
القاهرة – محمود العربي
"الأسهم في الإيد.. أنت مالك ومستفيد" إعلان ترويجي للاستثمار في البورصة يملأ شاشات العديد من القنوات الفضائية المصرية الحكومية والخاصة حاليا، كان يمكن أن يمر الإعلان بسلام لكن الهبوط المتواصل والحاد الذي أصاب البورصة المصرية خلال الأسبوعين الماضيين جعل هذا الإعلان هدفا للنقد، حتى أن أحد نواب البرلمان تقدم بسؤال عاجل لرئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف حول هذا الإعلان الذي –برأيه- يورط المزيد من المصريين البسطاء في مغامرات البورصة، ونتيجة هذا الجدل بدا الإعلان لقيطا ليس له صاحب يدافع عنه ويتبناه، ونفت البورصة صلتها به، فيما تحدثت هيئة سوق المال بصوت خافت موضحة أن الإعلان يسير في طريق سليم دون مخالفات برعاية مجموعة من الأفراد أو المؤسسات.
وفقدت السوق المصرية -خلال الأشهر الثلاثة الماضية- نحو 137.5 مليار جنيه مصري من قيمتها السوقية، حسب بيانات البورصة (الدولار = 5.43).
|
توقيت خاطئ وتساءل متعاملون في البورصة وخبراء سوق مال عن الجهة المنظمة للإعلان، خاصة أنه لا يشير من قريب أو بعيد إلى جهة ترعاه، حيث يكتفي فقط بالحديث عن أن السهم هو سند الملكية، معتبرين أن توقيت الإعلان سيء لأنه يتزامن مع انهيارات في السوق.
واعتبر المحلل المالي والمدير التنفيذي لشركة تروبيكانا للأوراق المالية محمد عبد الرحيم أن توقيت الإعلان سيء، خاصة أنه إعلان ترويجي يهدف لجذب متعاملين للبورصة، قائلا "الإعلان يتزامن مع انهيار السوق والأسواق المالية العالمية؛ مما يحول دون تحقيق الهدف منه بسبب الخوف".
وأكد عبد الرحيم لـ(الأسواق.نت) أن الإعلان مجهول الهوية ليس له جهة ترعاه، فيما تشير مادة الإعلان إلى أن هيئة سوق المال أو جهة حكومية ترعاه.
وأكد المحلل المالي نادر خضر لـ(موقعنا) أن الإعلان يهدف لجذب مستثمرين جدد للبورصة؛ لكنه أثار جدلا، خاصة أن البورصة تشهد حالة من التوتر، مضيفا أن "من سيدخل السوق الآن رابح، لكن الإعلان يثير تساؤلات لدى المتعاملين؛ لأنهم يرون أن البورصة تبحث عن أموال لمساندة السوق". |
|
مخاوف ضياع الأموال من جهته تقدم النائب البرلماني الدكتور حمدي حسن بسؤال إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء حول إعلانات "مجهولة الهوية والمصدر" يبثها التلفزيون المصري؛ لترغيب المواطنين في الاستثمار بالبورصة، في الوقت الذي تنهار فيه البورصات العالمية وتدبر فيه الحكومة الأمريكية ما يزيد على 700 مليار دولار لوقف انهيار البورصة لديها.
وأوضح النائب حمدي حسن لـ(الأسواق.نت) أنه لا توجد بورصة في العالم كله تعلن بهذا الشكل عن نشاطها، كما لا توجد أية بورصة تضمن الأرباح لروادها، وإلا لما كانت هذه الانهيارات المأساوية وضياع أموال كثير من الناس في المضاربات.
وأشار النائب في سؤاله البرلماني إلى أنه "لوحظ في الفترة الأخيرة بث إعلانات على مدار الساعة تحث المواطنين على الاستثمار بالبورصة، تقول في رسالتها "الأسهم في الإيد.. أنت مالك ومستفيد، والضمان أكيد"، وهو ما يدفع إلى التساؤل عمن وراء هذه الإعلانات وإذاعتها في تلفزيون الحكومة، ومن وافق على إذاعتها، ولصالح من يتم تضليل الشعب وسرقة أمواله بالتلفزيون؟!
وقال حسن إن "الترويج للبورصة في هذا الوقت خال من الأمانة ومن المسؤولية"، مضيفا أن الهيئة والبورصة لا ترعيان هذا الإعلان وبالتالي فالمسؤول عنه التلفزيون المصري؛ لأنه يسهم في نهب أموال المواطنين، واصفا إياه بـ"بالإعلان المستفز". |
|
المسؤولون ينفون صلتهم من جهتهما نفت إدارتا البورصة والهيئة العامة لسوق المال أية علاقة لهما بالإعلان، وفيما اكتفت البورصة بالقول إنها ليس لها علاقة نهائيا بالإعلان على لسان مسؤول -طلب عدم الإفصاح عن هويته- إلا أن مدير المكتب الفني لرئيس الهيئة العامة لسوق المال هشام إبراهيم قال لـ(الأسواق.نت) إن الهيئة رصدت الإعلان وتابعته بدقة، وقامت ببحثه، ولم تجد فيه أية مخالفات، مضيفا أن الهيئة تعرف القائمين عليه، رافضا الإفصاح عنهم، قائلا إنهم "مجموعة أفراد أو شركات سمسرة أو مستثمرين أو جمعيات أهلية"، فيما كشفت مصادر لـ"الأسواق.نت" أن الإعلان تقوم علية إحدى الجمعيات الأهلية لتعليم وتوعية المستثمرين بالبورصة.
وأكد مدير المكتب الفني لرئيس هيئة سوق المال أن الإعلان مثله مثل إعلان "نحكم عقلنا نستريح كلنا" أو "إعلان ابعد عن لبن عمي عبده واشرب لبن معقم" اللذين انتشرا في السوق وملآ شاشات التلفزيون.
وأضاف أن الإعلان لا يحتوي على مخالفة قانونية، ويهدف لتوعية المواطن بالسهم وحقوقه في حال دخوله البورصة.
وحول السؤال البرلماني المقدم لرئيس الوزراء بشأن الإعلان، قال إن الإعلان لا يحمل ترويجا لسهم معين أو شركة سمسرة، ولا يوجد به تضليل، وهو مجرد إعلان تعليمي، ويسهم في إيجاد طلب أولي على السوق دون الإشارة لمؤسسات. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق