المصريون : جمال سلطان |
اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة قال للصحفيين أول أمس أنه يستبعد فرضية العمل الجنائي في حادث احتراق مجلس الشورى ، غير أنه استدرك نافيا الجزم في الوقت نفسه بحكاية الماس الكهربائي ، مؤكدا على أنهم ينتظرون تقرير المعمل الجنائي ، في الوقت نفسه أيضا حرص كل من الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى على الظهور في قنوات فضائية مستقلة لكي يعلنوا بكل حسم أنه لا توجد أي شبهة جنائية في الحريق ، الرجلان حرصا على الظهور في برنامج العاشرة مساءا على قناة دريم ، وليس على القنوات الفضائية الرسمية التي أفقدوها أي مصداقية عند الرأي العام ، حتى أنهم عند الأزمات يضطرون إلى الظهور في فضائيات أخرى ، عسى أن يصدقهم الناس ، وأكد صفوت الشريف نفيه لوجود شبهة جنائية ، قالها بلغة العارف الواثق ، وأضاف حرفيا : أن حريق مجلس الشورى ليس بفعل فاعل ، والمدهش أن رئيس مجلس الشورى اعتبر أن الحريق اعتبر كارثة لأنه حدث لمبنى تاريخي شهد محاكمة أحمد عرابي ، وهذا يعني أن الرجل يرى أنه لولا أن المبنى تاريخي لما كان هناك أي مشكلة أو كارثة أو فضيحة فيما حدث للبرلمان المصري وشاهده العالم على الهواء مباشرة ، فيه حاجة غلط في الموضوع بكل تأكيد ، حتى الآن لم أفهم سر هذا التشنج الرسمي في نفي أي شبهة جنائية في الحادث ، لماذا السرعة ، لماذا الاستعجال ، من أي شيء تخافون ، لماذا يتحدث مدير أمن القاهرة بتلك اللغة الحاسمة في موضوع يعترف هو نفسه أنه ما زال خاضعا للتحقيق والمتابعة من جهات التحقيق المختصة ، بما فيها المعمل الجنائي والنيابة العامة ، تصريحات مدير أمن القاهرة ورئيسي مجلسي الشعب والشورى صدرت في الوقت نفسه الذي أعلن فيه أن النيابة توقفت عن استكمال المعاينة لاستمرار الخطر من المبنى ، وأن النيابة ما زالت تستمع لأقوال بعض الموظفين وتحقق في الموضوع ، فهل عرف سرور والشريف نتيجة التحقيق من الكونترول مثلا ، كما تقول النكتة ، وقبل إعلان النتيجة ، لماذا يقطعون الطريق على جهات التحقيق ويرسلون رسائل واضحة لكل الأطراف وكل الجهات بأن "لموا الموضوع" وأغلقوا الملف بسرعة ، هل هذا منطق يحترم عقول الناس ويفهم مبلغ شكوك وهواجس الرأي العام المحلي والدولي تجاه الواقعة ، لقد كان الدكتور سرور يرفض أحكام محكمة النقض التي تثبت وقائع التزوير في الانتخابات وتوصي بإسقاط العضوية ، يرفضها سرور تحت الشعار "الاستهبالي" الشهير : المجلس سيد قراره ، حيث تثبت المحكمة أن الصناديق مزورة فيقول : ولو ! ،وتؤكد المحكمة أن الموتى صوتوا فيقول : ولو ، وتقول المحكمة أن رصد الأصوات كان باطلا فيجيب سرور : ولو !، ويبدو أنه استخدم الشعار نفسه في تقرير حكمه على واقعة الحريق واعتماد نتيجة نهائية للتحقيق دون النظر إلى أي معلومات أو تحقيقات جادة من أي جهة ، باعتبار أنه سيد أي قرار يخص المجلس ، وكأنه يقول بلسان حاله : اتحرق اتحرق مجلسي وأنا حر فيه !، كذلك حرص الرجلان على نفي أن تكون هناك وثائق فقدت ، خاصة ، وخاصة هذه من عندهم وبلسانهم ، وثائق واقعة العبارة ، وأنه ـ والكلام ما زال لهم ـ إن فقدت بعض الوثائق فلدينا صور لها ، وهذا كلام مبهم ومحير ، هل فقدت وثائق أم لم تفقد ، وما هو البعض الذي تتشككون في فقده ، وهل تمت عملية مسح كامل ومراجعة شاملة لنتائج الحريق والوثائق وما دمر وما تبقى ثم أعلنتم هذا النفي الشامل ، أم أنكم تتحدثون من باب "التفاؤل" ، ما هذا السباق المريب والغريب في النفي وإغلاق الموضوع ، .. فيه إيه يا جماعة ؟ gamal@almesryoon.com |
الثلاثاء، 26 أغسطس 2008
حريق مجلس الشورى وسباق في نفي شبهة التخريب !
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق