اراء الاستاذ/ادمين
أكثر ما يُزعج الناس هو في الفترة الأخيرة ليس هبوط السوق والأسهم وعدم استقرارهما فقط
ولكن التلاعب بمشاعر الناس سواء بالتلويح بالارتداد ثم عكس هذا الارتداد والتحول للهبوط أو التلميح بالانهيار ثم الارتداد في اللحظات الأخيرة بعد أن يكون هذا التحرك قد تسبب في الانهيار النفسي لحاملي الأسهم مما نتج عنه رميهم لأسهمهم ...فعلى سبيل المثال لا الحصر من أصابه الرعب يوم الخميس مع الرمي الكثيف للأسهم فرمي سهمه القناة للتوكيلات الملاحية ب26 جنيه فقط .. وبعدها بدقائق شاهد سهمه وقد أغلق عند 28 تقريباً فظن أن ارتداد السوق قادم فيدخل للشراء بأعلى مما اشترى عسى أن يعوض خسارته .. ثم تبدأ جلسة الأحد بتحرك إيجابي للسهم وفتح 28.10 ثم يتحرك السهم مستهدفاً 29.50 فيتم رفع آمال حامل السهم مرة أخرى ويطمئن قلبه .. ولكن ومع نهاية الجلسة يرى سهمه وقد أغلق عند 25 ...
هذا الرجل وهذا السهم مجرد مثال من عشرات الأمثلة بين الأسهم ومثال من آلاف الأمثلة من المستثمرين في السوق.
هذه هي الحالة المسيطرة التي فرضت شعوراً عاماً بالقهر والإحباط والاضطهاد والظلم في آنٍ واحد .. وهي نفس الحالة التي نراها ولأول مرة قد انتشرت بين بعض أخواننا هنا وكنت أظن أننا بمنأي عن هذه التأثيرات لما بنيناه من تماسك وسلوك متزن في الشهور القليلة الماضية .. ولكن يبدو أني قد أسأت التقدير ولابد أن نتعامل مع ذلك بوضوح... ورغم وجاهة أسباب من استسلموا للضغوط في الفترة الأخيرة إلا أن ذلك لايبرر أن نتحول في الاتجاه العكسي تماماً وأن تتضارب قراراتنا وأن نرتمي في أحضان المُضاربة أو ما يحاولون فرضه علينا من توتر وخوف وتبعية لما يخططونه لنا .... ومنحهم هذه الفرصة لن يمنحنا أي فرصة للخروج من الدائرة التي أرادوا حبسنا فيها بل على العكس تماماً .. فكلما صرخت الضحية في محبسها كلما تلذذ الصياد وتفنن في تعذيبها والأولى أن نطور سلوكنا دائماً للخروج من هذا المحبس وليس للتعايش معه.
اليوم لم يكن شاذاً عن ما نبهنا له بالأمس من غدر السوق وتحول الناس بشكل غير مسبوق نحو المُضاربة وعدم البقاء في السوء مهما كانت قوة الأخبار ومغريات البقاء والاستثمار .. فكلما رأينا تحسناً مهما كان طفيفاً تبعه قوة بيعية هائلة تضغط على السوق وتفقده ما اكتسبه بل وزيادة ... فبعد أن تحرك السوق وتحركت الأسهم بشكل جيد وإيجابي مع بداية الجلسة وارتفع المؤشر أكثر من 70 نقطة سرعان ما رأينا نزيفاً للنقاط مع النصف الثاني للجلسة حتى أغلق المؤشر على هبوط أكثر من 103 نقطة .. وبالطبع لم تكن الأسهم أسعد حظاً من المؤشر وما ارتد منها بشكل واضح اليوم سرعان ما أغلق تحت سعر فتحه بفارق تراوح بين الطفيف والكبير.
حتى الأسهم الخبرية القوية مثل المصريين في الخارج أغلق على هبوط 3.17% تحت ضغط الرمي الكثيف وعدم الثقة من حامل السهم والتفريط مهما كانت ضآلة الربح .. بل وقد نتجاوز ونقول ومهما كانت فداحة الخسارة.
قد نتفهم ظروف شهر يونيو وتسويات البنوك وتقفيل الميزانيات ولكن بالتأكيد السلوك الحالى لمن في السوق تخطى حدود هذا التفم وهو سلوك تم الترويج له ودُفع الناس إليه دفعاً لرمي أسهمهم والقفز دخولاً وخروجاً من السوق حتى كُسر ظهر السوق ومُعظم أسهمه وتم تعطيل كل فرص الارتداد طوال الفترة الأخيرة...وللأسف الضرر الأكبر يقع على المستثمر المصري والمستفيد الأكبر هو صانعي السوق والأجانب.. فهم من يشترون الآن.
الكيس اليوم حقق صافي هبوط 103 نقطة تقريباً .. وهو ما أثر على مؤشراته وأمالها بشكل كبير نحو التصحيح بدون تأكيدها بعد.
حالياً الخط الذي تدور حوله اللعبة الجديدة للمؤشر هو خط ال10000 وهو خط يُفترض أنه خط قوي ولكن يوم الخميس رأينا أن المؤشر مر عليه هبوطاً وصعوداً مرور الكرام....
لا أقول أن السوق لا أمل فيه ولكن أقول أن حالة من عدم الاحترام مسيطرة على السوق في الأيام الأخيرة.
أوراسكوم للإنشاء حدث فيه ميل شديد الضعف نحو الارتداد الجديد ولكنه لا يُعتد به بعد.
أوراسكوم تليكوم رغم هبوطه الواضح اليوم إلا أنه مازال متمسكاً بارتداده تحليلياً.
يوم واحد على انتهاء هذا الشهر المرتبك على خير بإذن الله ونرجوا أن تستقر الأمور وأن يستقر سلوك الناس وأن يعود لهم الاتزان.
البنك الوطني للتنمية DEVE
حاول اليوم تعويض بعض ما خسره الناس قبل الاكتتاب من حبس وضغط ميكر وهبوط السوق وارتفع بشكل جيد حتى لامس خط ال 13.40
أرجو أن ننتبه جيداً للنقطة التالية حتى نعرف جميعاً كيفية التحرك في هذا السهم.
فسهم البنك الوطني للتنمية من الأسهم الأكثر احتراماً لخطوطها وبشكل يومي تقريباً يمنح السهم فرص متميزة لعمل تريدات واسعة فيه سواء تحرك السهم في ارتداده أو حتى إن كان في تصحيح.
اليوم بعد مرور تاريخ استحقاق اكتتاب السهم رأينا تحركاً حراً للسهم وتحركاً بين خطوطه التاريخية .. حيث أن خطوط السهم والتي يتحرك فيها اليوم هي خطوط لم يلامسها منذ عام تقريباً .. وهذه الخطوط هي 12 - 12.30 - 12.80 - 13 - 13.25 - 13.40
السهم اليوم تحرك بين وحول كل هذه الخطوط صعوداً وهبوطاً طوال الجلسة اليوم .. وهو تحرك واسع لو بعنا مثلاً عند 13.25 واشترينا السهم في نهاية الجلسة عند 12.15 لكان تحركاً متميزاً حقق لنا وفراً كبيراً في متوسط شراءنا للسهم.
كما كل الأسهم التي نرى فيها تحريكاً للحدود السعرية -سواء بعد استحقاق اكتتاب أو تجزأة أو توزيع مجاني أو حتى كوبون- دائماً ما يحدث نوع من الارتباك في مؤشرات هذه الأسهم يقوم الميكر باستغلاله برفع سهمه وعمل فجوة سعرية .. ثم ومرة أخرى استغلال الارتداد التالي للسهم وتحقيق ارتفاع إضافي... هذا السيناريو رأيناه في سيدى كرير وإليكو والايه آي سي في اكتتابه الماضي والمصريين للإسكان والعشرات من الأسهم.
اليوم بدأ سهم البنك الوطني للتنمية بالفعل في تطبيق هذا السيناريو ومحاولة واضحة لصعود السهم من موقع تصحيحي ورغم ما بدى عليه من انسحاب في النصف الثاني للجلسة إلا أن السهم نجح في تحقيق استقرار واضح فوق خط ال12 وخط ال 12.30 أيضاً ومتوسط تنفيذ 12.57 جنيه وهذا هو الجانب الإيجابي في جلسة اليوم.
أما الجانب السلبي فهو الانسحاب من عند خط ال 13.40 والإغلاق عند 12.13 ..
السهم اليوم كان أداؤه طيباً وينبىء عن تصحيح مثمر وارتداد قادم متميز بإذن الله ولا نستبعد تعويض الجميع في فترة قصيرة بإذن الله.
لا نتهافت على السهم ومن دخل الاكتتاب فليصبر على سهمه من عشرة أيام لأسبوعين على الأقل أو الاستثمار في السهم حتى ظهور أخبار نجاح الاكتتاب -وهو أمر شبه مؤكد- أو تغيير اسم البنك بإذن الله.
المصريين فى لخارج
كل يوم تُثبت إدارة الشركة أنها إدارة جادة ولا تتلاعب بأخبارها أو تستغلها وتماطل فيها كما تفعل مُعظم الشركات الأخرى.
أيضاً قلنا أن الشركة لها مصداقية كبيرة أمام هيئة سوق المال والموافقة شبه مؤكدة .. ولكن سرعة هذه الموافقة هو ما يُثير الإعجاب وأعتقد أنه رقم قياسي جديد يُحسب للشركة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق