الجمعة، 25 يوليو 2008

يديعوت أحرونوت إن السياحة الإسرائيلية لسيناء تجاوزت 89 ألف سائح إسرائيلى.

مافيا : محمد الهادى : تحوّلت السياحة فى حد ذاتها إلى كارت إذلال وضغط على الحكومة المصرية ، وتدمير الشباب العاملين بالقطاع السياحى.. فمع كل مناسبة وطنية تصدر السلطات الإسرائيلية تحذيرًا لرعاياها من السفر لسيناء خوفًا من تعرضهم لأعمال إرهابية ، فضلاً عن استمرار السيّاح اليهود فى عمليات التهريب ونشر المخدرات والإيدز، وكذلك السلاح فى سيناء.. يضاف لهذا جرائم جنائية أخرى أخطرها تهريب (الداعرات) عبر الحدود.. ولم تتوقف المحاولات الإسرائيلية عند هذا الحد بل حاولت الدولة العبرية نسب آثار مصر الموجودة منذ آلاف السنين إليها كالادعاء بأنهم هم الذين بنوا الأهرامات!! وأن لديهم أملاكًا فى مصر، وكان آخر المحاولات اليهودية لزعزعة الاقتصاد القومى دعوة وزارة الحرب الإسرائيلية مواطنيها إلى تجنب السفر لسيناء بسبب تهديدات محتملة بوقوع هجمات فى عيد (الفصح) اليهودى .

ـ شكوى أمنية

ويشكو رجال الأمن المصريون من عمليات التهريب التى يقوم بها السيّاح الإسرائيليون ومحاولاتهم لنشر المخدرات والحبوب المخدرة فى المنطقة، فضلاً عن نشرهم الإيدز، وكذلك السلاح، ويضاف لهذا جرائم جنائية أخرى للإسرائيليين أخطرها تهريب الداعرات عبر الحدود المصرية.

وأكدت الخارجية هذه الجرائم فى عدة بلاغات للبرلمان المصرى ردًا على استفسارات لنواب عن هذه الجرائم ، منها إعلان الخارجية عام 2000م عن ارتكاب 79 إسرائيليًا مخالفات جنائية تتراوح بين تهريب المخدرات والعملات المزوّرة وتهريب الأسلحة وتسليم مصر هؤلاء المجرمين للسلطات الإسرائيلية عبر منفذى (رفح وطابا).

ومن المعروف أن منطقة طابا شكّلت فى الفترة الأخيرة نقطة تهريب نشطة استغلها البدو من سكان المنطقة بالتنسيق مع شبكات إسرائيلية لتهريب نساء من أوروبا للعمل ضمن تجارة الرقيق الأبيض النشطة فى إسرائيل، فضلاً عن شبكات لتهريب المخدرات التى تعمل بالمنطقة منذ فترة طويلة ولا نستبعد ضلوعهم فى تهريب أسلحة ومتفجرات أيضًا.

ـ بعثة دبلوماسية

وسبق أن كشفت المصادر عن بعثة عسكرية مصرية زارت الدولة العبرية توصلت إلى اتفاق مبدئى بشأن قضية الحدود فى منطقة رفح ومحور صلاح الدين، الذى ينص على تغيير نوع القوات المصرية من شرطة إلى قوات حرس حدود دون الدخول فى مفاوضات حول تعديل معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، ومن الطبيعى أن تستخدم إسرائيل هذا الملف لمساومة مصر على مزيد من التنسيق والتعادل الأمنى ضد ما يسمى بالإرهاب بهدف دفع مصر دفعًا نحو نوع من (التطبيع الأمنى) يكون مقدمة لمزيد من التطبيع السياسى الرسمى.

ـ أرقام مفزعة

ومن جانبها قالت وزارة السياحة الإسرائيلية فى إحصائية نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت إن السياحة الإسرائيلية لسيناء حققت أرقامًا قياسية حيث تجاوزت 89 ألف سائح إسرائيلى.

وقال وزير السياحة إنه يتوافد على سيناء سنويًا 350 ألف سائح واعترف بأنهم يشكلون غالبية سائحى المنطقة، إلا أنه أكد أن السياحة الإسرائيلية لا تؤثر إلا على 2% من دخل مصر من السياحة العالمية، فلاشك أن لعب اليهود بورقة السياحة يُضر بالسياحة المصرية والاقتصاد القومى المصرى الذى أصبح يعتمد على موارد السياحة التى تُدر سنويًا قرابة 4 مليارات دولار .

ـ تسهيلات كبيرة

وفى فندق (هيلتون طابا) أول ما يلفت نظرك أن اللافتات المعلّقة على جدران (اللوبى) مكتوبة باللغة بالعبرية، فضلاً عن اللافتات المحيطة بحمام السباحة والتى تشعرك بالغيظ خاصة أن الحمام مكدس بالصهاينة، فيما يمنعك الأمن من الاقتراب قبل أن توافق إدارة الفندق.. لك أن تعرف تقليدًا متبعًا فى معظم فنادق سيناء فقد تحولت إلى مستعمرة إسرائيلية كبيرة.

أما الأسرة المصرية التى يتعسها الحظ وتقرر السفر إلى سيناء لقضاء أوقات ممتعة وجميلة فعليها أن تمر بـ 18 كمينًا وتجيب عن مئات الأسئلة، وتتحمل مضايقات، وفى المقابل فإن السائح الإسرائيلى -وبركات (كامب ديفيد)- فيحق له دخول سيناء بالبطاقة الشخصية وبدون حسب شهاداتهم للصحف العبرية ويتجول فيها كيفما شاء، يدخنون البانجو، يذهب ويلعب القمار فى طابا، ويركبون (الجلاس بووت) بشرم الشيخ ولا مانع من التلصص على النقاط الحساسة دون قلق.. ويروى أصحاب المحال بدهب أن غالبية السيّاح الإسرائيليين من الشباب يحضرون لسيناء وبحوزتهم كميات هائلة من البانجو ويدخنون جزءًا منها ويبيعون الباقى، إلا أن إنفاقهم دائمًا (شحيح وما يجيش من وراهم خير) حسب تعبير صاحب أحد البازارات.

ويقول الدكتور صلاح الدين فهمى أستاذ الاقتصاد إن كبار رجال الأعمال الإسرائيليين أصحاب المشروعات السياحية الضخمة فى إيلات تضرروا من وضع سيناء على الخريطة السياحية العالمية وهو ما دفعهم لتشجيع هذه التجديدات لإنقاذ المنتجع الإسرائيلى الذى يعانى من نسبة تشغيل منخفضة طوال العام واستفادوا جيدًا من تفجيرات (طابا ونوبيع ورأس شيطانى وشرم الشيخ) لتخويف شركات السياحة والتأمين الأوروبية وإرهابها من سيناء وعلى الرغم من العبء الأمنى الذى تشكله السياحة الإسرائيلية فى سيناء إلا استمرارها مرتبط بقرار الحكومة بالحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق