الأحد، 17 أغسطس 2008

طالب الداعية صفوت حجازي كل صاحب سلطة ومسئولية بالكف عن التكبر على الناس


Image
صفوت حجازي بعد إحدى خطبه في مارينا
إسلام أون لاين : مارينا (مصر) - على بعد عشرات الأمتار من بوابة منتجع مارينا الذي يقطنه أثرياء المجتمع المصري، ظهرت مئذنة المسجد الكبير، وعلا صوت المؤذن ينادي لصلاة الجمعة.. وما إن اقتربت من ساحته المجاورة لسوق المدينة حتى بدت مكتظة بالمصلين الذين افترشوا سجاجيد الصلاة بعد أن امتلأ بهو المسجد عن آخره.

وحين بدأت خطبة الجمعة.. بدا أن صوت الخطيب ليس بغريب على أذني.. حتى استطعت مزاحمة الناس على باب المسجد لأجد الداعية صفوت حجازي وقد اعتلى المنبر، وأخذ يخطب في أهل المنتجع، ويحدثهم عن خلق التواضع؛ حيث تركزت خطبته على سلوك بعض أصحاب النفوذ وكبرهم على البسطاء أحيانا، قائلا: "لازم تعرف أنك لما تقف أمام واحد غلبان وتقوله تعرف أنا مين وابن مين، اعرف ساعتها أنك تتحدث بلسان إبليس".


وموجها كلامه لجموع المصلين بالمنتجع الذي يرتاده كبار رجالات الدولة من وزراء ورجال أعمال، طالب حجازي كل صاحب سلطة ومسئولية بالكف عن "التكبر على الناس، وأن يكفي الناس شر مواكبه واحتفالاته".

الحلال والحرام

عقب الصلاة التف حول حجازي عدد كبير من الشباب والرجال مرتدين ملابس البحر والملابس الصيفية، ثم تقدم شاب في العشرين من عمره وقبل رأس حجازي قبل أن يسأله: "يا شيخ، هل الإقامة في مارينا حلال أم حرام بالنظر إلى أنه تقام فيها الحفلات الصاخبة وفيها ملابس النساء العارية؟!".

فرد عليه حجازي سريعا: "الحلال بين والحرام بين.. أنت أدرى باللي بتعمله إن كان حلالا أم حراما، وأي مكان تستطيع أن تجعله مكانا للمعصية أو مكانا للطاعة"، رافضا أن يضع المنتجع المشهور عنه النمط الغربي في أسلوب الحياة في قالب المعصية والفسق.

حجازي، الذي يعد أحد رموز الدعاة الجدد بمصر، قال لشبكة "إسلام أون لاين.نت" عقب خطبته: "هذه هي رابع خطبة لي في مارينا هذا الصيف؛ حيث دعاني عدد من الملاك بالمنتجع لإلقاء خطبة الجمعة طوال الصيف".

وأضاف أنه اختار سلسلة من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ليلقي معانيها خلال خطبه في مارينا، وحتى يوم الجمعة 15-8-2008، تحدث عن "كظم الغيظ، والشهامة والعزة في الإسلام، وخلق التواضع".

ورفض بشدة أن يكون قد صنف مواعظه لشريحة سكان مارينا على اعتبار أنهم "كريمة المجتمع المصري وصفوته"، مضيفا: "مخطئ من يظن أن كريمة المجتمع أو المارينز كما يطلق على ملاك مارينا بعيدون عن طريق الله عز وجل؛ فكل طبقة في المجتمع فيها الصالح والطالح".

وعن نشاطه الدعوي في مارينا أوضح حجازي أن هذا هو العام الثاني على التوالي الذي يدعوه فيه عدد من سكان المنتجع لإلقاء خطب الجمعة وتنظيم دروس دينية في منازلهم يحضرها أعداد تتراوح ما بين 50 إلى 70 مستمعًا في كل مرة.

وفي الوقت الذي اعتاد فيه الداعية خالد الجندي على التوجه إلى مارينا أيضا، ولكن في محاولة لاقتناص أيام من الراحة بعيدا عن الدروس الدينية وخطب المنابر، فإنه في كل مرة يتجمع المصطافون حوله؛ لتوجيه أسئلة فقهية إليه غالبا ما تكون مرتبطة بفصل الصيف.

وتبدو معظم الأسئلة التي توجه له من أهالي مارينا "بديهية" في نظر الكثيرين، فقبل أيام قليلة تلقى سؤالا من فتاة كانت ترتدي "الكاش مايوه" يقول: "ممكن أعرف لبس المايوه حرام ولا حلال؟"، فأجابها على الفور بحرمته لأنه يكشف عن عورة المرأة.

أما عمرو خالد، الذي تمتلك أسرته منزلا في مارينا، فيعد من أشهر الدعاة الذين نظموا دروسا دينية في المنتجع، فخالد الذي اعتاد قضاء عشرة أيام من كل صيف في مارينا، كثيرا ما يدعوه أصدقاء له من رجال الأعمال لزيارتهم، لتتحول الزيارة من جلسة ودية إلى درس ديني يلقيه على صاحب المنزل وأصدقائه وعائلاته الذين يهرعون عادة للاستماع للداعية المشهور.

دروس نسائية

ولا يقتصر النشاط الدعوى الواضح في مارينا على الدعاة فقط، بل تساهم فيه أيضا النساء، ففي حلقات على رمال شاطئ "اليشمك" المخصص للسيدات، تجلس من وقت لآخر في الصباح الباكر الفتيات والنساء يستمعن للممثلة المعتزلة "شهيرة"، ويسألنها عن الأمور الخاصة بالمصيف، كارتداء البكيني وملابس البحر عامة.

شهيرة التي اعتزلت الحياة الفنية منذ 15 عاما ويناديها صديقاتها حاليا بـ"الحاجة شهيرة" قالت لـ"إسلام أون لاين.نت": "لست مفتية، ولم أدرس العلوم الشرعية، بل طالعتها في كتب بعض كبار علماء الشريعة والفقه الإسلامي في مصر، أمثال الشيخ محمود شلتوت ومحمود عبد الحليم".

وتضيف أن "جلسات النساء لا تخلو من الأسئلة الدينية.. والدين هو منهاج الحياة، وأنا أجتهد في الرد على أسئلتهم".

وعلى شاطئ "اليشمك" عقدت "شهيرة" هذا الصيف أكثر من خمس جلسات دعوية نزولا على طلبات المصيفات، على حد قولها.

ما يحدث مع "شهيرة" يحدث أيضا مع عدد من الفنانات المحجبات، كمنى عبد الغني، وصابرين، وحنان ترك، التي قضت الأسبوع الماضي في مارينا تتدارس مع صديقاتها أحد المشروعات الخيرية التي ستشارك بها خلال شهر رمضان المقبل.

كما اشتهرت السيدة "جيجي حسني"، شقيقة المنتج الفني عادل حسني، بتنظيم جلسات دعوية خاصة للدعاة والداعيات بشكل منتظم، تدعو إليها بشكل رئيسي الممثلتين المحجبتين سهير البابلي وسهير رمزي.

البداية مع الشعراوي

العمل الدعوي في مارينا بدأه قبل أكثر من عشرة أعوام الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، حين دعاه رجال أعمال لافتتاح قراهم السياحية في مارينا، وخصصوا له فيها أماكن لإلقاء دروس أسبوعية مغلقة على عدد من العائلات الصديقة.

ففي عام 1996 وجه رجل الأعمال محمد فريد خميس وآخرون الدعوة إلى الشيخ الشعراوي لافتتاح مسجد أقامه في مارينا قرب البوابة رقم واحد.

وخلال زيارة الشعراوي للمنتجع قدم إليه أحد رجال الأعمال عقد بيع "شاليه" هدية له، إلا أن الشيخ رفض قبوله.

وبعد ستة أشهر تلقى الشيخ الشعراوي دعوة من رجل الأعمال حسن راتب لافتتاح قريته السياحية، وعقد جلسة دينية أسبوعية أو شهرية خلال فصل الصيف لسكانها، فوافق الشعراوي، وتكرر معه الأمر بتخصيص شاليه يطل على البحر مباشرة، فرفضه أيضا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق