السبت، 19 أبريل 2008

الأمم المتحدة: الإيثانول "جريمة ضد الإنسانية"




Apple Store



ارتفاع الأسعار يهدد العالم بـ"سبع سنوات عجاف"
برلين - وصف "جان زيجلر" مقرر لجنة الحق في الغذاء التابعة للأمم المتحدة، الإنتاج الغزير حاليا للوقود الحيوي "الإيثانول" بأنه يعد "جريمة ضد الإنسانية"؛ بسبب تأثيره على ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ففي حديث أجرته معه إذاعة "بايريشر راندفانك" الألمانية قال زيجلر: "إن صنع الوقود الحيوي يمثل اليوم جريمة ضد الانسانية"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية اليوم الإثنين.

وحذر مراقبون من أن استخدام الأراضي الخصبة في زراعة محاصيل تستخدم في إنتاج الوقود الحيوي (الإيثانول) يقلص من المساحة الزراعية المتاحة للمحاصيل الغذائية؛ وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء.

ودعا زيجلر صندوق النقد الدولي إلى تغيير سياسته المتعلقة بالإعانات الزراعية والتوقف عن دعم المشروعات التي تستهدف خفض الديون، مؤكدا أنه من الضروري دعم الزراعة لتأمين حياة الشعوب.

واتهم المسئول الأممي الاتحاد الأوروبي بإغراق إفريقيا زراعيا قائلا: "الاتحاد الأوروبي يمول تصدير الفائضات الزراعية الأوروبية إلى إفريقيا، حيث تعرض بنصف أو ثلث ثمنها، وهو ما يدمر الزراعة الإفريقية تماما".

كما طالب بوقف فوري للمضاربات في البورصة العالمية على المواد الغذائية الأولية، وحذر في حديث لصحيفة "ليبراسيون" الفرنسية من أن العالم يتجه نحو "فترة اضطرابات طويلة جدا ونزاعات مرتبطة بارتفاع الأسعار ونقص الغذاء".

7 سنوات عجاف

وعلى الصعيد ذاته، دعا البنك الدولي الدول الأعضاء إلى التدخل العاجل لتفادي الأزمة الغذائية التي تهدد بإفقار نحو 100 مليون شخص إضافي حول العالم.وقال رئيس البنك روبرت زوليك الأحد 13-4-2008 في ختام اجتماع دام يومين في واشنطن: "نعتبر أن مضاعفة أسعار المواد الغذائية خلال السنوات الثلاث الأخيرة قد يدفع بـ 100 مليون شخص يعيشون في البلدان الفقيرة إلى الغرق أكثر في البؤس".

وأشار زوليك إلى أن برنامج الأغذية العالمي تلقى أكثر من نصف الـ 500 مليون دولار التي طلبها من المجتمع الدولي قبل الأول من مايو المقبل.

لكنه أضاف أن "ذلك لا يكفي، ويبقى من الضرورة الملحة أن تتدخل الحكومات"، كما دعا إلى التكاتف لاستئصال الجوع من العالم، محذرا من أن هذه الأزمة قد تؤدي إلى "سبع سنوات عجاف" من الجوع.

وتفرض أزمة الغذاء نفسها على أجندة الفعاليات الدولية، حيث تناقش مجموعة الثماني المالية هذا الملف في يونيو القادم باليابان، غير أن زوليك علق قائلا: "لا نستطيع التريث حتى ذلك الحين".

وبحث ممثلو الدول المانحة بالبنك الدولي خطة لمكافحة سوء التغذية، أعلنها زوليك مطلع الشهر، وقارنها من حيث الحجم بـ"العقد الجديد" الأمريكي بعد الأزمة الاقتصادية الكبرى في ثلاثينيات القرن الماضي.

اضطرابات الغذاء

أما المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس فحذر الأحد من أن أسعار المواد الغذائية إذا استمرت على الوتيرة الحالية من الارتفاع، فإن العواقب ستكون "مريعة"، محذرا من أنه "كما علمنا في الماضي فإن هذا النوع من الأوضاع ينتهي أحيانا بحرب".

وأفاد البنك الدولي بأن 33 دولة مهددة بالاضطرابات السياسية والفوضى الاجتماعية؛ بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الزراعية.

وشكلت "هايتي" -أفقر بلدان أمريكا الجنوبية- أول نذر اضطرابات الجوع؛ حيث تمت تنحية رئيس الوزراء يوم السبت الماضي بعد أكثر من أسبوع من الاحتجاجات الناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية.

وقرر البنك الدولي منح هايتي عشرة ملايين دولار، وإرسال خبراء لمساعدة السلطات على مواجهة الأزمة.

كما اندلعت احتجاجات عنيفة خلال الأشهر الأخيرة جراء ارتفاع أسعاء المواد الغذائية، خاصة في كل من مصر والكاميرون وساحل العاج وموريتانيا وإثيوبيا ومدغشقر والفيليبين وإندونيسيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق