الأربعاء، 23 يوليو 2008

يعيش سكان أراضي الأوقاف في باسوس بالقليوبية‏..‏ لا أحد يرحمهم‏..


اهالى باسوس يستغيثون بالمسئولين لايقاف المزاد
الاهرام: تحت وطأة ظروف نفسية قاسية‏,‏ وشعور قوي بالرعب والخوف من بلدوزر الأوقاف الطائش الذي يواصل الهدم يمينا ويسارا‏..‏ يعيش سكان أراضي الأوقاف في باسوس بالقليوبية‏..‏ لا أحد يرحمهم‏..‏ ولا أحد يتعامل مع مشكلتهم برؤية انسانية‏..‏ ولا جهة تدرس قضيتهم‏..‏ وتجد لها الحل الملائم‏..‏

هم الآن يعيشون تحت رعب البلدوزر من ناحية‏,‏ وبيع الأراضي بالمزاد من ناحية أخري‏..‏ وإلي أن تتدخل جهة محايدة لحل هذه المشكلة يبقي أهالي باسوس مرعوبين‏..‏ ومهددين بالحياة في العراء‏!‏

سيد حسن عبدالغني أحد سكان أرض البيومي بحوض القاضي يقول ان ما دفعهم لشراء هذه الأرض بالتنازل هو رخص سعرها مقارنة بأرض التمليك‏,‏ حيث كان المتنازلون قد حصلوا علي الأرض بعقد إيجار من الأوقاف التي أكدت لنا أنه لا مشكلة من تنازل هؤلاء لنا عن الأرض وكان سعر القيراط في التنازل ما بين‏30‏ و‏40‏ ألف جنيه‏,‏ ومساحتها سبعة أفدنة تقريبا‏,‏ ثلاثة منها منازل وأربعة أراض زراعية وجميعها داخل كردون المباني‏,‏ وبعد استقرارنا وإدخال المرافق فوجئنا بالاعلان عن مزاد يوم‏27‏ يوليو القادم وقد وضعوا لافتة بذلك‏..‏

ويضيف أنه توجه لرئيس هيئة الأوقاف اللواء ماجد غالب وعرضنا عليه شراء قطع الأرض التي تنازل عنها المستأجرون بالسعر السائد في هذه المنطقة نقدا أو بالتقسيط كل تبع حالته‏,‏ وقد أبدينا استعدادنا أن تحصل الهيئة علي جميع الضمانات اللازمة لضمان حقوقها ولكن الهيئة رفضت‏,‏ وتصر في الوقت نفسه علي دخولنا المزاد‏..‏ فكيف ندخل المزاد ونحن لانملك حتي التأمين؟‏!‏

في نفس المنطقة‏,‏ أطلت سيدة تدعي أم محمد أبوسريع تروي مأساتها قائلة‏:‏ لدي سبعة أبناء وكنا في منزل العائلة وخرجنا لأن أبنائي كبروا وبعنا كل ما نملك حتي الأجهزة المنزلية في بيتي‏,‏ ولدينا فقط غرفة وحمام تريد أن تهدمها الأوقاف كلما قمنا ببنائها‏..‏

أما في حوض سيدي سيف أو وقف المنشاوي فالحال لايختلف كثيرا عن وقف محمد البيومي‏,‏ حيث يقول عبدالرازق عبدالغني أن أسرته الكبيرة لا يأويها من العراء سوي المنزل الذي يقيم فيه‏,‏ والذي يبدو غاية في البساطة‏,‏ فهو عبارة عن أربعة حوائط يعلوها سقف من الخشب‏,‏ ويتساقط المطر عليهم في الشتاء لكنه أفضل في كل الأحوال من العراء‏..‏

..‏ أما تلك المرأة التي جلست في غرفة لاتتجاوز‏35‏ م‏2,‏ فقد سبقت دموعها كلامها‏,‏ وقالت انها ستموت في هذا المكان‏,‏ فهذا أكرم لها‏,‏ لأنها لو خرجت منه فستموت في العراء‏.‏

في المكان يقف طبيب شاب يدعي عصام محمد والذي فقد اصبعه أثناء تنكيس هيئة الأوقاف لمنزله‏,‏ ويتحدث عن جهود المواطنين في تحويل هذه المنطقة التي امتلأت بالبرك والمستنقعات إلي مناطق صالحة للاقامة‏..‏ ثم تريد الأوقاف أن تأخذها‏!‏

..‏ هاني عثمان عدس عضو مجلس محلي محافظة القليوبية يري ضرورة حل المشكلة بأن يتملك الناس هذه الأراضي بسعر مناسب‏,‏ وبطريقة السداد التي تناسب هؤلاء البسطاء ولا تملك للغرباء الذين يأتون ويحصدون تعب ومجهود هؤلاء البسطاء الذين أحيوا هذه المنطقة علي أكتافهم‏,‏

فرغم أننا نعلم أنهم أخطأوا فإن الوضع الراهن يحتاج منا كثيرا من الرحمة والخوف من المزاد الذي يمكن أن يجعل الغرباء يزايدون علي البسطاء في هذه المنطقة‏,‏ لذلك لابد من تدخل جهة محايدة بين الأوقاف والمواطنين ونتمني أن تكون هذه الجهة هي محافظ القليوبية حتي يستطيع أن يصل لحل وسط لهذه المشكلة الشائكة وألا تقف المحافظة هكذا مكتوفة الأيدي‏..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق