائلا: أن يكتب فيلدمان تلميذ جماعة المحافظين الجدد لدولة عربية وإسلامية كالعراق لهى إهانة لكل المفكرين القانونيين والسياسين العرب، وإهانة لكل للشعوب العربية، على الفور شن الليبراليون العرب، والقادمون على ظهر الدبابات الأمريكية هجوما حادا على الفلسطينى الشجاع إدوارد سعيد، قبل أن يعترف نوح فيلدمان بفخر أنه كاتب دستور أفغانستان والعراق، ويقال والعهدة على الرواة، إن الحرب الأهلية الطائفية لم تندلع فى العراق إلا بعد فرض دستور فيلدمان.
بعد نجاحه ظهر فيلدمان فى وسائل الإعلام يبشر بدولة الخلافة الإسلامية، أليس متخصصا فى التاريخ والفقه الإسلامى؟ وهو لا يعنى هنا الخلافة العباسية أو الأموية بل يعنى الخلافة العثمانية بثوب جديد، فهو يمتدح تجربة حزب العدالة والتنمية بتركيا، ويبجل من قدرات زعمائها أحمد داود أوغلو، وعبدالله جول، وأردوغان، والأخير حصل على رؤية فيلدمان من الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش مباشرة عام 2004، عام انطلاق مشروع الشرق الأوسط الكبير، وبعد هذه الزيارة تحرك أردوغان فى مساحة الدور المرسوم له لإعادة صياغة أفكار فيلدمان.
فيلدمان بعد النجاح المدوى، ظهر بنظريته الجديدة علنا بكتاب عنوانه: "سقوط وصعود الدولة الإسلامية"، ويعنى بها الدولة العثمانية التى فككها الغرب، ويرى فيلدمان أنه يمكن إعادة تركيبها مرة أخرى، وبشر بصعود التيارات الإسلامية المعتدلة، وهى بدورها ستكون ديمقراطية من خلال كتابة دساتير تعبر عن الشريعة، وفى نفس الوقت تتمثل قيم الديمقراطية، وفى كل كتاباته وحواراته يدعو فيلدمان الإدارة الأمريكية لتبنى مشروع الدولة الإسلامية على غرار تركيا، السلطان كحاكم، وعلماء الشريعة كقضاة، شريطة أن يؤمنوا جميعا بحقوق المرأة والأقليات، مؤكدا أن تحقيق رؤيته الإسلامية هى الجسر المتين لتحقيق المصالح الغربية والأمريكية، ويقول علنا فى حوار أجرته معه وكالة سويس إنفو عام 2008: "أعتقد أن الولايات المتحدة ودول الغرب ستكون مستعدة للتعامل مع دول إسلامية، إذا أظهرت أنها ديمقراطية في نفس الوقت، وخاصة إذا ما اتفقت مصالح تلك الدول الإسلامية مع المصالح الأمريكية والغربية"!
مصر لم تكن بعيدة عن أعين فيلدمان، فقد نشط فى دعم كتابة دستور مصرى، وحين سئل هل يمكن الاستعانة بك فى كتابة الدستور المصرى، رحب، واستدرك قائلا: إن مصر بها أساطين القانون والدستور، ولم ينس أن يطالب بسرعة إنجاز الدستور، مرحبا بزوال الجنرالات بعد مذبحة الجنود المصريين فى سيناء، فهم جنرالات قيصر على حد وصفه.
والآن ضرب مصر إعصار دستور فيلدمان، لكن هذا لن يمر، فأنا المصرى كريم العنصرين، أصرخ لا لإذابة المحروسة فى أحشاء سلاطين تركيا، وإن غدا لناظره قريب. وللخلف در.
 

عربية اسمها نانو ايجيبت وسعرها رخيص





طبعا كلنا سمعنا ان فيه عربية اسمها نانو وسعرها رخيص لكن كل ماكتب عن العربية كان خاطئ وانا واحد من الناس روحت شفت العربية قدام عيني وعرفت كل حاجة عنها اللي تقريبا معظمنا مهتم انو يعرفها
اولا العربية بتصميم وافكار مصرية لكن مصنعة في الصين لعدم تعاون المصانع المصرية للانتاج المصري
ثانيا سعر العربية 25 الف جنية مصري وممكن تقسيطها عن طريق بنك ناصر بمقدم 5000 وقسط شهري 350 جنية وكل ده بصورة البطاقة ووصل النور فقط
ثالثا العربية مصممة بطريقة فعلا انها تلائم الطرق المصرية والمستهلك المصري ومن اهم المميزات اللي في العربية
1 – العربية بتقدر تستحمل اعلي درجات الحرارة بدون ما الماتور يسخن لان ماتور العربية من ورا وليها ردياتير بمروحة من قدام يعني دورة المياة اللي داخلة للماتور باردة لذلك العربية مبتسخنش
2 – العربية كلها مصنعة من الحديد وللتوضيح ان مثيلتها الهندية مصنوعة من البلاستيك والفيبر لكن نانو ايجبت مصنوعة كلها من الصاج حتي الاكصدامات من الصاج وعلي فكرة صاج تقيل مش زي اللي موجود دلوقتي في العربيات الحديثة
3 –العربية عالية عن الارض علشان متتأثرش بالمطبات
4 _فيها كاوتش بيلحم نفسو بنفسو
5 –العربية منظرها جميل وصغيرة وواسعة من جوا
6-الماتور 650 سي سي واحد سلندر والسرعة القصوي 80 او 90 كم/ س بعكس مثيلتها نانو الهندية 625 سي سي اتنين سلندر وسرعتها القصوي 70 كم/ س وكمان اللي جربو العربية قالو انها في السفر بتوصل ل 100 كم/ س
7-العربية بدون اسبراتير لانها واحد سلندر يعني مفيهاش اعطال الكهربا وكمان بدون سيور يعني مفيهاش اعطال قطع سيور الماتور
8 –العربية بتستهلك 1 لتر بنزين لكل 30 كلم
ودي يعتبر اهم مميزات العربية لكن فيه مميزات تاني انا بعتبرها كماليات مثلا
1- فتحة سقف
2- باور
3- تكيف سخن
4- فوانيس شبورة
5- سبويلر خلفي مضئ
6- كاسيت حديث
وده تقريبا كل حاجة محتاجين نعرفها عن نانو ايجيبت وياريت بجد اننا نشجع افكار بلدنا ونحاول كمان ان يكون التصنيع في مصر علشان ده بجد هيفرق معانا كتير ويكفي اننا وضعنا اقدامنا علي اول الطريق متمنين لفريق عمل نانو ايجبت النجاح

الاثنين، 21 يناير 2013

العلاقات السرية بين الإخوان المسلمين والمخابرات الأمريكية والبريطانية




بالوثائق والمستندات الرسمية للكاتب والصحفي البريطاني مارك كيتس
ده جزء من الكتاب.....
لقد اعتبرت بريطانيا مصر بمثابة رمانة الميزان لمكانتها في الشرق الأوسط فأعلنت حمايتها عليها خلال الحرب العالمية الثانية وسمحت لشركاتها بالسيطرة على الحياة التجارية فيها وتمركزت أكبر قوة عسكرية بريطانية في منطقة قناة السويس، لكن ذلك كله وجد مقاومة من قوتين: قوة الحركة القومية وقوة الحركة الدينية متمثلة في الإخوان.
وكانت سياسة بريطانيا تجاه الإخوان سياسة قمعية سعت للقضاء عليهم وكان الإخوان يحظون بحماية الملك الذي كان يمولهم في الأربعينيات، فقد اعتبرهم قوة يواجه بها الوفد والشيوعيين.. حسب تقرير للمخابرات البريطانية عام 1942.
أما أول اتصال بين الإخوان والإنجليز فكان في عام 1941، وهو العام الذي ألقى فيه القبض على حسن البنا، مؤسس الجماعة، ولكن مع إطلاق سراحه سعت بريطانيا للاتصال بجماعته، وحسب بعض المصادر فإن بريطانيا عرضت على الإخوان تمويلا ماليا مقابل تأييد لبريطانيا منهم، لكن ليس هناك ما يثبت أو ينفي أنهم قبضوا التمويل فعلا، على أنه لوحظ هدوء نسبى في نشاط الإخوان المضاد لبريطانيا بعد العرض بقليل، ومن ثم فإن من المرجح أن العرض البريطاني حظى بقبول.
وبحلول عام 1942 أصبح من المؤكد أن بريطانيا تمول الجماعة، ففي 8 مايو عقد مسئولو السفارة البريطانية اجتماعا مع رئيس الوزراء المصري في ذلك الوقت أمين عثمان باشا وناقشا العلاقة مع الإخوان واتفقا على عدة نقاط منها تقديم مساعدات مالية لهم من حزب "الوفد" على أن تتولى الحكومة بشكل سري التمويل الذي تأخذه من السفارة البريطانية، كما وافقت الحكومة على دس مخبرين في الجماعة ومعرفة أسرارها ونقلها إلى السفارة البريطانية، يضاف إلى ذلك خلق شقاق بين حسن البنا وأحمد شكري، زعيمي الجماعة، دون اللجوء إلى ممارسات عنيفة ضد الجماعة، لقد تبنت بريطانيا سياسة "القتل الرحيم".
ونوقش في الاجتماع أيضا دور جماعة الإخوان في التصدي للحركات القومية المصرية المعادية للاستعمار، ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت بريطانيا تتعاون مع الإخوان على الرغم من إدراكها خطورتهم.
وفي يونيو عام 1952 صدر تقرير عن الخارجية البريطانية تحت عنوان "مشكلة القومية" رصد مخاطر المد القومي على المصالح البريطانية، وبعد شهر من صدور هذا التقرير اندلعت ثورة يوليو أو ثورة جمال عبدالناصر الذي شكل تهديدا لبريطانيا، خاصة بعد تبنيه سياسة عدم الانحياز، وقد وصفت الخارجية البريطانية سياسته بفيروس القومية العربية، وفي محاولة للتصدي له سعت بريطانيا لاستغلال العناصر الدينية متمثلة في الإخوان المسلمين للقضاء عليه.
في ذلك الوقت كان مرشد الجماعة حسن الهضيبي الذي عرف عنه عدم اللجوء إلى العنف، لكنه لم يكن قادرا على إحكام سيطرته على تيارات العنف داخل الجماعة، فأحيت الدعوة إلى الجهاد ضد البريطانيين، لكن تقريرا من السفارة البريطانية في القاهرة صدر عام 1951 أكد عدم جدية الإخوان في شن هجوم على التواجد البريطاني بمصر، وأشار تقرير آخر إلى أن بعض العمليات التي قام بها الإخوان ضد الإنجليز هى نتاج عدم انضباط داخل الجماعة ووجود تضارب بين سياسات القادة.
وكشفت وثائق بريطانية سرية عن محاولات لعقد اجتماع مع الهضيبي وعقدت بالفعل اجتماعات مع أحد مستشاريه، وهو ما يثبت أنهم علنا كانوا يعلنون الجهاد ضد الإنجليز وسرا يلتقون بهم، ووفقا للخارجية البريطانية فإن هذه الفترة شهدت تلقي الإخوان رشاوى ضخمة من الحكومة المصرية من أجل عدم إجرائهم أعمال عنف ضد النظام.
ومع قيام ثورة يوليو سارع الإخوان لتأييد الضباط الأحرار معتمدين على وسيط سابق هو أنور السادات، وفي بداية 1953 عقدت لقاءات مباشرة بين مسئولين بريطانيين وحسن الهضيبي، ولأن بعض الوثائق لا تزال سرية فإن المناقشات التي دارت بين الطرفين لم يكشف عنها بعد، إلا أن ريتشارد ميتشيل، المحلل الشهير لشئون الإخوان، أشار إلى أن هدف اللقاءات كان دفع الإخوان للمشاركة في مفاوضات الجلاء البريطاني عن مصر، مع ضمان وقوفهم ضد عبد الناصر الذي أدان هذه اللقاءات واتهم الهضيبي بقبول بعض الشروط البريطانية للجلاء وهو الأمر الذي صعب من موقف الحكومة المصرية في المفاوضات، ومارست بريطانيا سياسة "فرق تسد"، وتشير مذكرة رسمية إلي أنها هى التي أبلغت عبدالناصر بلقاءات الهضيبي معها.
وتتضمن الملفات البريطانية أيضا إشارة لحدوث لقاءات بين الإنجليز وقيادات إخوانية في 7 فبراير عام 1953، وفيها أبلغ شخص يدعى أبو رقيق المستشار السياسي تريفور إيفانز رسالة مفادها "إذا بحثت مصر في العالم بأجمعه عن صديق لها لن تعثر على صديق سوى بريطانيا"، وهى رسالة اعتبرتها السفارة البريطانية بمثابة إعلان عن وجود قادة داخل الإخوان لديهم الاستعداد للتعاون مع بلادها.
وفي عام 1954 أعلن جمال عبدالناصر حل الجماعة وفي أكتوبر من نفس العام تعرض عبد الناصر لمحاولة اغتياله على يد التنظيم السري للإخوان في حادثة المنصة بالمنشية، وألقى القبض على مئات من الإخوان وتعرض أغلبهم للتعذيب وهرب البعض الآخر للخارج، وفي ديسمبر تم إعدام ستة إخوان وتعرضت الجماعة إلى انتكاسة كادت تقضي عليها.
وبعد فشل محاولة اغتيال عبدالناصر أرسل ونستون تشرشل رسالة شخصية إليه قال فيها: "أهنئك على نجاتك من محاولة الهجوم المشينة عليك بالإسكندرية"، والمثير أنه بعد فترة وجيزة كانت بريطانيا تتحالف مع نفس الأشخاص لأداء نفس المهمة.
واعترفت الوثائق البريطانية بأن الثورة المصرية حققت إنجازات لم يستطع غيرها تحقيقه من قبل، وقال سفير بريطانيا في القاهرة سير رالف سيفنسون بأن القادة الجدد في مصر يستحقون مساعدة جادة من بريطانيا العظمي، لكن بعد 9 أشهر من تلك الشهادة قررت بريطانيا وفق وثائقها التخلص من عبدالناصر.
في ذلك الوقت كانت بريطانيا والولايات المتحدة تدبران محاولات للانقلاب في سوريا ومصر، ووفقا لوثيقة علي درجة عالية من السرية فإن الرئيس الأمريكي ايزنهاور وصف الوضع للإنجليز قائلا: "نحن في حاجة لخطة ماكيفيلية تساعد على الوصول إلى شكل للشرق الأوسط يصب في مصلحتنا".
العديد من الوثائق تؤكد ضلوع المخابرات البريطانية في محاولات قتل عبد الناصر والقضاء على نظامه ويشير بعضها إلى اتصال بين مسئولين بريطانيين ومنهم نورمان داربيشير، رئيس مكتب المخابرات البريطانية، في جينف مع الإخوان المسلمين في سويسرا في إطار محاولات قلب نظام الحكم في مصر.
وهناك أدلة أخرى على اتصال بريطانيا بالإخوان في عام 1955، عندما زار عدد من الإخوان الملك فاروق في منفاه للتعاون معا ضد عبد الناصر، وكان الملك حسين ملك الأردن منح الإخوان جوازات سفر لتسهيل عملية انتقالهم وسفرهم من أجل العمل ضد النظام المصري بينما دعمت السعودية هذه التحركات الإخوانية بالتمويل المالي، وكان عميل المخابرات المركزية الأمريكية السابق روبرت بيار أكد أن الولايات المتحدة وافقت على تمويل السعودية لنشاط الإخوان ضد عبدالناصر.
وفي أغسطس عام 1956 ألقت السلطات المصرية القبض على دائرة جاسوسية بريطانية مكونة من أربعة أفراد اتصلوا بعناصر طلابية بتوجهات دينية بهدف التشجيع على القيام بأعمال تخريبية تمنح أوروبا مبرراً للتدخل العسكري لحماية رعاياها.
وعلى الرغم من تعاون بريطانيا مع الإخوان المسلمين، فإنها كانت مدركة لخطورة الجماعة وخطورة وصولها للحكم في مصر ولهذا فهى كانت لا تمانع في استغلالها لتحقيق أهدافها في المنطقة لكنها بالتأكيد لم تكن تدعم وصولها للحكم.
وعندما طرد جمال عبد الناصر الإخوان المسلمين من مصر سافر العديد منهم إلى السعودية بمساعدة المخابرات المركزية الأمريكية ونجح الإخوان في الاندماج سريعا في المجتمع السعودي واحتلوا مناصب عليا في القطاعين المصرفي والتعليمي، أما الإخوان الذين سافروا إلى أوروبا فقد بدأوا في تأسيس شبكات دولية مقرها ميونخ برئاسة سيد رمضان.
السعودية كانت معادية للحركة القومية، وفي هذا الإطار صرح راي كلوز، رئيس مكتب المخابرات الأمريكية في الرياض، بأن المملكة استقبلت الإخوان بترحاب كبير وشجعت نشاطهم في مصر والسودان ولكنها في نفس الوقت كانت معارضة لنشاطهم داخل المملكة.
وفي نهاية الخمسينيات بدأت المخابرات المركزية الأمريكية في تمويل الإخوان، في إطار التعاون بين الشركة الأمريكية للبترول "أرامكو" والسلطات السعودية قامت المخابرات الأمريكية برعاية تأسيس خلايا دينية صغيرة في السعودية معادية لحركة القومية العربية، ويقال إن السعودية دفعت رشوة قدرها 2 مليون استرليني لعدد من الضباط السوريين لكي يسقطوا طائرة جمال عبد الناصر أثناء زيارته لدمشق.
وخلال الستينيات استمرت المواجهات بين تيار القومية العربية بقيادة مصر والملكية الإسلامية بقيادة السعودية وهى مواجهات أخذت من اليمن مسرحا لحرب دموية استمرت عدة سنوات ودعمت بريطانيا التي تتحكم في 40% من بترول الخليج السعودية خوفا على مصالحها وإن انسحبت في النهاية من عدن عام 1967 أمام قوى التحرر المدعومة من مصر.
في تلك الفترة بدأت السعودية في نشر الفكر الوهابي لمنع المد الناصري، وساندتها بريطانيا في ذلك حدث ذلك في عام 1962 عندما أعلن ولي العهد الأمير فيصل بن سعود عن تأسيس جامعة العالم الإسلامي التي تديرها وتمولها المؤسسة الدينية السعودية ونشرت الدعوة وبنت مساجد في مختلف أنحاء العالم، وكان من ضمن العاملين الأوائل فيها قيادات من الإخوان الذين ذهبوا إلى السعودية في الخمسينيات وساعدهم حاج أمين الحسيني، مفتي القدس، وسيد رمضان، رئيس التنظيم الدولي للإخوان، الذي كتب دستور المنظمة، بعد ذلك دعمت بريطانيا إقصاء الملك سعود وتصعيد الملك فيصل بدلا منه عام 1964.
مع نهاية هذا العقد كان الملك فيصل ساهم بالفعل في تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي عام 1969 كما بدأت السعودية في تمويل خلايا الإخوان المسلمين في أوروبا، وكان من ضمن من لجأوا إلى السعودية الإخواني الفلسطيني عبدالله عزام الذي عمل مدرسا في جامعة جدة واكتشف أسامة بن لادن ووجهه إلى فكرة الجهاد الإسلامي وهو نفسه في الثمانينيات كان ضمن جبهة المجاهدين المسلمين في أفغانستان، مدرس آخر في جامعة جدة هو المصري محمد قطب شقيق سيد قطب، تلك العناصر الإسلامية هى التي ساهمت في وضع الأسس الفكرية والاستراتيجية لتنظيم القاعدة.
وهناك مصادر تؤكد أن المخابرات الأمريكية نقلت عشرات الملايين من الدولارات إلى رمضان في فترة الستينيات، وهناك وثائق أخرى في الأرشيف السويسري تؤكد أن السلطات السويسرية كانت تنظر بعين الرضا إلى أنشطة رمضان المعادية للشيوعية، نفس الوثائق تشير إلى أنه كان عميلاً للمخابرات البريطانية والأمريكية، في هذا الإطار كانت الجريدة السويسرية "Le Temps الزمن" نشرت أن ملفات رمضان لدى الحكومة السويسرية تتضمن الإشارة إلى علاقاته مع العديد من أجهزة الاستخبارات الغربية.
وقد توثقت علاقة السعودية بعد وصول فيصل إلى الحكم مع عناصر الإخوان باعتبارهم وسيلة القضاء على عبد الناصر الذي شن حملة جديدة لتفكيك الجماعة في منتصف ستينيات القرن الماضي وحوكم قيادات من الإخوان بمن في ذلك رمضان الذي حكم عليه غيابيا بالسجن المؤبد وأعدم عدد آخر منهم كان من بينهم سيد قطب الذي كانت كتاباته إلهاما للإخوان في العالم ولأجيال جديدة مثل أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بعد أسامة بن لادن، والذي كان في ذلك الوقت عضوا في الجماعة رغم أن عمره لم يتجاوز الرابعة عشرة، لكن ما فعله عبد الناصر بالإخوان لم يخفف من أهميتهم لدى المخابرات الغربية التي واصلت الاتصالات معهم.
إن علاقات بريطانيا مع الجماعات والعناصر الإسلامية لم تكن في بلدان الشرق الأوسط فقط وإنما كانت داخل بريطانيا نفسها.
أكبر مثال على ذلك "أبوحمزة" الذي طلبت مصر عام 1995 ترحيله من لندن إلى مصر لمحاكمته في جرائم إرهابية، ولكن السلطات البريطانية رفضت تماما كما رفضت الطلب الذي تقدمت به اليمن عام 1999 لتسليم نفس الشخص.
والوثائق البريطانية تشير إلى أن المسئولين هناك اتصلوا بأبوحمزة عام 1997 عندما كان إمام مسجد "ليوتن" وطلبوا منه العمل مخبرا ينقل لهم أخبار باقي المجاهدين وكان اسمه الحركي "دامسون بري"، وبدون علم الشرطة البريطانية التقت المخابرات البريطانية معه كما عقد عدة لقاءات لصالح المخابرات الفرنسية التي كانت تريد معلومات حول الجماعات الإسلامية في الجزائر.
هناك نموذج آخر هو "أبو قتادة" الذي وصفه القاضي الذي يراجع أوراق الهجرة الخاصة به بأنه يشكل خطراً كبيراً، وهو الأب الروحي لتنظيم القاعدة في أوروبا وقبل أحداث 11 سبتمبر تجاهلت المخابرات البريطانية تحذيرات العديد من الدول بشأنه، فقد أرادت استخدامه مصيدة معلومات عن باقي التنظيمات الإسلامية.
وبعد تولي السادات الحكم تغير المشهد السياسي وانحاز السادات للولايات المتحدة وأعاد بدعم من السعودية الإخوان إلى مصر وارتبط بعلاقة صداقة مع كمال أدهم، مدير المخابرات السعودية، وتأسست الجماعة الإسلامية برعاية محمد عثمان إسماعيل وبقى شهر العسل بين الطرفين إلى أن سافر السادات إلى إسرائيل.
وتكشف الوثائق البريطانية أن المسئولين هناك كانوا يشككون في قدرة السادات على السيطرة على الإخوان كما أكد سير ريتشارد بومونت السفير البريطاني لوزارة الخارجية الخارجية في تقرير يفيد أن السادات استغل الإخوان لمواجهة التيارات اليسارية ولكنه يبدو غير قادر على السيطرة على الإخوان.
في هذا الإطار ظلت بريطانيا حريصة على الحفاظ على علاقاتها بالإخوان ولكن الوثائق البريطانية لا تكشف إذا كان اتصالات مباشرة قد تمت بين المسئولين البريطانيين وحسن الهضيبي الذي كان لا يزال يحتل رئاسة الجماعة إلى وفاته عام 1973.
مع الألفية الثالثة وبعد أحداث 11 سبتمبر تغيرت صورة التحالفات في الشرق الأوسط، في أغسطس 2006 ألقي توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني، خطبة حول الشرق الأوسط قسم فيه المنطقة بين دول تنتمي لمعسكر الحداثة وأخرى لا تزال يسيطر عليها الاتجاهات الإسلامية الرجعية، وفي معسكر الحداثة نجد دولا مثل الإمارات والبحرين والكويت وقطر وفي المعسكر الآخر نجد القاعدة وحماس وحزب الله وطالبان.
وثائق حكومية في الفترة من عام 2004 إلى 2006 تضيف المزيد، واحدة منها تحمل عنوان "العمل مع المجتمع الإسلامي" يعود تاريخها إلى يوليو 2004 تشير إلى أن جذور الإسلام الحديث من الممكن ربطها بالإخوان والجماعة الإسلامية وهما منظمتان اعتادت بريطانيا التعاون معهما في الماضي، كاتب هذه المذكرة هو "أنجيس ماكي" وهو أحد العملاء في إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوزراة الخارجية البريطانية وهو مهندس العلاقات التي ربطت بين السياسة البريطانية والجماعات الإسلامية.
وتضمنت هذه المذكرة عدة ملاحظات حول وعي الجماعات الإسلامية بنوايا القوى الغربية واستعداد هذه الجماعات الإسلامية للتغاضي عن الأهداف الحقيقية للغرب وصنع تحالفات معها من أجل تحقيق مصالحها وأكدت نفس المذكرة أن الجماعات الإسلامية في العديد من الدول العربية وبالأخص شمال أفريقيا تمثل جبهة المعارضة الأقوى للأنظمة الحاكمة وأن هذه الجماعات تتسم بالتنظيم.
في نفس الوقت، اشترك باسيل إيستوود، السفير البريطاني السابق في سوريا، مع ريتشارد ميرفي، مساعد وزير الخارجية في عهد ريجان، في كتابة تقرير لحكومة الدولتين تحت عنوان "علينا التحدث مع الإسلام السياسي في الشرق الأوسط وليس في العراق فقط"، هذه المذكرة خرجت بنتيجة أن حكومات مجموعة الثمانية يجب أن تدخل في حوار مع الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط، ولو بشكل غير مباشر.
أحد المعارضين لهذه الاستراتيجية هو السفير البريطاني في القاهرة سير ديرك بلونبلي والذي يرى أن هناك قوى أخرى في مصر غير الإخوان على بريطانيا التواصل معها ويؤمن بأن الإخوان معادون للغرب، ولكن الواقع يؤكد أن بريطانيا تدرك هذه الحقيقة ولكن هذا لم يمنعها من التعاون معهم سواء في الماضي أو في الوقت الحاضر، وفيما يبدو أن الحكومة البريطانية تغاضت عن ملاحظات سفيرها في القاهرة وقررت الارتباط بالإخوان.
في يناير 2006 كتبت جولي ماكجروير من مكتب وزارة الخارجية لشئون العالم العربي وإسرائيل وشمال أفريقيا لوزير الخارجية البريطاني بضرورة رفع معدلات الاتصالات الدورية مع أعضاء البرلمان المصري من الإخوان، وأضافت أنها اتصلت بالفعل بعدد من أعضاء البرلمان من الإخوان ولكن هذه الاتصالات قطعت تحت ضغط من النظام المصري، ومنذ عام 2002 وهناك اتصالات متقطعة مع أعضاء البرلمان من الإخوان، في مايو أكد كيم هولز، وزير الخارجية، أمام البرلمان البريطاني أن المسئولين البريطانيين يتواصلون مع أعضاء الإخوان المسلمين منذ عام 2001 وأن مسئولين آخرين التقوا مع ممثلين للإخوان في الأردن والكويت ولبنان واتصلوا بشكل محدود مع الإخوان المسلمين في سوريا.
وفي يونيو 2005، وضع السفير ديرك بلونبلي مذكرة توضح بعض الأسباب التي تقف وراء حرص بريطانيا على التواصل مع الإخوان ومنها أن هذا التواصل من شأنه تزويد بريطانيا ببعض المعلومات المفيدة، وهو الأمر الذي يتفق مع سياسة بريطانيا طويلة الأمد في التعامل مع المتطرفين كعملاء ومخبرين يمدوها بما تريده من معلومات.
وأضاف: "إن هدف بريطانيا هو دفع النظام المصري لتحقيق إصلاح سياسي وإن كان يرى أن الطريق الذي تسلكه بريطانيا غير مضمون".
وهناك سبب آخر لذلك هو رغبة بريطانيا في تأمين نفسها في حالة
حدوث أي تغيير في نظام الحكم بمصر، فمستقبل مصر غير مضمون بعد رحيل مبارك أو سقوط حكمه وسواء حدث التغيير نتيجة لثورة أو لا، فمن المحتمل أن يلعب الإخوان دورا في المرحلة الانتقالية والمخاطرة كبيرة في دولة محورية مثل مصر، كما تملك بريطانيا العديد من المصالح في مصر بوصفها أكبر مستثمر أجنبي باستثمارات تصل إلى 20 مليار دولار.
وفي الخمسينيات من القرن الماضي كان التحالف البريطاني مع الإخوان وسيلة للقضاء على الحركات القومية العربية اليوم بعد مرور عقود من الزمن على انهيار القومية العربية تواجه لندن وواشنطن مرة أخرى موقفا يائسا من جديد في الشرق الأوسط، فسياساتهما تتعرضان للتحديات في أغلب الجبهات ولهذا فإنهما تبحثان عن حلفاء لهما وبالتالي فإن علاقة بريطانيا اليوم مع الإخوان هى استمرار لحرصها على استخدام الإسلاميين كأداة مباشرة في سياستها الخارجية الساعية لصنع تحالفات تواجه أعداء محتملين

السبت، 19 يناير 2013

معارضة التوجه لإصدار مشروع الصكوك الإسلامية


إعداد: بيسان كساب وأميرة جاد وأحمد البرماوى
من حيث المبدأ يبدو تأييد وكذلك معارضة التوجه لإصدار مشروع الصكوك الإسلامية أيديولوجيا بأكثر من اللازم، بعيدا عن استعراض ما يعنيه هذا التوجه عمليا من حيث اختلاف نمط تمويل مشروعات الدولة وسد عجز الموازنة عن التمويل التقليدى أو «الربوى»، من وجهة نظر قطاع واسع من منظّرى الاقتصاد الإسلامى. إذ يبدو الجدال فى هذا السياق منحصرا فى نقاش «ثقافى» بحت بين «إسلاميين» و«مدنيين»، بعيدا عن النظر فى أصل قضية الصكوك كنمط للتمويل أولا وأخيرا.
فى كل الأحوال يمثل التوجه لإصدار الصكوك الإسلامية توسعا فى التوجه نحو الاقتراض، لا لتمويل المشروعات فحسب بل لتمويل عجز الموازنة كذلك، بعيدا عن أنماط أكثر تقدمية لزيادة موارد الدولة وعلى رأسها رفع الضرائب على الدخل والتوجه أكثر فأكثر نحو تصاعدها، بخلاف فرض الضرائب على أرباح البورصة ليس فقط على الطرح الأولى أو عمليات الاستحواذ، والحد من الاستيراد الترَفى لغلق منافذ تسرب النقد الأجنبى ومن ثم ارتفاع الدولار فى مقابل الجنيه، بما يعنيه من ارتفاع مستويات التضخم التى تزيد من كلفة الاستثمار الحكومى، لكن إصدار قرارات بهذا المعنى ربما تعنى صداما بين السلطة السياسية ورجال الأعمال الذين سيرون أنفسهم وقد أضيروا من هذه الخيارات، وهو صدام لا تبدو السلطة قادرة على دفع ثمنه.
«الحرية والعدالة» يعترف بأن الصكوك للتملك وليس للاقتراض
أحمد حسن النجار مسؤول ملف الصكوك الإسلامية بحزب الحرية والعدالة، اعترف بأن الصكوك الإسلامية التى يسعى الحزب لتمرير مشروع قانونها من خلال مجلس الشورى، ما هى إلا صكوك للملكية لا للاقتراض، حيث قال لـ«التحرير» تعليقا على رفض الأزهر مشروع قانون الصكوك السيادية لوزارة المالية، إن مشكلة المالية أنها اعتبرت الصكوك الإسلامية أداة للدين والاقتراض لا صك ملكية للمشروعات التى يدخل فيها الدائنون سواء أكانت مشروعات للبنية التحتية أو مشروعات استثمارية حكومية. وتعد فكرة الملكية التى تمنحها الصكوك الإسلامية لحامليها، هى نقطة الخلاف الأساسية على هذه الأداة التمويلية.
الدكتور فخرى الفقى المساعد السابق لمدير صندوق النقد، قال لـ«التحرير» إن الصكوك الإسلامية يطلق عليها صكوك الملكية، تلك الملكية التى تمنح لصاحبها ثلاثة حقوق، هى: حق الانتفاع، وحق الاستغلال، وحق التصرف بالبيع أو التأجير، مشيرا إلى أن التمويل بموجب الصكوك الإسلامية لا بد له من ضمانات حقيقية ربما تكون أصولا قائمة للدولة يتم الاقتراض بموجبها لتمويل الموازنة العامة، ويحصل من خلالها حامل الصك على فائدة، أو الاقتراض من خلال شركة ذات طابع خاص تتولى إنشاء مشروع معين للدولة، أو بشراكة الدولة مع القطاع الخاص، ويكون لحامل الصك حق ملكية فى الأصل المزمع إنشاؤه، ويحصل على فوائد من ريع المشروع أو من الموازنة العامة للدولة، فى حال ما إذا كان المشروع الممول غير منتج مثل المدارس الحكومية مثلا، مؤكدا أن من حق حاملى الصك الحجز على الأصول التى أخذ بموجبها الصك أو إيراد هذه الأصول، وهو ما حدث بالضبط فى عهد الخديو إسماعيل بعدما تكاثرت عليه الديون، فقد استولى الأجانب على قناة السويس بموجب هذه الديون.
الدكتور حازم الببلاوى وزير المالية الأسبق، قال لـ«التحرير» إلى أن تلك الصكوك إذا كانت بغرض التملك فيعنى ذلك أنك تعرض قناة السويس للبيع فى ظل عدم تحديد آليات للمشترين.
هشام توفيق عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، وصف مشروع «الصكوك الإسلامية» بأنه «ضحك على الدقون»، مؤكدا أنه أحد أنواع القروض العادية، لكن بمسمى مختلف، رافضا أن يكون هذا المشروع سيتم إصداره فقط لتمويل عجز الموازنة، فهذا أمر مرفوض، ويجب وضع قانون لمنع مشروع الصكوك إذا كان يهدف لتمويل العجز. توفيق أضاف أن مشروع القانون يتيح لرئيس الجمهورية أن يرهن أصول الدولة، وهذا قد يعرض قناة السويس أو السد العالى للرهن لتمويل عجز الميزانية الذى يبلغ 200 مليار جنيه، مطالبا الحكومة بطرح مشروعات كبيرة ومحددة يدخل فيها المواطنون على أساس الشراكة فى المشاريع تحت مبدأ المكسب والخسارة، لافتا إلى أن مشروع القانون يبيح لأى مستثمر أجنبى أن يشترى أصولا مصرية مثلما يتم فى سندات الخزانة. «التحرير» حصلت على نسخة من مقترحات الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار لتعديل مشروع القانون المختلف عليه، والذى أثار جدلا خلال الأيام القليلة الماضية، وشملت المقترحات تعديل اسم القانون من «قانون الصكوك الإسلامية السيادية» ليصبح «قانون الصكوك العامة المتوافقة مع معايير الشريعة الإسلامية» حيث سيكون هذا أكثر تعبيرا عن محتوى القانون.
الجمعية اقترحت أن يضاف إلى المادة الأولى من مواد الإصدار للقانون «ينصب هذا القانون فى ما لم يرد به نص فى القوانين ذات العلاقة فى ما يخص صكوك التمويل التى تصدرها الدولة ومؤسساتها وهيئتها التابعة، وتختص وزارة المالية بتنفيذه ولا تسرى أحكام هذا القانون على الصكوك التى تصدرها البنوك والمنشآت الاستثمارية والمالية المتخصصة». كما اقترحت إضافة الفقرة التالية إلى مواد الإصدار «مع مراعاة أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، تطبق أحكام قانون سوق المال وأحكام القوانين ذات العلاقة بالمشروع على كل حالة لم يرد النص عليها فى هذا القانون والأنظمة والتعليمات الصادرة بمقتضاه».
الجمعية طالبت أيضا بأن يضاف إلى نص الفقرة الأولى من المادة الأولى من مواد القانون العبارة التالية «مع مراعاة أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية»، كما طالبت الجمعية بضرورة مراعاة ما نصت عليه المواد من 825 إلى 850 من القانون المدنى المصرى بخصوص الملكية الشائعة وأحكام الشيوع ضمن تعريف الصكوك، علاوة على تعديل نص تعريف الصكوك لتكون أوراقا مالية متساوية القيمة تمثل كل منها حصة غير محددة فى ملكية الأصول بدلا من كلمة مصطلح شائعة فى ملكية الأصول.
وقد اقترحت الجمعية أن تضاف فقرة للتعريف بالصكوك نصها «تصدر الصكوك بأسماء مالكيها مقابل ما يقدمون من أموال لتنفيذ المشروع واستغلاله وتحقيق العائد لمدة محددة، وفقا لما تحدده نشرة الإصدار وبمراعاة أحكام الشريعة الإسلامية» وأن تضاف إلى نص التعريف فقرة تنص على أنه «ويجوز استخدام صكوك التمويل المتوافقة مع معايير الشريعة الإسلامية فى مشروعات التنمية الزراعية والصناعية والعقارية والطاقة والتعدين والخدمات وفى التجارة الداخلية والخارجية وفى أسواق الأوراق المالية والسلع وغير ذلك من وجوه الاستثمار أو التمويل».
مقترحات الجمعية شملت إضافة «المؤسسات والجهات الاعتبارية الأخرى التابعة للدولة» للجهات المسموح لها فى الفقرة الرابعة للقانون بإصدار الصكوك، كما طالبت بأن يضاف إلى نص المادة عبارة «تعفى الأرباح الناشئة عن الاستثمار فى الصكوك الصادرة وفقا لهذا القانون من الضرائب والرسوم السيادية» وأن تنص المادة على أنه «يحدد حجم صكوك التمويل العامة التى يجوز للحكومة أو لأى مؤسسة رسمية عامة أو مؤسسة عامة إصداره سنويا بقرار من مجلس الوزراء».
الجمعية اقترحت لضمان عدم المخاطرة بتملك الأجانب للصكوك، إضافة إلى العبارة التالية لنص المادة الخامسة للقانون بأنه «يجوز إصدار صكوك يقتصر حق الاكتتاب فيها أو تملكها على المصريين أو على أشخاص طبيعيين أو اعتباريين معينين، وفى كل الأحوال لا يجب أن تتجاوز نسبة ملكية أى شخص أو جهة أو مجموعة مرتبطة نسبة 5% من أى إصدار يتم وفقا لأحكام هذا القانون، ويستثنى من ذلك الجهات التابعة والمملوكة للدولة»، وهو ما سيضمن المرونة فى عملية الإصدار وعدم سيطرة أى جهة أو مجموعة مرتبطة على حصص حاكمة من إصدارات الصكوك.
وأضافت الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار فى مقترحاتها بخصوص أغراض الشركة ذات الغرض الخاص إضافة فقرة أخيرة لنص المادة «ينتهى انتفاع الشركة ذات الغرض الخاص للأصول فى الحالات التى تحددها نشرة الإصدار»، واقترحت ضرورة النص على أنه يقتصر غرض هذه الشركة على مزاولة النشاط المشار إليه دون غيره، ولا يجوز بغير ترخيص من مجلس الوزراء أن يكون للشركة أكثر من إصدار واحد للصكوك أو أدوات الدين الأخرى، وذلك طبقا للقواعد والإجراءت التى يصدر بها قرار من مجلس الوزراء إضافة إلى أنه لا يجوز حل الشركة، وتصفيتها ولا تغيير مجلس إدارتها إلا بعد موافقة وزير المالية، كما أنه يجوز لوزير المالية أن يعزل إدارة الشركة ذات الغرض الخاص وتستبدل بها غيرها إذا رأى فى تصرفاتها ما يضر بالمصلحة العامة أو يضر بمصلحة حملة الصكوك.
بدأت فى ماليزيا عندما تخلت الدولة عن الملكية العامة
الترويج لمشروع الصكوك الإسلامية يتم على أساس أنها المنقذ الأساسى للاقتصاد المصرى من خطر الانهيار والإفلاس، وأنها هى التى ستحقق نهضة تماثل أو ربما تتفوق على مشاريع النهضة الاقتصادية التى تمت فى دول إسلامية مثل ماليزيا وإندونيسيا، وذلك باعتبارهما رائدتين فى إصدار الصكوك الإسلامية كإحدى الأدوات التمويلية، بل يصل الأمر إلى تهيئة الرأى العام إلى أن الصكوك هى العصا السحرية التى ستحول مصر إلى ماليزيا جديدة بمجرد إصدارها، وهو الأمر الذى يجافى الحقيقة تماما وفقا للواقع الاقتصادى لهذه الدول طبقا للدراسات والبحوث المتعمقة فى دراسة تجاربهم.
فعلى الرغم من الأرقام الخاصة بإصدار الصكوك الإسلامية التى شارف حجم إصداراتها خلال 2012 من 100 مليار دولار، التى تؤكد أن ماليزيا رقم واحد فى إصدار الصكوك الإسلامية عالميا وتليها فى ذلك السعودية وإندونيسيا والإمارات وفقا لإحصاءات الربع الأول من 2012، إلا أنه لا يوجد قرين واحد على أن الصكوك كانت رائدة للنهضة الماليزية أو التقدم التنموى والصناعى بهذه الدولة.
عديد من الدراسات أشارت إلى أن الصكوك الإسلامية تم طرحها فى ماليزيا كانت بعدما تم التخلى عن الملكية العامة للدولة فى أغلب المشروعات، بمعنى أن الصكوك بدأت من حيث انتهت الخصخصة، لأن الصكوك تتواءم مع اقتصاديات القطاع الخاص فى الأساس، حيث تمت عمليات الخصخصة فى ماليزيا فى الفترة ما بين 83 و99 واحتل قطاع الصناعة المرتبة الأولى يليه قطاع البناء ثم قطاع النقل والتخزين والاتصالات والتمويل والعقارات والخدمات التجارية والتجارة والفندقة، لتشكل المشروعات التى خصخصتها بمجموعها نسبة (%73.8) من المشاريع التى خضعت للخصخصة، وأن الخدمات الأخرى وقطاع الكهرباء والمياه والغاز وقطاع الزراعة وقطاع الخدمات والتعدين شمل نسبة (%35.4)، لتبدأ بعدها الدولة فى إصدار الصكوك فى عام 2002 حين تم إصدار ما يقارب المليار دولار منها، واحتلت المصارف الإسلامية الماليزية المركز الأول فى إصدارات الصكوك منذ 2002، وتأتى من بعدها المصارف الإسلامية فى الإمارات.
وعن التقدم الاقتصادى الماليزى وعلاقته بالصكوك، أكد الدكتور إبراهيم العيسوى أستاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط فى دراسة هامة له منشورة فى كتابه «كتاب التنمية فى مصر: الواقع المتعثر والبديل الأفضل»، أن ركائز التنمية فى ماليزيا التى ركزت على عدم تطبيقها قواعد النظام الاقتصادى الليبرالى طبقا لوصايا واشنطن ونصائح البنك الدولى الداعية إلى عولمة الليبرالية الاقتصادية الجديدة، بل اتخذت إجراءات تحمى صناعاتها وفرضت ضرائب على وارداتها بما يتعارض مع مطالب الليبراليين الجدد، وشدد العيسوى على أنه ليس من المنطقى تطبيق قواعد تجارية موحدة على جميع الدول بغض النظر عن مستوى التطور الذى حققته كل منها وظروف كل دولة، لكن التنمية حدثت بفعل تقدم التصنيع وأسوار الحماية التى فرضتها، ولم تتوقف الدول الصناعية عن اللجوء إلى أدوات الحماية من المنافسة الأجنبية، وقد أغلقت كل الأبواب أمام دخول المنتجات الأجنبية إلى أسواقها، حتى بعد أن حققت درجة عالية من التقدم الاقتصادى والتكنولوجى، مؤكدا أن تجربة شرق آسيا طبقا للاقتصاديين الآسيويين تقول إن الحكومات تستطيع أن تتدخل انتقائيا وبشكل فعال. العيسوى أكد فى عرضه لتجارب التنمية الناجحة على أهمية دور الدولة فى تحفيز قوى التنمية، بل فى صنع التنمية، ويضاف إلى هذا الدور ضبط الاستهلاك والاستيراد بهدف رفع معدل الادخار المحلى، والسيطرة على الفائض الاقتصادى، والمساهمة المباشرة للدولة فى مجالى الإنتاج والاستثمار الإنتاجى عند تنفيذ برنامج متكامل للتصنيع والتنمية الشاملة، فالقطاع العام ركن أساسى فى النموذج البديل، فالنهوض بالعلم والتكنولوجيا الوطنية وضمان تكاملها مع متطلبات برامج التصنيع والتنمية مهمة الدولة التى لا يستطيع القطاع الخاص أن يقوم بها بمفرده ولا الاستثمار الأجنبى أو الشركات المتعددة الجنسية التى تحتفظ دائما بالأبحاث العلمية التى تقوم بها مراكزها الرئيسية بالدول المتقدمة (حتى لا تتسرب إلى فقراء العالم الثالث).
حامد حسان «الأب الروحى» لمشروع الصكوك فى مصر رئيس الهيئة الشرعية للمؤسسات المالية فى الإمارات
الدكتور حسين حامد حسان رئيس الهيئة الشرعية العليا للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية فى دولة الإمارات العربية المتحدة، والاستاذ السابق فى جامعة القاهرة، وهو الشخص أيضا الذى كان ينادى على مواد الدستور فى التأسيسية وهو الاسم الذى يتكرر دائما فى بيانات وزارة المالية وحزب الحرية والعدالة عند تناولهما لموضوع مشروع الصكوك الإسلامية، وبغض النظر عن طبيعة دوره فى صياغة أى من مشروعى القانون سواء الصادر عن حزب الحرية والعدالة أو المشروع الصادر عن الحكومة، فالعرض الذى أعده الرجل حول «الصيغ والأدوات الإسلامية وجدواها فى تمويل مشروعات الدولة بديلا عن القرض»، ربما يكون هو الأنسب لعرض طبيعة الصكوك الإسلامية كنمط من الاقتراض لا خيار اقتصادى مختلف. حسب كلام الدكتور حسين حامد حسان، فالصكوك تنقسم إلى أربع مجموعات هى: صكوك الإجارة وصكوك التمويل وصكوك الاستثمار وصكوك المشاركات الزراعية. صكوك الإجارة قائمة على رغبة الحكومة فى بيع الأصول والمنافع والخدمات التى تملكها الدولة، واستخدام حصيلة البيع فى تمويل مشاريعها الاستثمارية أو أنشطتها الخدمية، ثم استئجار هذه الأصول والمنافع والخدمات لمدد محدودة تعود بعدها الأصول إلى ملكية الدولة، وهو نمط يتضمن نفس جوهر مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتى تم إقرارها بالفعل بقانون صدر فى العام 2010 من ناحية، ومن ناحية أخرى تشبه ما يسمى بالتأجير التمويلى وهو أحد صيغ التمويل الذى أقرته هيئة الرقابة المالية قبل نحو ثلاث سنوات.
وصكوك الإجارة تضم عدة أنواع، منها الصكوك الصادرة على أساس عقد بيع أصل موجود عند الإصدار مؤجرا أو قابلا للتأجير، وهو نمط يشرحه حسان كالآتى: قد تحتاج الحكومة أو إحدى مؤسساتها إلى تدبير موارد مالية لاستخدامها فى تمويل إنشاء مشروع جديد أو تطوير مشروع قائم أو فى تمويل رأس المال العامل لهذا المشروع، فإنها تصدر صكوك أصول موجودة أو قابلة للتأجير، تبيع الحكومة بمقتضاها لحملة الصكوك أصلا تملكه، مؤجرا أو قابلا للتأجير، وتكون حصيلة إصدار الصكوك هى ثمن هذا الأصل، وإذا كانت الحكومة المصدرة فى حاجة إلى استخدام هذا الأصل فلها أن تستأجره من حملة الصكوك إجارة تشغيلية أو تمويلية، وهذا الشرح الذى يعرضه الدكتور حسان يكشف مدى التشابه الواضح بين هذا النمط وبين نظام الخصخصة.
كما تضم نفس المجموعة الصكوك الصادرة على أساس عقد بيع منفعة أصل موجود عند الإصدار تملكه الحكومة المصدرة أو تملك منفعته بعقد إجارة، وهو ما يشرحه الدكتور حسان قائلا: إن الحكومة فى هذه الحالة تقوم بإصدار صكوك تبيع بمقتضاها منفعة أصول تملكها الحكومة لمدة طويلة، كالعقارات والطائرات والسفن والمصانع والمعدات والآلات، وللحكومة أن تستأجر هذه الأصول من حملة الصكوك لمدد قصيرة إذا احتاجت إليها، وتكون الأجرة التى تدفعها هى عائد الصكوك.
كما تضم نفس المجموعة الصكوك الصادرة على أساس عقد إجارة موصوف فى الذمة، وهو ما يعبر عنه الدكتور حسان قائلا: قد لا توجد لدى الحكومة الطالبة للتمويل أصول جاهزة تبيعها أو تبيع منفعتها أو تؤجرها لحملة الصكوك، لكن لديها أصولا بمواصفات محددة تنوى إنشاءها أو تكون تحت الإنشاء أو تنوى شراءها من السوق كالمبانى والمطارات والمصانع وغيرها، وهنا نجد أن الشريعة تجيز لها إصدار صكوك تؤجر أو تبيع بمقتضاها لحمَلة الصكوك منافع هذه الأصول لمدة طويلة كأربعين سنة مثلا، ثم تستأجرها من حملة الصكوك لمدة أقصر هى مدة الصكوك بأجرة معلومة تكون هى عائد تلك الصكوك. وكذك تضم نفس المجموعة ما يسميه الدكتور حسان بالصكوك الصادرة على أساس عقد بيع الخدمات، وتلجأ إليه الحكومة إذا رغبت فى توفير موارد مالية لتمويل أو تطوير أنشطتها القائمة أو إنشاء وحدات أو مشاريع جديدة أو لمقابلة نفقاتها الجارية، فأنها تستطيع أن تصدر صكوك خدمات تبيع بمقتضاها لحملة الصكوك مجموعة من خدمات التعليم أو الصحة أو النقل تكون حصيلة إصدار هذه الصكوك هى ثمن أو أجرة هذه الخدمات.
صكوك التمويل وهى المجموعة الثانية، فتضم الصكوك الصادرة على أساس عقد بيع بضاعة سلما، وفى هذه الصكوك تبيع الحكومة انتاجها فى المستقبل بالجملة ونقدا وتقبض الثمن فى الحال، ويقوم ممثل حملة الصكوك بتعيين الحكومة البائعة أو غيرها وكيلا عن حملة الصكوك لبيع البضاعة المشتراة بعد قبضها بسعر السوق بالنقد أو بالآجل جملة أو على أجزاء، ويكون فرق الثمن هو ربح حَملة الصكوك، واللافت أن ما اسمته الدراسة بـ«الصكوك الصادرة على أساس عقد بيع مرابحة» وهى أحد أنواع صكوك التمويل، تضمنت نفس مضمون القروض التقليدية. فهى صكوك تصدرها الحكومة حين تحتاج إلى تمويل لشراء سلع أو معدات أو آلات أو عقارات وبضائع، على أن ترد التمويل مستقبلا على دفعة واحدة أو على دفعات، وتجرى الصفقة على أساس وعد من الحكومة بشراء البضائع بالتكلفة التى يتحملها حملة الصكوك، مضافا إليها ربحا معلوم سلفا.

الأحد، 13 يناير 2013

الجهاز الأمني الذي يسعى الاخوان لانشائه بالتعاون مع إيران



                                                          


* هل ترى من مبرر الآن وبعد وصول الإخوان للحكم لاستمرار نظام البيعة الذي تحدثت عنه في «سر المعبد» وقلت إنه في غرفة مظلمة أمام رجل مغطى بالكامل ولا يُرى وأن القسم يتم على المصحف والمسدس معاً؟- هناك بيعتان في الجماعة الأولى هي العادية التي تتم للتنظيم المدني وهذه بايعتها وغيري كثر فعلوها لكن هناك بيعة النظام الخاص الذي أنشأه حسن البنا عام 1939 ثم تعطل خلال الخمسينيات ومنذ عاد الإخوان في السبعينيات حتى منتصف الثمانينيات لأن عمر التلمساني كان له رافضاً بشكل قاطع، وعندما عاد النظام الخاص كانت عودته سرية من دون علم بقية مؤسسات الجماعة وذلك على يد مصطفى مشهور ومع عودته عادت معه بعض المناهج التربوية الخاصة به كرسالة التعليم التي وضعها حسن البنا، إذن بيعة النظام الخاص في الغرفة المظلمة لا تزال موجودة، أما عن استمرارها فقد كان هناك جدل أثير عندما كنت في الجماعة حول مدى وجود مبرر من عدمه لاستمرار التنظيم حال وصول الإخوان للحكم وكان هناك رأيان وانتصر الرأي المؤيد للاستمرار ليظل التنظيم والنظام الخاص كذلك باعتبار أن النظام الخاص هو الجيش السري للجماعة.
* هل كنت تتحدث بجدية عندما قلت بأن خطاب الرئيس محمد مرسي الأخير الذي ألقاه أمام مجلس الشورى فيه ماسونية؟- الألفاظ التي وردت في هذا الخطاب تدل على ذلك.
* مثل؟- مثل عبارة «البنائين العظام» ومثل استخدام رقم خمسة لخمس مرات.
* وماذا فيه رقم 5؟
- رقم ماسوني لأن النجمة الخاصة بهم خماسية، كذلك استخدامه لكلمات «بنى ويبني وبناء» خمس مرات وهذه تعبيرات كلها ماسونية.
* قلت بأن الإخوان ينتظرون سقوط الرئيس السوري بشار الأسد لتكوين اتحاد كونفدرالي قوامه ست دول يكون نواة مستقبلية للخلافة الإسلامية التي يستهدفونها «أصحيح»؟- صحيح.
* أمزيد من التوضيح خصوصاً ولم تتحدث عن أن مصر من بين هذه البلدان الستة وهل اليمن ستكون من بين هذه الدول وهي التي بَّشر بها بعض أقطاب الجماعة بأن الخلافة ستنطلق منها وفقا لما جاء في «سر المعبد»؟- نحيت مصر باعتبارها ستكون رأس دولة الخلافة لكن سيكون هناك اليمن وتونس والسودان وليبيا وهذه بلدان جاهزة ولذلك ينتظرون الآن سقوط بشار الأسد.
* هل حقاً أن خيرت الشاطر فعلا يسعى إلى أن يكون خليفة المسلمين كما قلت من خلال سيطرته على التنظيم الدولي لجماعة «الإخوان المسلمين».. وهل هذا «كلام بجد»؟- طبعا «كلام بجد» وهناك لو لاحظتم تعبير غريب خرج من محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم الجماعة وزوج أخت خيرت الشاطر وذلك عندما أبدى عبدالمنعم أبو الفتوح رغبته في ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية بينما كانت الجماعة تقول بأنها لن ترشح أحداً للرئاسة وما حدث أن سأل أحد الصحافيين غزلان: أليس هناك كفاءات تصلح لرئاسة الجمهورية في الجماعة؟ فرد وقال: «لا توجد كفاءات لمنصب أعلى من منصب رئيس الجمهورية»!، وكان محمود غزلان بذلك يقصد منصب الخليفة، وبالطبع كان يتحدث عن «نسيبه» خيرت الشاطر.
* هل الأزهر الشريف يمثل الآن عقبة أمام جماعة الإخوان في سبيل الوصول إلى دولة الخلافة وهل صحيح أنهم يعتبرون منظمة المؤتمر الإسلامي بديلا له؟- لقد حاول الإخوان اختراق مؤسسة الأزهر الشريف منذ سنوات ولذلك أنشأوا جبهة للعلماء تابعة للجماعة لكن الازهر بقي عصيا على الاختراق باعتبار ان مناهجه التعليمية تجعل هناك قدرا من الوسطية والاعتدال والاستقلال في داخله والاخوان عندما يفشلون في اختراق مؤسسة ما فانهم يشكلون مؤسسة بديلة لها، والازهر عائق امامهم وصحيح هم يسعون مستقبلا لحيازة منصب شيخ الازهر بحيث يكون الامام الاكبر منتميا للجماعة لكي يستطيع تغيير التركيبة الداخلية للازهر.
* بما يمهد لدولة الخلافة؟- تماما بما يمهد لدولة الخلافة ومع ذلك هم لديهم منظمة المؤتمر الاسلامي الذي أنشأها عبدالناصر بمساعدة الدكتور توفيق الشاوي الذي كان قياديا اخوانيا كبيرا ووقف مع عبدالناصر آنذاك لانه كان على خلاف مع جمال عبدالناصر، والآن الجماعة يفكرون في منظمة المؤتمر الاسلامي لتكون اداة من ادوات اقامة دولة الخلافة.
* اتحدث عن اخوان الكويت الذين قالوا ويؤكدون مرارا وتكرارا انهم انفصلوا تنظيميا لا فكريا عن التنظيم العالمي للجماعة اثر موقفه من غزو العراق لبلدهم فما شهادتك بشأن ذلك وقد كنت آنذاك «عام 90» عضو اصيلا في الاخوان المسلمين بينما يصر الليبراليون على انهم منهم وفيهم فكرا وتنظيما؟- في دولة الكويت تنظيمان للاخوان المسلمين الاول هو تنظيم مصريين مقيمين في الكويت وهو تنظيم قوي وقائم وكبير للاخوان وله افراده وله مسؤولون عنه ويمارس نشاطه بعيدا عن الشخصيات الكويتية وهذا التنظيم تابع للتنظيم في مصر، اما التنظيم الآخر فهو للاخوان في دولة الكويت فيضم كويتيين وهؤلاء اختلفوا مع الاخوان اثناء الغزو العراقي لبلدهم واعلن انفصاله.
* أعلن انفصاله لكن هل الانفصال كان حقيقيا؟- نعم انفصال حقيقي.
* وحالياً؟- حاليا هناك وشائج قربى وعلاقات طيبة فاخوان الكويت الكويتيون معجبون بالنموذج المصري وبكيفية الوصول الى الحكم ويمكن القول ان العلاقة بين الطرفين جيدة لكنها ليست علاقة تبعية وفقط اخوان الكويت على نفس فكر الجماعة في مصر.
* اذن هم صادقون عندما يقولون انهم انفصلوا تنظيميا عن التنظيم العالمي للاخوان وان بقوا يحملون نفس فكر الجماعة؟- نعم هذه هي الحقيقة.
* هذا يجرنا الى مسألة القبض على خلية مصرية اخوانية في دولة الامارات العربية المتحدة.. كيف تابعت الامر الذي انتهى برفض اماراتي لاية وساطة مصرية في هذا الشأن؟- لا اعرف حقيقة الاتهامات التي تم توجيهها الى هؤلاء الذين تم القبض عليهم في الامارات فهل هي اتهامات صحيحة ام لا فالموضوع لايزال قيد التحقيق القضائي هناك لكن ما لفت نظري في احدى الصحف الاماراتية ان هناك شخصية كبيرة قابلت عصام الحداد وقال له: انا متعجب من كونك تتحدث عن احد عشر مصريا محجوزين في قضية جنائية معروضة الآن على القضاء في حين ان هناك 356 مصريا محبوسين في قضايا جنائية اخرى فلماذا لم تتحدث مصر عنهم؟ وبالطبع انا اتفهم دوافع دولة الامارات في هذا الامر.
* بمعنى؟
- اتفهم ذلك لان فكرة تصدير الثورة قائمة في اذهان الاخوان فهم يريدون تصدير الثورات الى المنطقة كلها لكي تصبح تابعة لجماعتهم.
- لكن الرئيس مرسي اكد ان مصر لا تعمل على تصدير ثورتها وان امن بلدان الخليج مهم لبلاده؟
- دعك من الاقوال وانظر الى الافعال فالاخوان يقولون مالا يفعلون.
* هل ترى ان دائرة ضرورات جماعة الاخوان سوف تتسع رويدا رويدا تحت «لا حرام مع ضرورة»؟- هي الآن آخذة في الاتساع لدرجة انها اصبحت الاصل وقاعدة «الضرورات تبيح المحظورات» اصلا فقه استثنائي وايضا «لا حرام مع ضرورة» استثنائية لكن التوسع وجعلها هي الاصل فان هذا هو الحرام بعينه وجماعة الاخوان في كل تصرفاتها مع الاسف تسير وفق هذا المبدأ الذي بات يتسع لديهم شيئا فشيئاً.
* وهل هناك صحيح فتوى صريحة من داعية اخواني تقول: «نقبل الديموقراطية التي توصلنا الى الحكم من خلال الانتخابات لكن عند اي انتخابات الشرع يعطينا الحق في تزويرها وفق قاعدة «الضرورات تبيح المحظورات»؟- طبعاً.
* من هو؟
- هذا الكلام موجود على «اليوتيوب» لاحد دعاة الجماعة اسمه مجدي على ما اعتقد لا يحضرني اسمه بالكامل وقال هذا الكلام بعد نجاح الاخوان في انتخابات مجلس الشعب الاخيرة.
* كيف تستشرف انتخابات مجلس النواب المقبلة اخذا في الاعتبار انضمام حزب «مصر القوية» برئاسة د. عبدالمنعم ابو الفتوح وحزب مصر برئاسة الداعية عمرو خالد الى جبهة الانقاذ الوطني؟- الاخوان يسعون الى تحقيق اغلبية تقدر بأكثر من ثلثي الاعضاء سواء اعتمادا على انفسهم او من خلال التحالف مع احزاب اخرى مرتبطة بهم او عبر تقديم بعض الشخصيات المستقلة لكن تكون مرتبطة من زاوية الولاء والمصلحة بالجماعة مثل كبار عمداء العائلات في صعيد مصر ورؤساء القبائل الذين كانوا يصلون من قبل الى مجلس الشعب عن طريق الحزب الوطني المنحل وقد مر الاخوان وداروا على صعيد مصر خلال فترة ما قبل الاستفتاء على الدستور واتفقوا مع كبار العائلات ورؤساء القبائل على التصويت بنعم للدستور في مقابل ترشيح ممثلين عنهم في انتخابات مجلس النواب يكونون تابعين لنا وهكذا يسعى الاخوان ويخططون.
* وتوقعاتك الشخصية؟- من الان اقول بأن جماعة «الاخوان المسلمين» سوف ترتكب جرائم تزوير فاضحة مشابهة لعملية تزوير انتخابات مجلس الشعب التي تمت في عام 2010 والتي كانت تمهيدا لنهاية عهد مبارك.
* يعني سيكتبون شهادة وفاتهم السياسية بأيديهم في الانتخابات المقبلة؟- نعم وهذا من بين الاسباب التي بنيت عليها وجهة نظري المتمثلة في ان عام 2013 سوف يشهد نهاية الاخوان.
* الآن وقد وصل بنا قارب الحوار الى الشاطئ ما الذي تود اضافته بعيدا عن قيد سؤالي؟- اود ان اقول بأن الكلام الذي قلته والذي اقوله دائما هو بلاغ ودعوة للامة انا مكلف بها وفقا للحديث الشريف «الدين النصيحة.. قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» وها انذا انصح ائمة الامة وافرادها ولا يعنيني في قليل او كثير الآن جماعة «الاخوان المسلمون» لانني اعرف انها ضلت الطريق وعليه فان النصيحة لا تنفعها لكني انصح الامة واقول: احذروا من جماعة «الاخوان المسلمين» لانها من اخطر الجماعات التي مرت على تاريخ الامة الاسلامية عبر تاريخها.

=================

خطأ غير مقصود:
إيران لا أمريكا
ورد خطأ غير مقصود في الجزء الاول من الحوار الذي نشرناه أمس وذلك في احد العناوين الذي تم ايضا ابرازه على الصفحة الاولى وهو: «الجهاز الامني الذي يسعى الاخوان لانشائه بالتعاون مع أمريكا في منتهى الخطورة على بلدان الخليج وحتى على مصر»، والصحيح: «الجهاز الأمني الذي يسعى الاخوان لانشائه بالتعاون مع إيران في منتهى الخطورة على بلدان الخليج وحتى على مصر»، لذا وجب التنويه والاعتذار لضيف الحوار.. وللقارئ ايضا.

=================

علاقاته وثيقة بأمريكيين نافذين وابنه عمل في مؤسسة كارتر

طبيب التحاليل العائد لمصر بعد الثورة أصبح مسؤولا عن ملف العلاقات الخارجية!

* هل يعقل أستاذ ثروت أن تصف عصام الحداد «الإخواني» مساعد رئيس الجمهورية لشؤون العلاقات الخارجية بأنه المندوب السامي الأمريكاني في مصر.. أإلى هذا الحد؟- عصام الحداد لم يكن مقيماً في مصر طوال السنوات السابقة وهو طبيب تحاليل ولكنه مع اخوانه ومنهم مدحت انشأوا مشروعاً كبيراً في مصر أسموه «الانتربلد» وهذا المشروع أتاح الفرصة لهم للاقتراب من مؤسسة الرئاسة ومن علاء وجمال مبارك ودائما كانت سوزان مبارك تزور معارض «الانتربلد» لمواد البناء وشركات المقاولات في أرض المعارض، وكان لعصام علاقة قوية جدا بالغرب عموما وبالأمريكيين خصوصا وكان مسؤولا عن لجنة الإغاثة الإنسانية بجماعة الإخوان وابنه جهاد كان يعمل في مؤسسة كارتر وله علاقة قوية بشخصيات أمريكية، وبعد ثورة يناير جاء عصام الحداد إلى مصر وكان أول ملف يسنده إليه حزب الحرية والعدالة هو ملف العلاقات الخارجية رغم أنه طبيب تحاليل لا علاقة له بالدبلوماسية أو الشؤون الخارجية ولكنه فقط لأن له علاقات وثيقة بالكثير من الشخصيات الأمريكية النافذة.

=================
هذا سبب ستر الله لمبارك «أعوام» وفضحه للإخوان في أيام
- «ستر الله مبارك لأعوام وفضح الإخوان في أيام».. هذا كلامك وليس من عندياتي.. ما السبب من وجهة نظرك في اختصار»؟
- لأن من يتاجر باسم الله تعالى لتحقيق أغراضه الدنيوية يجب أن يفضحه الله عز وجل في الدنيا على رؤوس الأشهاد.

=================

مشروع النهضة جريمة نصب
وصف الخرباوي مشروع النهضة الذي خاض به الرئيس د.محمد مرسي الانتخابات الرئاسية بأنه مشروع كاذب وجريمة نصب ارتكبت خلال انتخابات رئاسة الجمهورية وقال: لا أعرف لماذا تنسى الشعوب سريعاً ولماذا تتسامح سريعاً فاكتشاف كذب مشروع النهضة يعني أنه جريمة كانت يجب أن تقوض شرعية الرئيس كونه من كذب على شعبه وقال بأن لديه مشروع نهضة ثم تبين بعد ذلك أنه لا يوجد مشروع ولا يحزنون

=================
كن رجلاً مرة واحدة يا العريان.. وافتح صندوقك الأسود يا محمد حبيب
محمد بديع ناكر للجميل.. والشاطر عليه أن يعود إلى شيوعيته فقد كان نكبة على الإسلام
طلبت من مؤلف «سر المعبد» أن يبرق بخمس رسائل إلى شخصيات يختارها بنفسه دون تدخل منا بتحديد الأسماء فجاءت اختياراته وكلماته على النحو التالي:٭٭٭
* أقول لعصام العريان: كن رجلاً مرة واحدة.
٭٭٭
* أقول لعبد المنعم أبو الفتوح: لا تترك طبيعتك وكن فارساً كما كنت دائماً.
٭٭٭
* أقول لمحمد حبيب: تحدث بما تعرفه لمصلحة وطنك فأنت خزينة أسرار وصندوق أسود للإخوان.
٭٭٭
* أقول لخيرت الشاطر: عد إلى تنظيمك التروديسكي الشيوعي فقد كنت نكبة على الحركة الإسلامية.
٭٭٭
* أقول لمحمد بديع: لم أكن أتوقع أن تكون ناكراً للجميل ولكن هكذا هم القطبيون.

=================
جعلته يتراجع عن الاطاحة به
رسالة شديدة اللهجة لمرسي: السيسي يستمر وزيراً للدفاع
جمال الدين قال إنه سيواجه استحداث «حرس ثوري مصري» فأخرجوه من الحكومة

عن سر الابقاء على الفريق اول عبدالفتاح السيسي وزيرا للدفاع وعدم استبعاده في التعديل الحكومي الاخير قال الخرباوي: ما أعرفه يقينا ان الرئيس مرسي كان يريد الاطاحة بالسيسي وتعيين شخصية من التابعين للاخوان لكن وصلته رسالة شديدة اللهجة مفادها ان المؤسسة العسكرية لا يستطيع احد الاقتراب منها.
* ممن هذه الرسالة؟- انا في حِلٍّ من ذكر مصدر الرسالة.
* من الداخل ام من الخارج؟- هي شبه رسالة جماعية قالت له: ارفع يدك عن الجيش فالفريق أول السيسي هو وزير الدفاع المستمر.
* الامر اختلف عند التعامل مع اللواء احمد جمال الدين الذي بدا اخراجه تصفية للحسابات معه لرفضه زيارة المبعوث الامني الايراني الذي زار مصر اخيرا ولتحويله حارس خيرت الشاطر الى المساءلة القانونية ولصدامه مع الشيخ حازم ابو اسماعيل وغير ذلك؟
- خصوصا موضوع زيارة المبعوث الايراني كونها تستهدف انشاء جهاز امني خاص بالجماعة فقد طلب وزير الداخلية السابق ضرورة موافاته بايضاحات حول هذا الموضوع وعن اسباب زيارة شخصية مخابراتية ايرانية كبيرة ومقابلته لمساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية عصام الحداد.
* هل يسعى الاخوان حقا الى انشاء جهاز امني على غرار الحرس الثوري الايراني؟- نعم صحيح ولهذا يتعاونون مع ايران وهذا ما رفضه اللواء جمال الدين وقال انه سيواجهه بكل قوة وهذا ما حدث في الكواليس واؤكد لك انه لم يكن في اذهان الاخوان اقالة الرجل وكان باقيا ولم يكن موضوع ابو اسماعيل او حارس الشاطر او غير ذلك من الامور الحاكمة في اخراجه والاطاحة به على الاطلاق.
=================
أخوهم في الدين من معهم في التنظيم فقط.. «مفيش» إنسانية ولا وطنية

* من خلاصة تجربتك الإخوانية: هل تعتبر جماعة «الإخوان المسلمون» من هم خارج تنظيمهم إخواناً في الله؟- بالطبع لا يعتبرون من هم خارج التنظيم اخوانا وعندهم اخوة في التنظيم وليس اخوانا في الله والاخوان عموما فيما بينهم وبين البعض يستهزئون بالكلام الذي يقال عن الاخوة في الانسانية والاخوة في الوطن.
* والأخ في الدين؟- الأخ في الدين هو الذي داخل التنظيم فقط.
* وهل يعتبرون من هم خارج التنظيم مسلمين؟- الفكر الاخواني تكفيري وهو فكر سيد قطب أي فكر المجتمع الجاهلي فكل من هم خارج الاخوان كجماعة من المجتمع الجاهلي.

مصر مقبلة على ثورتين إحداهما «جياع» والأخرى من الثوار





لم أخترق «سر المعبد» الذي كنت أعتقد أنني فيه أتعبد.. نعم المجالس أمانات لكن في الأمور الخاصة وقد رأيت أن أقول للأمة كلمتي

«الإخوان المسلمون» يمارسون مع الأمريكيين «خبث الفلاحين» وليت علاقتهم بهم تتوقف عند حد علاقة فارس بفرس!

مليشيات الإخوان تدربت في غزة وخان يونس مع «حماس» وفي وادي أرحب باليمن وفي السودان

الحرس الثوري لن يرى النور أبداً فالمصريون لن يبلعوه مهما كان التحايل

نموذج العميد حسنين الذي تحدثت عنه في «سر المعبد» منتشر بالجيش المصري الذي لم يتم اختراق معظمه

أبشروا بانهيار قريب للجماعة في 2013.. فكرةُ الثلج لا تنحدر إلا من مكان مرتفع والمصريون كما النيل في هدوئه.. وأيضا في فيضانه

«التقية» عقيدة راسخة في ضمير الإخوان ويمارسونها مع الأمريكيين فيقولون لهم ما لا يفعلون

مصر مقبلة على ثورتين إحداهما «جياع» والأخرى من الثوار الذين يريدون استكمال أهداف الثورة

الخروج من الجماعة مسألة شديدة الصعوبة فالطير المحبوس في قفصه لا يستطيع أن يحلِّق متى ما فُتحت له الأبواب

من يقرأ السياسة الأمريكية بطريقة «برايل» يعرف أن مقابلة ماكين لبعض قادة المعارضة المصرية رسالة للإخوان مفادها: لدينا البديل إن لم تلتزموا

الجيش حتى الآن على الحياد لكنه سيتدخل إن ساءت الأمور خوفاً من إسالة الدماء

أحترم رغبة الهلباوي وحبيب ونوح وغيرهم في عدم البوح بكل شيء فهناك طموحات سياسية تستدعي مواءمة سياسية

نعم الفرقة «95 إخوان» هي الطرف الثالث الذي قتل الشهداء وأحرق الأقسام وأخرج المساجين من السجون.. واسألوا أسامة ياسين والرويني

أحد قادة «العسكري» قال لي: شفيق هو الفائز بالرئاسة لكننا رضخنا وآثرنا السلامة كي لا تتحول مصر إلى بحيرة من الدم

الجماعة تطبق الآن المفاهيم العسكرية قناعة منها بأن الفكرة بحاجة إلى القوة

الإخوان المسلمون يمارسون أقصى درجات الحرب ضد كل من يخرج منها.. قتلوا البعض ولهم أساليبهم مع آخرين وخصوصاً العبد لله

الجهاز الأمني الذي يسعى الإخوان لإنشائه بالتعاون مع أمريكا في منتهى الخطورة على بلدان الخليج وحتى على مصر

الجماعة كانت كالقمر في عيون الناس لكنها هبطت فأظلمت المكان ورآهم الناس على حقيقتهم


أجرى الحوار فوزي عويس:
ضيف هذا الحوار محام يعمل في المحاماة منذ تخرجه في كلية الحقوق عام 1980 وعضو في نقابة المحامين المصرية العريقة كما أنه ممارس للكتابة الصحافية وقد بدأ حياته السياسة عضوا في حزب الوفد ثم ما لبث أن انضم للإخوان المسلمين وانخرط في صفوف جماعتهم فكان عضوا فاعلا فقياديا بارزا وتولى الدفاع عن أقطاب اخوانية عندما كانوا خلف القضبان ومنهم المرشد العام الحالي الدكتور محمد بديع، لكنه قرر الخروج من قفص الجماعة بعد صراع ثلاث سنوات مع ذاته وبعد خروجه لم يؤثر السلامة كما فعل غيره من المنشقين ورأى أن من واجبه أن يقول كلمته للأمة فقالها في كتابين أولهما «قلب الإخوان» والآخر «سر المعبد» الذي صدر أخيراً ونال شهرة كبيرة نظراً لما حوى من أسرار كثيرة مازال بعض شهودها أحياء يرزقون.
إنه المحامي والكاتب ثروت الخرباوي الذي التقته «الوطن» فور وصوله إلى دولة الكويت ظهر أمس في حديث استدعى فيه حرارة شهر أغسطس وراح يوجه طلقاته النارية من مدفعيته الثقيلة للجماعة التي قال عنها في كتبه «عندما تنظر إلى القمر في ليلة اكتماله فإن نوره يستلب عيوننا ويخطف أفئدتنا إلا أننا لن ندرك تحت وطأة هذا النور أن القمر ما هو إلا جسم معتم شديد الظلام والوحشة كثير الصخور والحفر»، كما قال: «وجدت أن الإخوان يرفعون راية الإسلام ولكنهم في حقيقة الأمر يمارسون سلوكيات الحزب الوطني فرفضت هذه الازدواجية لأن في داخل التنظيم توجد مؤامرات وأحقاد وصراعات ومحاولة لتحقيق مصالح خاصة بعيدة كل البعد عن الإسلام».
في الجزء الأول من الحوار أعطانا الخرباوي شيئاً مما في صندوقه الأسود فبشَّر بنهاية قريبة للجماعة وقال بأنهم الآن في رحلة الصعود إلى الهاوية وأكد أنهم يمارسون «التقية» حتى مع الأمريكيين ويتعاملون معهم بخبث الفلاحين وقال بأن مليشياتهم تدربت في غزة وخان يونس مع حركة «حماس» وفي وادي أرحب باليمن وفي السودان وأنهم يطبقون المفاهيم العسكرية وأفاض بالكثير والكثير فإلى الوجبة الأولى من حصاد الحوار مع مؤلف «سر المعبد».
< في البداية قلت له: «المجالس أمانات» وثمة من يقولون بأنك خرجت على هذه القاعدة تحت تأثير شهوة الشهرة والمال ويتساءلون: كيف لثروت الخرباوي ألا يحفظ سر المعبد الذي كان فيه يتعبد؟
- نعم «المجالس أمانات» في الأمور والحياة الخاصة وهذا لم أخترقه لكن المجالس لا ينبغي أن تكون أمانات إذا كان الأمر يتعلق بمصلحة الأمة، و«الإخوان المسلمون» جماعة تقدم نفسها للأمة لكي تحكمها وتهتم بالشأن العام وتعلن للناس أنها تهتم بالحرية والديموقراطية وتعدد الآراء وأن لديها الحل، ولأنني وسطي في إسلامي وأرى الجماعة تقول للأمة ذلك فقد كان واجباً عليَّ أن أقول للأمة كلمتي.

عيون وآذان

< لكنك يا سيدي مازلت تحكي عن أحداث وأسرار تلت خروجك فمن أين لك بتلك المعلومات التي تطلقها استناداً إلى يقين؟ وهل لك من عيون وآذان داخل الجماعة؟
- في داخل «الاخوان» هناك بعض الأفراد ليسوا متفقين فكرياً مع الجماعة..
< لماذا لم يخرجوا إذن من الجماعة كما خرجت أنت؟
- هم لا يريدون الخروج.
< ولماذا لا يريدون الخروج؟
- لأن مسألة الخروج صعبة جداً ولا يستطيع أن يمارسها كل الاعضاء.
< ما هي المشكلة في الخروج؟
- المشكلة هي أن الإنسان الذي بقى طوال عمره في القفص مثل الطير لا يستطيع أن يحلق عالياً إذا ما فتحت له أبواب القفص وقد صورت ذلك في كتابي «قلب الإخوان».
< لكنك يا سيدي خرجت من القفص وحلقت؟
- شخصياً قضيت ثلاث سنوات في صراع نفسي حول «أخرج أو لا أخرج» إلى أن انتهيت إلى الخروج الذي لا يستطيعه كل إنسان.

بسبب الطموحات

< خرج من قبلك كثر وكذلك من بعدك ولا سيما كمال الهلباوي ومحمد حبيب ومختار نوح وعبدالستار المليجي والسؤال: لماذا لم يفعلوا مثل ما فعلت ولم يتجرؤوا على «الإخوان» كما تجرأت؟
- أولا: الذين خرجوا ليسوا كثر فعندما يخرج عشرة من جماعة قوامها نصف مليون فإن نسبتهم لا شيء، ثانيا: أحترم رغبة بعض الذين خرجوا في عدم البوح بكل شيء كما فعل الدكتور الهلباوي أو محمد حبيب أو مختار نوح أو غيرهم، ذلك لأن هناك طموحات سياسية لدى البعض ولهذا قد تستدعي المواءمة ألا يصرح بكل شيء.
> وألا يحسب للجماعة التي تتهمونها بأن العنف شعارها وأن التصفية الجسدية نهجها أنها لم تطاردكم كمنشقين عنها مهاجمين لها متحاملين عليها؟
- جماعة الإخوان تمارس أقصى درجات الحرب ضد من خرج منها خصوصاً بالنسبة لي شخصياً.
< تقصد أن القتل وارد في الحرب؟
- كل الخيارات متاحة عندهم وقد فعلوا ذلك من قبل.
< معك.. ها أنت حي ترزق؟
- لا فالقتل مارسوه مع آخرين مثل سيد فايز الذي كتبت قصته في كتابي فكل الخيارات متاحة عندهم وهناك حروب شديدة يمارسونها ضد المنشقين عنهم كالمحاربة في الرزق مثلاً وكالمقاطعة الاجتماعية وكالهجوم عن طريق الكتائب الالكترونية وكالتصفية المعنوية من خلال الاتهامات الكثيرة التي لا أساس لها من الصحة فهم يشنون حروباً بشعة على من يخرج منهم.

الصعود إلى الهاوية

< في 2005 قلت: «إن لم يعالج الإخوان أخطاءهم فإن مقرهم سوف يتحول إلى متحف وسيتجاوزها التاريخ وستزداد تماثيل الشمع في لندن تمثالاً لآخر مرشد لهم». والسؤال: الآن وبعد مرور أكثر من سبع سنوات على هذا الكلام ها هم الإخوان وقد وصلوا وصعدوا إلى الحكم فهل لك أن تعترف بأنهم إما قد عالجوا فعلا أخطاءهم وإما أنك قد أخطأت بهذا الكلام وذلك بدلاً من التخويف منهم والهجوم عليهم والتنكيل بهم؟
- ما زلت مصراً على هذا الذي قلته فالإخوان صعدوا ولكن إلى الهاوية، وهو الصعود الذي يسبق الانحدار فدائما عندما تنحدر كرة الثلج فإنها لا تنحدر إلا من مكان مرتفع وها هم وقد وصلوا القمة الآن وفي طريقهم إلى الانهيار، وقد كان ينبغي أن يصلوا إلى الحكم لكي يعرفهم الناس على حقيقتهم وقد عرفوهم فعلا وبدأت شعبيتهم تنهار.

نهاية الجماعة

< هل لا زلت عند توقعك بأن الإخوان سيغيبون عن المشهد وأن الجماعة سوف تستيقظ ذات يوم في النصف الأول من العام الجاري 2013 لتجد نفسها وحيدة لا داعم لها حتى من التشكيلات السلفية إذ سوف يطاح بها من خلال طوفان؟ وعلى أي أساس تبشر بهذا؟ أم أن هذه أحلام يقظة أو أضغاث أحلام؟
- ما زلت عند هذا الكلام الذي قلت فعلاً وما أراه ليس أحلام يقظة أو أضغاث أحلام بل قراءة للواقع فمن خلال المقدمات الموجودة يمكننا الوصول إلى نتائج، فالجماعة كان لها قيمتها من قبل في عيون الناس كما القمر في عيون الناس الذين لم يهبطوا على أرضه ولكن الآن الناس هبطوا على أرض الإخوان فرأوا المكان معتما شديد الظلام ومليئاً بالحفر والمطبات فشعبية الإخوان انهارت لعدم قدرتهم على إدارة البلاد وهذه نكبة على رؤوسهم لا على الوطن فقط، فالفقر على صعيد الأداء السياسي سيلقي بهم في الهاوية ولسوف يثور الناس عليهم في العام الجاري 2013 لأن مصر تمر بأزمة طاحنة غير مسبوقة على الإطلاق والإخوان لا قدرة لهم أبداً على رفع المعاناة والبحث عن حلول.
< كيف تقول بذلك رغم أنك سبق وتوقعت أن يحكم د.مرسي مصر لفترة أخرى؟
- لم أقل هذا بل قلت بأن مرسي يريد ان يبقى مدة اخرى فيما يريد خيرت الشاطر ان يكون مرشح الرئاسة الاخواني القادم وقد جاء كلامي هذا في سياق حديثي عن الخلاف بين مرسي والشاطر.

الميليشيات هي المشكلة

< ألا ترى ان مرحلة التمكين الاخواني تتم رغم كل ما يعوق مسيرتها وانه حال تمام التمكين فلن يكون ممكنا ازاحة الجماعة عن عرش مصر ولو بعد قرنين من الزمان؟
- هذا امر لا يمكن ان يحدث فطبيعة الشخصية المصرية مستمدة من نهر النيل الذي يجرى هادئاً لكن عند الفيضان يطيح بالكل، ففيضان النيل الشعبي المصري قادم لا محالة وكما فاض واطاح بمبارك سوف يفيض ويطيح بالاخوان الذين هم في طريقهم الى زوال مهما كانوا ولكن المشكلة ان لدى الجماعة مليشيات وجنود ولهذا سيكون هناك ما يشبه الحرب الاهلية.
< تتوقعها حربا اهلية والكثيرون يتوقعونها ثورة جياع تلوح في الافق بوادرها وارهاصاتها؟
- نعم ثورة الجياع ارهاصاغها موجودة وستنطلق مع الثورة الحقيقية التي تريد استكمال اهدف ثورة 25 يناير وما سيحدث سيكون خليطا بين الثورتين.

غايتهم تبرر الوسيلة

< قلت «إن الدكتور مرسي يعمل لصالح الاجندة الامريكية لا الاخوانية».. أليس كذلك؟
- نعم كذلك.
< اذن جاز لي ان أسألك: وهل من ثمة تعارض بين الاجندتين خصوصا وانت من سبق بالقول إن الجماعة حكمت مصر بناء على صفقة بينها وبين الولايات المتحدة؟
- الدكتور محمد مرسي يحقق الاجندة الامريكية وقد لا يكون ذلك ايمانا منه بهذه الاجندة لكن ربما كان الغاية عنده تبرر الوسيلة لاجل الوصول للحكم وبالتالي فان الاجندة الاخوانية تقوم على وصول الجماعة الى الحكم.
< هنا يفرض السؤال نفسه: وماذا بعد الوصول الى الحكم؟
- بعد الوصول يتم تنفيذ سياسة «الخطوة خطوة» فالاخوان قادرون على المداراة ويعملون وفق «التقية» وهذا من ضمن عقيدتهم الراسخة في ضميرهم.

الخطوة خطوة

< تقصد ان في عقيدتهم الراسخة جواز ان «يقولون ما لا يفعلون»؟
- نعم ان «يقولون ما لا يفعلون» فهم يتبعون سياسة «الخطوة خطوة» في سبيل تنفيذ مخططهم وانظر الى المقابلة التي تسربت اخبارها في ما بين قيادات اخوانية كبيرة وبين رئيس المخابرات الايرانية فالاخبار التي تسربت قالت انهم سوف يستعينون بايران سرا لانشاء جهاز امني يتبع الرئاسة يكون بديلا للمخابرات العامة وللامن الوطني حيث ان الجماعة لا تثق في الجهازين ولهذا يريدون جهازا بديلا وفي سبيل هذا سوف يتعاونون مع ايران وهذا الامر يقع في اطار المحظورات الامريكية لكنهم يسعون الى تحقيق ما يريدون سرا.

لعيون الأستاذية

< هل ترى ثمة خطورة لمثل هذا الجهاز على بلدان الخليج؟
- سيكون في منتهى الخطورة عليها لان الاخوان جماعة لا وطن لها فهي لا تؤمن بالوطنية ولا بالقومية العربية بل تؤمن بأنها وبحد ذاتها امة وعليه فان ايمانها بنفسها اعلى من ايمانها بالوطن العربي ولا مانع لديها من ان تخترق الوطن العربي كله او ان تساعد على اختراقه لاجل تحقيق حلمها بالوصول الى «استاذية العالم» وعليه وبالطبع هناك خطورة شديدة ليس على منطقة الخليج فحسب بل على مصر نفسها.
< ما اسقاط مثل هذا التعاون الاستخباراتي المصري الايراني على امريكا التي لا يمكن ان ترضى عنه؟
- بالطبع مثل هذا التعاون لا يرضي امريكا وعندما نقرأ السياسة الامريكية بطريقة «برايل» سنجد ان جون ماكين قرر ان يلتقي ببعض قادة المعارضة المصريين وهم في طريقهم الى واشنطن ومنهم المعارض الوفدي الكبير منير فخري عبدالنور وكأن امريكا تقول للاخوان بأن هناك بدائل كثيرة فالتزموا بما اتفقتم عليه.

خبث الفلاحين

< هل الاخوان قادرون على جعل العلاقات المصرية الامريكية وفق قاعدة «فارس بفارس» بعد ان ظلت ردحا من الزمن علاقات «فارس بفرس»؟
- في الحقيقة فان العلاقات الامريكية المصرية في ظل الاخوان ستكون ادنى من علاقة «فارس بفرس» الذي اراه تعبيرا راقيا لان هناك للاسف علاقات ادنى يمارسها الاخوان الآن مع امريكا من اجل الحكم فالضرورات لديهم تبيح المحظورات وعليه فهم يقبلون الانحناء الى ادنى درجة امام الامريكيين في سبيل تحقيق مصالحهم ثم يمارسون محاولة خديعة الفارس الامريكي من خلف ظهره.
< أتراهم سيكونون أخبث من الامريكيين واليهود في عالم السياسة؟
- خبثهم مكشوف وعندنا في مصر تعبير «خبث الفلاحين» والمعنى ان الفلاح عندما يحاول ممارسة الخبث يكون ساذجا فنظن انه خدع الجميع بينما هو لم يخدع احدا وعليه فخبث الاخوان مع الامريكيين سيكون خبثا غبيا يكشفهم.

الباب الملكي

< ثمة من يقولون إن الامريكيين ساعدوا «الاخوان» في الوصول الى الحكم لكي يتسببوا في حرقهم امام شعوبهم فهل تتفق مع هؤلاء؟
- هذا تحليل من ضمن التحاليل التي تم طرحها في الفترة الاخيرة في اطار الاجابة على سؤال: لماذا ساعد الامريكيون الاخوان؟.. لكن مما لا شك فيه ان الامريكيين يبحثون عن مصالحهم ومصلحة الولاية الاسرائيلية الموجودة في الشرق الاوسط وهي تابعة مباشرة لهم، كما انهم يبحثون عن استمرار شراء الاسلحة من قبل مصر بشكل دائم ويبحثون عن استمرار بقاء سيناء منزوعة السلاح كي لا تشكل اي تهديد ضد الاسرائيليين ويبحثون عن استمرار العبور في قناة السويس متاحا للجميع حتى ولو كان للبوارج وحاملات الاسلحة وهذه بعض المصالح التي يبحث عنها الامريكيون في مصر فإن تحققت من مبارك فأهلا وسهلا والا فمن غيره ولا يهم ان يكون غيره هم الاخوان ماداموا الباب الملكي لعبور الامريكيين.
< هل ترى ان الجيش هو من سلم مصر للاخوان مادمت قد قلت إن المجلس العسكري هو من استدعى الجماعة للمشاركة في الثورة؟
- هذا الكلام صحيح فقد تحدثت منذ شهر تقريبا مع احد القادة الكبار في الجيش وهو عضو في المجلس الاعلى للقوات المسلحة فقال لي بشكل محدد: مرسي لم يكن المرشح الفائز برئاسة الجمهورية لكن من فاز بفارق ضئيل جدا هو احمد شفيق لكن الاخوان هددوا بتحويل مصر الي بحيرة دم اذا تم اعلان نجاح شفيق فاضطروا في اللحظات الاخيرة وبعد مشاورات مع امريكا الى اعلان فوز محمد مرسي وفق وجهة نظر المجلس الاعلى للقوات المسلحة، وبالطبع كان واضحا ان هناك الآلاف من الاخوان قد ذهبوا الى ميدان التحرير حاملين اكفانهم للدلالة على انهم مستعدون للشهادة في سبيل اعلان فوز مرسي ولذلك اثر المجلس العسكري السلامة واعلن عن طريق اللجنة القضائية فوزه.

نموذج العميد

< هل يمكن ان يؤكد هذا ما قاله المرشد الراحل مصطفى مشهور لابي العلا ماضي ان الاخون سيصلون الى الحكم عن طريق نشاطهم داخل الجيش؟
- الجيش ربما تعرض لممارسة ضغوط عليه من داخله فبعض قادة الاسلحة والالوية والكتائب ينتمون الى جماعة الاخوان المسلمين وفق نشاط قسم «الوحدات» وهذا ما أكده فعلا مصطفى مشهور لـ«ابو العلا ماضي» حيث قال له ان للاخوان داخل الجيش تنظيما قويا سوف يساعدنا في الوصول الى الحكم.
< اذن نموذج العميد حسانين الذي تحدثت عنه في كتابك «سر المعبد» منتشر في المؤسسة العسكرية؟
- نعم منتشر.

حياد الجيش

< هل تتوقع ان صداما بين المؤسستين العسكرية والرئاسية خلال الفترة المقبلة ام ان دواعي الصدام زالت بازاحة كبار الجنرالات وعلى رأسهم طنطاوي وعنان؟
- رغم تغلغل الاخوان في الجيش الا انه في معظمه مازال لم يتم اختراقه بالكامل وما يزال يقف على الحياد فقرارات قياداته العليا الحالية وافكارها محايدة حتى الآن لكن ما اعرفه يقينا انهم لن يتدخلوا الا اذا كانت هناك ازمة ضخمة جدا يترتب عليها اسالة دماء، وقد حدث ان تدخلوا ظاهريا خلال احداث «الاتحادية» لكنهم وقفوا على الحياد واستهدفوا منع الاشتباك لكن اذا ما زادت الامور تعقيدا سيكون تدخلهم مختلفا تماما.

الفرقة 95

< ما مبعث الثقة التي تنطلق منها في تأكيدك على ان الاخوان هم الطرف الثالث المجهول الذي ارتكب العديد من الجرائم بعد 25 يناير بينما لجنة تقصي الحقائق لم تقطع بالدليل في ذلك وفق ما ورد في بيانها؟
- لم اقل هكذا يقينا لكن اسامة ياسين وزير الشباب الحالي هو من تحدث عن الفرقة 95 اخوان وذلك خلال حوار مع احمد منصور في «الجزيرة» فضلا عن ما قاله وزير الداخلية الاسبق منصور العيسوي بعد ان خرج من الوزارة من ان الاخوان هم الذين هدموا اسوار السجون وحرقوا اقسام الشرطة وذلك خلال لقاء خاص له مع الصحافي ابراهيم عيسى الذي استأذنه في اعلان هذه المعلومة فأذن له وبعد نشره لم يكذبه العيسوي فهذا الكلام وما قاله ياسين بان الفرقة 95 كانت تعتلي اسطح العمارات في ميدان التحرير وان كان قد برر الامر انه لحماية الثوار لكن هذا اغرب تبرير لان الذي يريد ان يحمي الثوار لا يقف على اسطح العمارات ومن يفعل فانما يريد اصطياد الثوار، كذلك ما يدعم هذا وذاك ما قاله اللواء حسن الرويني العضو السابق في المجلس الاعلى للقوات المسلحة في شهادته امام المحكمة بشأن موقعة الجمل انه حذر محمد البلتاجي القيادي الاخواني من استمرار بقاء الاخوان فوق اسطح المنازل وامره بانزالهم وكل هذا دفعني الى ان اقول ما قلت من باب الاستنتاج لا اليقين.

حرس ثوري مصري

< هل مليشيات الجماعة الحالية تصلح ان تكون حرس ثوري اخواني؟
- تصلح لانها تلقت تدريبات في اماكن مختلفة مثل غزة وخان يونس مع حركة «حماس» وتصلح لان هناك تدريبات كبيرة تمت لشباب الاخوان في وادي «ارحب» باليمن فضلا عن تدريبات تمت في السودان فهم مدربون وجاهزون بدنيا.

لن يرى النور

< مصر كأرض وكشعب قابلة لتكرار تجربة ايرانية كهذه او غيرها مثل تجربة حزب الله في لبنان؟
- على الاطلاق فالمصريون يخافون من مثل هذه الامور ويرفضونها كليا لكنهم سيضفون عليها الحكومية بمعنى ان الحرس الثوري المصري الجديد او جهاز الامن الذي سيتبع الرئاسة يبدو وكأنه جهاز مصري حكومي وسيكون باسم مختلف عن اسمه في ايران بالطبع لكي يبلعه المصريون ورغم هذا سيرفضونه وعليه ارى ان مشروعا كهذا لن يكتمل على الاطلاق ولن يرى النور ابدا ولن يهنأ به الاخوان.
< هل بدأت الجماعة برأيك اذن مرحلة تطبيق المفاهيم العسكرية التي تم اقرارها من قبل مرشدها الاول حسن البنا الذي انشا «النظام الخاص» واعمله من جاءوا بعده من خلال القسم الجهادي؟

فكرة وقوة

- المفاهيم العسكرية فعلا موجودة منذ عهد حسن البنا الذي كان يؤمن بعمق كما الجماعة الان بأنهم اصحاب فكرة وان الفكرة دوما بحاجة الى قوة لتطبيقها ولهذا انشأ البنا النظام الخاص والمفاهيم العسكرية الميدانية يتم الآن تطبيقها وظهرت جلية عندما اصطف شباب الاخوان كسلسلة بشرية يحيطون بمجلس الشعب ابان فترة حكم المجلس الاعلى للقوات المسلحة لحماية مبناه من احدى التظاهرات الكبرى التي توجهت اليه، ثم ظهرت بوضوح في فض اعتصام القصر الرئاسي «الاتحادية» التي تمت خلال عملية استخدام القوة بشكل عسكري منظم.


=========


حريق المجمع العلمي كان استهدافاً لتدمير الوثائق التي تثبت بيع اليهود لممتلكاتهم في مصر

عصام العريان تم استدعاؤه إلى واشنطن فسافر إليها من قطر ثم عاد ليطلق فوراً تصريحه بشأن اليهود

قال في 2007 بأن الإخوان سيحافظون على «كامب ديفيد» حال وصولهم للحكم فقالت الجماعة: «من وجهة نظره» وها هم تمسكوا بها.. انظروا ماذا ترون؟

< شخصية ضعيفة ولم يكن يوماً رجلاً قوياً في الجماعة.. إنهم يستخدمونه في إطلاق بالونات الاختبار



< «يتحرك كما البهلوان على حبل السياسة من أجل طموحاته الشخصية».. أتحدث عن رجل الإخوان القوي د.عصام العريان الذي جاء وصفك له على هذا النحو، والسؤال: ترى لماذا تحول هذا الرجل من سرية الحمائم قبل الثورة إلى كتيبة الصقور بعدها؟
- عصام العريان ليس رجلاً قوياً داخل الجماعة على الإطلاق وسبب تحوله هذا إنما ضعفه فطوال عمره كان محسوباً على فريق المرشد الراحل عمر التلمساني وقد تم تقليم أظافر كل تلاميذه وطرد معظمهم من الجماعة، وعصام يريد الاحتفاظ بموقع متميز وعنده طموحات خاصة يريد تحقيقها داخل الجماعة وهو يعمل على تحقيق ما يريد ولو اصطدم طريق طموحاته بقناعاته.
< هل يمكن أن تكون تصريحاته بشأن «اليهود» معبرة عن رأيه الشخصي أم أنها خطة إخوانية ربما بدأ تنفيذها مبكراً بدليل أن الدستور ورد في إحدى مواده جواز احتكام المسيحيين واليهود إلى شرائعهم وما أقصده هنا تعمد ذكر اليهود رغم أن عددهم أقل من المائة فهل من ثمة ربط بين هذه المادة وتصريح د.العريان؟
- هناك ربط في أشياء كثيرة وللقراء الاعزاء الاستنتاج فمثلا لقاءات الإخوان مع الأمريكان بدأت مع وليم بيريز المعروفة علاقته بالصهيونية العالمية ودعمه الكبير لإسرائيل، وكذلك جون ماكين وجون كيري اللذين جاءا إلى مصر وجلسا مع قيادات إخوانية وكان هناك حرص من الجماعة أن تكون مثل هذه اللقاءات شديدة السرية، ثم لننظر إلى أحداث محمد محمود والحريق الذي شب في المجمع العلمي فقد عرفنا مؤخراً أن من بين ما تم حرقه غرفة كانت تحوي الوثائق التي تدل على بيع اليهود لممتلكاتهم في مصر وهذه الوثائق كانت موجودة في مكاتب الشهر العقاري المختلفة ولكونها وثائق ذات أهمية تاريخية فتم نقلها إلى المجمع العلمي، وعندما تعرض المجمع للحريق لم يكن بالطبع المقصود كتاب «وصف مصر» بنسخته الأصلية لكن يبدو أن المقصود كان الوثائق التي تثبت بيع اليهود لممتلكاتهم في مصر وقد تم حرقها بالكامل فعلا.
مما أسوقه أيضا تاركا الاستنتاج للقراء قرار وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بمنع بيع أراضي سيناء وما وقع في أذهان الناس عندها أن المقصود بالقرار هذا الفلسطينيين من غزة وخان يونس وكذلك تحدث القرار عن أفراد من أصول مصرية أو يحملون جنسيتين مصرية وأجنبية إلا أن الواقع يشير إلى أن وضع قرار السيسي بجوار الأشياء الأخرى فإن لنا أن نعرف أن القرار كان مقصوداً ما حدث بعد ذلك خصوصاً وأن عصام العريان تم استدعاؤه وكان تقريباً في قطر ليسافر إلى واشنطن وهناك التقى بشخصيات نافذة في الحكومة الأمريكية ولم نعرف ما دار في هذا اللقاء ثم عاد لتكون أول طلة له بتصريحه بشأن اليهود.
< إذن لم تكن زلة لسان أو موقف شخصي؟
- بل بالونة اختبار وقد سبق للعريان أن فعلها عام 2007 عندما قال في حوار مع جريدة «الحياة» اللندنية بأن الإخوان حال وصولهم للحكم فسوف يحافظون على اتفاقية كامب ديفيد الأمر الذي أثار الرأي العام المصري وتسبب في غضب الناس مما حدا بالإخوان كجماعة أن يقولوا بأن العريان يعبر عن وجهة نظره وعندما وصلوا للحكم قالوا بما قاله العريان عام 2007، فالسوابق تدل على أن عصام يتم استخدامه كبالونة اختبار ويتم توجيهه ليفعل ما تريد الجماعة بالأمر المباشر.

ليس الغبي بسيد في قومه.. لكن سيد قومه المتغابي

أكثرية الإخوان أغبياء مسوخ.. وغالبية المتغابين أذكياء

< على خلفية استشهاده ببيت من الشعر في كتابه «سر المعبد» يقول: «ليس الغبي بسيد في قومه.. لكن سيد قومه المتغابي» سألت ضيف «الوطن»: أيهما أكثر في جماعة الإخوان.. الأغبياء أم المتغابون؟
- قال بعد ضحك: أنت تجرني لكلام قد يكون محرجاً لكني أستطيع القول بأن الأغبياء هم الأكثرية في جماعة الإخوان.
< وسبب الغباء؟
- إن الإخوان جماعة فاشية مفاهيمها عسكرية تمنع الحرية في داخلها وبالتالي فإن منع الحرية يؤدي إلى تضييع الملكات الشخصية للأفراد ووأد المواهب وعليه لا يبقى في الجماعة سوى الشخص المهيأ والجاهز لتنفيذ ما يطلب منه فهم يتحولون من خلال وسائل تدريبية متعددة إلى مسوخ والمسخ هو من يقبل ما يقال له من دون أن يفكر فيه، إذن هم أغبياء لأنهم يعطلون تفكيرهم عن قصد.
< والمتغابون داخل الجماعة أكثرهم من الأذكياء؟
- نعم هذا صحيح فعلا.

معلوماتي يقينية ومصدري أحد أعضاء مكتب الإرشاد

موقع الجماعة نشر خبرا يفيد بأن الرئاسة ستعين الشاطر رئيساً للحكومة فغضب مرسي وقال لبديع: أنا مش طرطور

خيرت أصابته صدمة بسبب استبعاده من انتخابات الرئاسة واعتقد أن مرسي شريك في الاطاحة به

مرسي قرب منه خصوم خيرت فأثاره لأنه مختلف مع حسن مالك ولا يحب «المكيين».. ويكره العوا كراهية التحريم

أمير قطر التقى مرسي والشاطر في حضور بديع فتم الصلح فعلاقة الأول بالثالث قوية

قرارات مكتب الإرشاد ملزمة لرئيس الجمهورية الذي تسلم الإعلان الدستوري منه جاهزاً فأصدره والخلاف يقع عندما يأتي القرار من خيرت الشاطر فقط

< على صعيد العلاقة بين الرئيس مرسي وأبرز رجالات الجماعة خيرت الشاطر قلت إن الثاني يكره الاول واكدت ان معلوماتك يقينية وليست استنتاجية وقد اختلف وقام بالصلح بينهما المرشد العام وأمير قطر ولم نخض في التفصيلات.. أليس كذلك؟
- نعم كذلك.
< اذن زدني في هذه الجزئية من معلوماتك اليقينية؟
- من معلوماتي اليقينية من داخل الاخوان ان خيرت الشاطر اصيب بصدمة شديدة عندما تم استبعاده من انتخابات رئاسة الجمهورية وكان يعتقد بمؤامرة تسببت في الاطاحة به فوقع في ضميره كما قال لبعض المقربين منه ان د. مرسي قد يكون احد الذين ساهموا في تنفيذ عملية الاطاحة هذه بحسب انه يعلم بأن مرسي على علاقة قوية ببعض الشخصيات الامريكية كونه عاش لفترة في الولايات المتحدة وتلقى تعليمه هناك وعندما فاز مرسي اراد خيرت ان يكون هو المسيطر بشكل بارز على مقاليد الامور في البلاد وبالذات في ملف الاقتصاد لكن الرئيس استعان بشخصيات اخرى في هذا الملف بعيدة عن خيرت مثل حسن مالك الذي تولى ادارة الملف والذي كان شريكا للشاطر من قبل ثم حدث بينهما خلاف كبير ادى الى انفصال الشراكة بينهما وهذا ما اثار غضب خيرت، كما ان مرسي جاء بمحمود مكي ليكون نائبا له رغم ان خيرت لا يحبه وبين الرجلين خلافات، كما استعان مرسي كذلك بأحمد مكي كوزير للعدل وايضا خيرت لا يحبه كما جاء بمحمد سليم العوا كمستشار له الذي تحكم علاقته بالشاطر منذ سنوات طويلة عداء شديد.
< هل فعلا الشاطر يكره العوا كراهية التحريم؟
- نعم هذا صحيح.
< لكن الشاطر له شخصيات محسوبة عليه في مؤسسة الرئاسة؟
- هذا صحيح لكنه كان يريد السيطرة بشكل تام بحيث لا يكون لمرسي اي قدر من الاستقلال ولذلك كان هناك خلافات خلال فترة اختيار المحافظين وعند ادارة بعض الملفات واصدار قرارات في شأنها، كما ان خيرت قام بتسريب خبر مفاده ان الرئاسة سوف تعينه رئيسا للوزراء وذلك منذ اكثر من شهر وعندها غضب مرسي غضبا شديدا وتحدث مع د. محمد بديع وقال له: انا مش «طرطور» وفي موقع لابد ان تكون لي مساحة وحرية في الادارة وعلى الاقل كان ينبغي اخباري بهذا الامر لا ان تكون المفاجأة عندما اراه في موقع «اخوان اون لاين» وعليه تم حذف الخبر من الموقع وعلى هذه الخلفية احتاج الامر الى تدخل أمير قطر للصلح بينهما وجلس معهما الامير في لقاء سري للغاية بحضور د. بديع الذي اخبر فيما بعد مكتب الارشاد بحصاد هذا اللقاء حتى المكان الذي تم فيه اللقاء لم يكن يعرفه احد.
< من اين لك بهذه المعلومات اليقينية التي طالت حتى المصطلحات التي تم استخدامها؟
- من احد اعضاء مكتب الارشاد.
< ما سبب تدخل أمير قطر في خلاف كهذا؟
- من الواضح ان علاقته بخيرت الشاطر قوية جداً وانه يود ان يسير الاخوان بهدوء في ادارة شؤون البلاد بحيث لا يحدث انقسام بينهم.
< اذن نحن نظلم الدكتور محمد مرسي حين تتهمه بأنه يدار من آخرين كما دأب الكثيرون على القول بذلك؟
- لا فعندما يأتي القرار من مكتب الارشاد فان مرسي يلتزم به التزاما تاما لكن عندما يكون هناك قرار فردي من خيرت الشاطر يقع الخلاف، فمثلا لو جاء قرار من مكتب الارشاد يقضي بأن يكون خيرت رئيسا للوزراء فسيصبح، كما وان الاعلان الدستوري الذي حض به مرسي قراراته وتسبب في ضجة كبيرة جاء لمرسي من مكتب الارشاد مكتوبا وجاهزا وفقط اصدره هو.