القاهرة 29 أبريل (رويترز) - أعلن المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد مهدي عاكف يوم الثلاثاء استجابة الجماعة لدعوة وجهها مصريون بموقع على الانترنت للاضراب العام في الرابع من مايو ايار الذي يوافق عيد ميلاد الرئيس حسني مبارك.
وقال المرشد في بيان "الاخوان المسلمون يتجاوبون مع الدعوة الى التزام المواطنين بيوتهم يوم الرابع من مايو القادم."
وقال عاكف "يرى الاخوان المسلمون أنهم مع حركة الاحتجاج السلمي التي تطالب بحل الازمات ومواجهة الاوضاع المتردية التي يعاني منها الشعب."
وأرجع مشاركة الاخوان الى أن "السلطة التنفيذية قد أصمت أذنيها وأغمضت عينيها أمام كافة دعوات الاصلاح."
وجاء في البيان "الاخوان المسلمون ضد السياسات العامة التي تكرس الفساد والاستبداد."
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الحكومة.
وخلال الشهور الماضية تصاعد الاستياء من الحكومة وعززه احتجاز أعضاء في جماعة الاخوان ومحاكمة أعضاء قياديين فيها وارتفاع أسعار السلع الغذائية مما الحق ضررا شديدا بسكان يعانون من انتشار الفقر.
وقال موجهو الدعوة للاضراب التي نشرت على موقع فيسبوك ان عددهم زاد على 73 ألفا. وقال محمد فؤاد الذي يشارك في المجموعة الداعية للاضراب في الرابع من مايو ايار الذي يوافق عيد ميلاد مبارك الثمانين "عددنا 73 ألفا و53."
وكان العدد حوالي 60 ألفا الشهر الماضي. وأغلب الداعين للاضراب يساريون وليبراليون.
ولم يشارك الاخوان في اضراب عام دعي اليه في السادس من أبريل نيسان مما حرمه من دعم حاسم باعتبار أن الاخوان المسلمين هم أقدر القوى المعارضة على تعبئة مناصرين لاي احتجاج كبير.
ووقعت مصامات بين قوات الامن ومضربين عن العمل في مدينة المحلة الكبرى الصناعية شمالي القاهرة في السادس والسابع من أبريل أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص واصابة أكثر من 150 اخرين.
وألقت السلطات القبض على المئات في المدينة خلال المصادمات وبعدها.
وقالت الحكومة ان "محترفي شغب" انضموا الى عمال في المدينة وارتكبوا أعمال عنف وتخريب. ولم ينجح الاضراب العام خارج المدينة.
وقدمت الحكومة التي وجدت نفسها في موقع دفاعي بعد الارتفاعات الكبيرة في الاسعار حوافز مالية لعمال الغزل والنسيج. وزار رئيس الوزراء أحمد نظيف المحلة الكبرى ليعلن عن الحوافز ووعد لاحقا بزيادة الاجور بنسبة لا تقل عن 20 في المئة بداية السنة المالية في أول يوليو تموز.
ويطالب الداعون لاضراب الرابع من مايو بحد أدنى للاجور للعمال والموظفين وربط الاجور بالاسعار والافراج عن زملاء لهم ألقت السلطات القبض عليهم بسبب الدعوة لاضراب السادس من أبريل نيسان.
وطالب عاكف في بيانه بأن تستثنى من الاضراب العام فئات "تتوقف عليها صحة المواطنين والامتحانات ومرافق الدولة الحيوية."
ويطالب الاخوان باصلاح سياسي.
وأصدرت محكمة عسكرية مصرية هذا الشهر أحكاما بالسجن لمدد تراوحت بين ثلاث سنوات وعشر سنوات على 25 من الاعضاء القياديين في الجماعة بينهم خيرت الشاطر النائب الثاني لعاكف وحكم عليه بالسجن لمدة سبع سنوات كما برأت 15 اخرين.
وألقي القبض على 33 من المحكوم عليهم في ديسمبر كانون الاول عام 2006 بعد عرض شبه عسكري لطلاب ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين في جامعة الازهر لكن الجماعة قالت ان الطلاب كانوا يقدمون عرضا فنيا عن المقاومة المسلحة. وصدرت أحكام المحكمة العسكرية على سبعة متهمين غيابيا.
ويقول مراقبون ان القبض على الشاطر والاخرين كان بداية حملة على الجماعة التي برزت كأكبر قوة معارضة في مصر بعد أن شغلت حوالي خمس مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2005 .
ويخوض أعضاء في الجماعة الانتخابات العامة كمستقلين لان السلطات ترفض تأسيس أحزاب سياسية على أساس ديني.
وأحيل الشاطر والاعضاء القياديون الاخرون في الجماعة الى محاكمة عسكرية بقرار من مبارك بصفته الحاكم العسكري بمقتضى حالة الطوارئ السارية منذ اغتيال الرئيس أنور السادات برصاص اسلاميين متشددين عام 1981.
ويحظى اضراب الرابع من مايو ايار بدعم حركة كفاية التي تضم نشطاء من أحزاب وجماعات سياسية مختلفة والتي تأسست عام 2004 مطالبة بانهاء حكم مبارك الذي يعد خامس أقدم حاكم في العالم والحيلولة دون ما تقول الحركة انه مسعى لتوريث منصب الرئيس للعضو القيادي في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم جمال مبارك نجل الرئيس.
وتنتهي فترة رئاسة مبارك الحالية عام 2011 ولم يكشف مبارك عما يعتزمه بشأن من يكون الرئيس المقبل. ونفى جمال مبارك طموحه لخلافة والده لكن المتوقع على نطاق واسع أن يشغل المنصب.
وقال ايساندر العمراني الذي يعمل محللا في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ان من الطبيعي أن يؤيد الاخوان اضراب الرابع من مايو بعد أحكام المحكمة العسكرية.
واستدرك قائلا "لكني لا أرى فعلا ان هذا الاضراب في حد ذاته حتى لو ايده الاخوان المسلمون سيكون لحظة حاسمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق